Thursday 18 December 2025
سياسة

مصطفى كمال اجباره: كان مصيرنا مجهولا بعد وقوع مأساة الطرد من الجزائر لولا تدخل الملك الراحل الحسن الثاني

مصطفى كمال اجباره: كان مصيرنا مجهولا بعد وقوع مأساة الطرد من الجزائر لولا تدخل الملك الراحل الحسن الثاني مصطفى كمال اجباره يتوسط المرحوم الحسن الثاني (يسارا) وبومدين (يمينا)
مهما‭ ‬تكلمت‭ ‬عن‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للمغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬فسيكون‭ ‬غير‭ ‬كاف،‭ ‬لأن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬إخلاء‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬كانت‭ ‬قاسية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجميعهم‭ ‬في‭ ‬"شاليهات"‭ ‬أشبه‭ ‬بالسجون‭ ‬تمهيدا‭ ‬للطرد‭ ‬الجماعي‭..‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وحشي‭..‬ما‭ ‬أقدم‭ ‬عليه‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يفوق‭ ‬الإنتهاكات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يقدم‭ ‬عليها‭ ‬الصهاينة‭ ‬أحيانا‭. ‬هناك‭ ‬آباء‭ ‬تم‭ ‬اغتصابهم‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وهناك‭ ‬أمهات‭ ‬تم‭ ‬اغتصابهن‭ ‬قرب‭ ‬أخواتهن‭ ‬وأبنائهن‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عناصر‭ ‬النظام‭ ‬والجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬الطرد،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الضرب‭ ‬والجرح‭ ‬والتعنيف‭ ‬وإجهاض‭ ‬الأجنة‭ ‬في‭ ‬بطون‭ ‬أمهاتهن‭ ‬وقتل‭ ‬النساء‭ ‬الحوامل‭ ..‬ما‭ ‬وقع‭ ‬يفوق‭ ‬أفلام‭ ‬الرعب،‭ ‬لأن‭ ‬الطرد‭ ‬تم‭ ‬بطريقة‭ ‬وحشية‭ ‬وقاسية،‭ ‬وهناك‭ ‬شهادات‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬والانتهاكات‭. ‬هناك‭ ‬نسوة‭ ‬سلبت‭ ‬منهن‭ ‬ممتلكاتهن‭ ‬من‭ ‬الحلي‭ ‬والأساور‭ ‬الذهبية‭ ‬وطردوا‭ ‬بلباس‭ ‬النوم،‭ ‬بينما‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬طردوا‭ ‬بسراويل‭ ‬قصيرة‭ ‬دون‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابسهم‭ ‬ولو‭ ‬حتى‭ ‬«الصندالة»‭.. ‬ذهبوا‭ ‬بهم‭ ‬حفاة‭ ‬نحو‭ ‬الحدود‭.‬

ومن‭ ‬جملة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬تفريق‭ ‬الرضع‭ ‬عن‭ ‬أمهاتهن‭ ‬وتركهم‭ ‬مع‭ ‬آبائهم،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬تعريضهم‭ ‬لخطر‭ ‬الموت‭..‬كان‭ ‬التهجير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬خلق‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬للمملكة‭  ‬المغربية‭ ‬وتعطيل‭ ‬سيرورة‭ ‬التنمية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭. ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬التهجير‭ ‬قبيل‭ ‬العيد‭ ‬واستمر‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬طردوا‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬العيد‭ ‬وآخرون‭ ‬بعد‭ ‬العيد‭ ‬حتى‭  ‬لا‭ ‬يعشيوا‭ ‬أجواء‭ ‬وفرحة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭.. ‬الطرد‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬من‭ ‬عدمها‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬نظرا‭ ‬لحقد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة‭. ‬بل‭ ‬الأذهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬تم‭ ‬شحنهم‭ ‬ضد‭ ‬المغاربة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭..‬أتذكر‭ ‬أنني‭ ‬ذهبت‭ ‬أنا‭ ‬وأختي‭ ‬الصغرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متعلقة‭ ‬بي‭ ‬لاقتناء‭ ‬مادة‭ ‬«الفاخر»‭ ‬استعدادا‭ ‬لعيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬فلمحني‭ ‬جاري‭ ‬بالسوق،‭ ‬فنادى‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬«هاهم‭ ‬المراركة»‭. ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجار‭ ‬كبرت‭  ‬رفقة‭ ‬أبنائه،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أقضي‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬أبنائه‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬وكانت‭ ‬تربطنا‭ ‬به‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة،‭ ‬كنا‭ ‬نتناول‭ ‬الطعام‭  ‬سويا‭ ‬ونفرح‭ ‬معه‭ ‬ونبكي‭ ‬معه‭ ‬كأننا‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭. ‬فلما‭ ‬قررت‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬طردنا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬اقتحموا‭ ‬بيتنا‭ ‬وسرقوا‭ ‬أثاثنا‭.. ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بصق‭ ‬في‭ ‬وجهنا‭ ‬وضربنا‭ ‬بالحجارة‭..‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬كان‭ ‬فادحا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا،‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نعتبره‭ ‬واحدا‭ ‬منا،‭ ‬مثل‭ ‬والدنا‭ ‬أو‭ ‬أشقائنا‭... ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬قضيناها‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬كانت‭ ‬كلها‭ ‬نفاق‭..‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬يترقبون‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬أو‭ ‬الفرصة‭ ‬للاعتداء‭ ‬علينا‭ ‬وعلى‭ ‬ممتلكاتنا‭.. ‬إنها‭ ‬حقيقة‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭  ‬تم‭ ‬تدجينه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬كذلك‭.‬

لما‭ ‬ألحقوا‭ ‬بنا‭ ‬أختي‭ ‬الثانية،‭ ‬كادت‭ ‬والدتي‭ ‬القبائلية‭ ‬الأصل‭ ‬تجن‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬الصدمة‭..‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أنهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ترابهم‭ ‬ويرتكبون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬حقها‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬منطقة‭  ‬القبائل‭. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حقد‭ ‬كبير‭... ‬تم‭ ‬تفريق‭ ‬والدتنا‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬وأبنائها‭..‬لم‭ ‬يشفقوا‭ ‬لحالها‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬الطرد،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬باقي‭ ‬النساء‭ ‬المغربيات‭..‬انتزع‭ ‬من‭ ‬والدتي‭ ‬أبنائها‭ ‬وتركت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬هستيرية‭ ‬لا‭ ‬يقبلها‭ ‬العقل،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬أبنائها‭ ‬الصغار‭ ‬كان‭ ‬مجهولا‭ ‬وهم‭ ‬يتجهون‭ ‬بهم‭ ‬نحو‭ ‬الحدود‭ ‬المغربية‭..‬تصور‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬طردي‭ ‬وأنا‭ ‬عمري‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬بسروال‭ ‬قصير‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬شهر‭ ‬دجنبر‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬قساوة‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬وبرودة‭ ‬الطقس،‭ ‬دون‭ ‬أكل‭ ‬ولا‭ ‬شراب‭..‬منا‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬عبر‭ ‬قطار‭ ‬نقل‭ ‬المسافرين‭ ‬أو‭ ‬قطار‭ ‬نقل‭ ‬البضائع،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬الحافلات،‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فكان‭ ‬مصيري‭ ‬أسوأ‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقلي‭ ‬رفقة‭ ‬أختاي‭ ‬الصغيرتين‭ ‬«سنتان‭ ‬وثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمر»‭ ‬عبر‭ ‬شاحنة‭ ‬لنقل‭ ‬الأزبال،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تكديسنا‭ ‬وسط‭ ‬الروائح‭ ‬الكريهة،‭ ‬كانت‭ ‬الشاحنة‭ ‬تضم‭ ‬أيضا‭ ‬رضع‭ ‬آخرين‭ ‬ونساء‭ ‬حوامل‭ ‬وكانت‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬النساء‭ ‬الحوامل‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬هو‭ ‬إجهاضهن‭ ‬أو‭ ‬قتلهن‭ ‬مع‭ ‬أجنتهن‭..‬بعضنا‭ ‬طلب‭ ‬جرعة‭ ‬ماء‭ ‬فقط‭ ‬فكان‭ ‬مصيره‭ ‬الركل‭ ‬والرفس‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬بالحذاء‭ ‬العسكري‭ ‬«البروتكان»‭..‬كانت‭ ‬إبادة‭ ‬حقيقية‭..‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬لازالوا‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭ ‬يتلقون‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭. ‬فمثلا‭ ‬أختي‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتذكر‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬مأساة‭ ‬الطرد‭ ‬لازال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬نفسية‭ ‬خطيرة‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الطبيب‭ ‬النفساني‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬عقدتها‭ ‬الى‭ ‬اليوم،‭ ‬إذ‭ ‬اصبحت‭ ‬تخشى‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬الأماكن‭ ‬المزدحمة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحفلات‭ ‬والأعراس،‭ ‬وتفضل‭ ‬دائما‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬قريب‭ ‬الى‭ ‬باب‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬يحتضن‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬وكأنها‭ ‬متأهبة‭ ‬بشكل‭ ‬دائما‭ ‬للهرب‭. ‬وأعرف‭ ‬سيدة‭  ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬،‭ ‬لديها‭ ‬أبناء‭ ‬ولازالت‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭  ‬تخشى‭ ‬الظلام‭ ‬أو‭ ‬النوم‭ ‬في‭ ‬الظلام‭....‬

والدتي‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬وهران‭ ‬الى‭ ‬تونس‭ ‬لكي‭ ‬تلحق‭ ‬بنا‭ ‬الى‭ ‬المغرب‭ ‬بدون‭ ‬مال‭ ‬كاف‭..‬لولا‭ ‬بعض‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬أقرضتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المجيء‭ ‬الى‭ ‬المغرب‭ ..‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬المغرب‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تعرفه‭ ‬هو‭ ‬مدينة‭ ‬وجدة‭..‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬عنوان‭ ‬إقامة‭ ‬جدي‭ ‬بمدينة‭ ‬أحفير‭..‬قضت‭ ‬أسبوعا‭ ‬كاملا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬وجدة‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬عبر‭ ‬تونس،‭ ‬وقضت‭ ‬بعدها‭ ‬مدة‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬تواجدنا‭ ‬مستعينة‭ ‬بأهل‭ ‬وجدة،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬نقلها‭ ‬الى‭ ‬الناظور،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬نقلها‭ ‬الى‭ ‬تازة‭ ‬أو‭ ‬زايو‭ ‬ضمن‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬وأبنائها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصادف‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬العائلة‭ ‬تعرف‭ ‬جيدا‭ ‬جدي‭ ‬وأعمامي،‭ ‬فأخبرتها‭ ‬بأن‭ ‬أبناءها‭  ‬يتواجدون‭ ‬بأحفير،‭ ‬وأكدت‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تجدينهم‭ ‬في‭ ‬أحفير‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬فقدوا‭ ‬أو‭ ‬قتلوا‭..‬كانت‭ ‬المأساة‭ ‬قاسية‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬والدتي،‭ ‬حيث‭ ‬مرضت‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬بعد‭ ‬العثور‭ ‬علينا،‭ ‬والى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بزيارة‭ ‬الجزائر‭.‬

عمي‭ ‬اجبارة‭ ‬البشير،‭ ‬يصفه‭ ‬الجزائريون‭ ‬بصنديد‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬قام‭ ‬بعدة‭ ‬عمليات‭ ‬ضد‭ ‬المستعمر‭ ‬الفرنسي‭ ‬وقد‭ ‬قتله‭ ‬بومديان‭ ‬في‭ ‬وجدة‭ ‬وهو‭ ‬مدفون‭ ‬بمقبرة‭ ‬سيدي‭ ‬المختار‭ ‬في‭ ‬وجدة،‭ ‬ولكي‭ ‬تدرك‭ ‬حجم‭ ‬وقاحتهم‭..‬قتلوه‭..‬شردوا‭ ‬إخوته‭ ‬وأبوه‭ ‬وجردوهم‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭ ‬وممتلكاتهم،‭ ‬ثم‭ ‬يظهرون‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬ليتحدثوا‭ ‬بوقاحة‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬اجبارة‭ ‬كان‭ ‬صنديد‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية!.

كان‭ ‬مصيرنا‭ ‬مجهولا‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬المأساة،‭ ‬لولا‭ ‬تدخل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬لمساعدة‭ ‬الضحايا‭ ‬المطرودين‭ ‬ووقوفه‭ ‬شخصيا‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬المهجرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬وتعويضهم‭ ‬والتكفل‭ ‬بعلاجهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭. ‬