السبت 20 ديسمبر 2025
كتاب الرأي

جمال الدين ريان: تعليق ترامب لقرعة الغرين كارد.. ضربة قاتلة للحلم الأميركي وسياسة الإقصاء المستمرة.

جمال الدين ريان: تعليق ترامب لقرعة الغرين كارد.. ضربة قاتلة للحلم الأميركي وسياسة الإقصاء المستمرة. جمال الدين ريان
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وغضباً عارماً، أقدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تعليق قرعة "الغرين كارد"، البرنامج الذي كان يمثل الأمل لملايين الحالمين بالهجرة إلى الولايات المتحدة. هذا القرار لم يكن مفاجئاً لمن تابع سياسات ترامب العنصرية والمتشددة، لكنه كان بمثابة صفعة جديدة على وجه كل من يؤمن بأميركا كأرض الفرص والتنوع.
 
ترامب لم يخفِ يوماً عداءه للمهاجرين. منذ حملته الانتخابية، وهو يطلق شعارات الكراهية ويبني جدراناً، ليس فقط على حدود بلاده، بل في وجه كل من يبحث عن مستقبل أفضل. تعليق قرعة الغرين كارد لم يكن مجرد قرار إداري، بل رسالة واضحة: من ليس على هوى ترامب، فمكانه ليس في أميركا!
 
قرعة الغرين كارد كانت رمزاً للحلم الأميركي، باباً مفتوحاً لكل طموح يريد إعادة بناء حياته على أرض الحرية. وبتعليقها، سدد ترامب ضربة قاسية لهذا الحلم، ووجه رسالة للعالم بأن أميركا لم تعد ترحب بالجميع، بل أصبحت حكراً على من يختارهم المزاج السياسي. ملايين المتقدمين سنوياً، من مختلف أنحاء العالم، وجدوا أنفسهم فجأة خارج دائرة الأمل، ضحايا قرار متسرع وغير إنساني.
 
تبريرات ترامب حول الأمن القومي ومحاربة "الإرهاب" لم تكن سوى ستار دخاني لتبرير سياسات الإقصاء. لا يوجد أي دليل حقيقي على أن قرعة الغرين كارد تشكل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة. بل على العكس، أغلب الفائزين كانوا مصادر قوة وتنمية للاقتصاد الأميركي. تعليق هذا البرنامج لن يوقف الهجرة غير الشرعية، بل سيدفع المزيد من الناس لسلوك طرق محفوفة بالمخاطر، وهو ما يتحمل ترامب مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية.
 
قرار تعليق قرعة الغرين كارد ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل السياسات العدوانية التي ميزت عهد ترامب. إنه قرار يعكس عقلية الإقصاء والانغلاق، ويهدم القيم التي قامت عليها أميركا. ستبقى هذه الخطوة وصمة عار في تاريخ الهجرة، ولن ينساها كل من حلم يوماً بموطن جديد على أرض "الحرية".