يشرع الكاتب الصحافي محمد شروق في نشر مذكراته على صفحات جريدة "أنفاس بريس".
وتنطلق هذه المذكرات من اجتياز فترة الخدمة المدنية للكاتب بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ وصولا إلى تقاعده الإداري في 25 مارس 2024، ملحقا بعمالة الدار البيضاء أنفا مستشارا للعامل في الصحافة والاتصال.
يبدأ الكاتب الصحافي محمد شروق نشر مذكراته، مسترجعًا أولى خطواته المهنية بعد التخرج من المعهد العالي للصحافة سنة 1986، وتجربته داخل وزارة الإعلام في زمن إدريس البصري، وما رافقها من تحديات البدايات والبحث عن الاستقرار.
وتنطلق هذه المذكرات من اجتياز فترة الخدمة المدنية للكاتب بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ وصولا إلى تقاعده الإداري في 25 مارس 2024، ملحقا بعمالة الدار البيضاء أنفا مستشارا للعامل في الصحافة والاتصال.
يبدأ الكاتب الصحافي محمد شروق نشر مذكراته، مسترجعًا أولى خطواته المهنية بعد التخرج من المعهد العالي للصحافة سنة 1986، وتجربته داخل وزارة الإعلام في زمن إدريس البصري، وما رافقها من تحديات البدايات والبحث عن الاستقرار.
الحلقة الثانية 02 :
07 أشهر كراء واختيار "النافيت" اليومي بين الرباط والدار البيضاء
07 أشهر كراء واختيار "النافيت" اليومي بين الرباط والدار البيضاء
في شهر يناير 1987، ستتم إعادة تعيين الأصدقاء الخريجين الذين التحقوا بي بوزارة الإعلام إلى مصالح أخرى تابعة للوزارة، خاصة بملحقة أكدال وجريدة الأنباء، باستثناء بلالي اليزيد الذي تم الاحتفاظ به إلى جانبي بمقر الوزارة.
ستبدأ المهام تتضح، إذ تم تشكيل فريق بمصلحة استغلال الأنباء Synthèse ، هكذا كانوا يسمونها. دورها هو تقديم ملخص لما تنشره الصحف الوطنية في الصباح، وملخص ثان للصحافة الأجنبية، في زوال اليوم؛ خاصة الصحف التي تم منعها من دخول المغرب.
كنا نقدم نسخا من الملخص إلى جميع المسؤولين بالوزارة: الكاتب العام ومدير الإعلام والمدراء ورؤساء الأقسام.
كانت مصلحة استغلال الأنباء تتكون في البداية حسب ما أتذكر من شروق، بلالي، جنان وفايزة.
بالنسبة للأصدقاء الذين اكتريت معهم، فقد تمت إعادة تعيين مدني دروز وبعيد بوبكر بملحقة أكدال، فيما ظل بلالي اليزيد معي، كما ورد، في نفس المصلحة بالمقر الرئيسي للوزارة.
قضينا في ذلك المنزل سبعة أشهر متبعين نظام أتذكره وأنا أبتسم.
نحن الأربعة نلتقي فيه مساء يوم أحد، ونفترق يوم الجمعة، لأننا جميعا كنا نقضي أيام نهاية الأسبوع مع عائلاتنا بالدار البيضاء.
نحن الأربعة نلتقي فيه مساء يوم أحد، ونفترق يوم الجمعة، لأننا جميعا كنا نقضي أيام نهاية الأسبوع مع عائلاتنا بالدار البيضاء.
ةبالنسبة للنظام الداخلي، كان الاتفاق على أن كل واحد منا مكلف بوجبة الفطور من الإثنين إلى الجمعة. عليه أن يعد مائدة الفطور وغسل الأواني وأن يكون المطبخ نظيفا.
اتفقنا على من لايستيقظ في الوقت ويقوم بالواجب ف"الحكم" عليه هو أداء ثمن فطور جماعي بأحد المقاهي. لكن مرت سبعة أشهر بدون خطأ ولا أداء.
بالنسبة لوجبتي الغذاء والعشاء، كان البرنامج معلقا بالمطبخ، من وجبة غداء الإثنين إلى نفس الوجبة يوم الجمعة. على أساس تكليف كل شخصين بيوم واحد حسب التناوب. وكان الشرط الأساس هو الحرص على غسل الأواني ونظافة المطبخ بمافيه.
الغريب أننا كنا نتوفر نحن الأربعة على مفتاح واحد نضعه فوق باب المنزل.
بطبيعة الحال، كنا نستقبل بين الفنية والأخرى أصدقاءنا وأفراد من عائلاتنا.
كنا نتقاضى كأجرة عن الخدمة المدنية 1600 درهم، كل واحد يضع 250 للكراء و 100 كل أسبوع للتغدية، إضافة إلى مصاريف الماء والكهرباء التي لم تكن تتجاوز 100 درهم.
بطبيعة الحال، كنا نستقبل بين الفنية والأخرى أصدقاءنا وأفراد من عائلاتنا.
كنا نتقاضى كأجرة عن الخدمة المدنية 1600 درهم، كل واحد يضع 250 للكراء و 100 كل أسبوع للتغدية، إضافة إلى مصاريف الماء والكهرباء التي لم تكن تتجاوز 100 درهم.
في شهر يوليوز 1987، سنغادر المنزل. فقد اخترت أنا وبعيد بوبكر الاشتراك في القطار للذهاب يوميا إلى الدار البيضاء (نافيت). فيما اكترى بلالي اليزيد والمدني دروز بيوتا بنفس الحي العكاري.
لكن والحمد لله، بقينا محافظين على علاقاتنا الأخوية؛ راسخة إلى يومنا هذا.
بالنسبة لمصلحة استغلال الأنباء، فرض التوقيت الصيفي أن نقسم أفراد المصلحة إلى فريقين: جنان وفايزة مكلفتان صباحا بالصحافة المغربية، فيما تكلفت أنا مع بلالي اليزيد بالصحافة الأجنبية والممنوعة، والتي لا تصل إلى الوزارة إلا بعد الساعة الرابعة بعد الزوال. وهو ما يعني لي شخصيا الذهاب إلى الرباط على الساعة الواحدة زوالا والعودة في قطار السابعة والنصف.
كنا نعد ملخص الصحافة الأجنبية (فرنسية، بلجيكية، جزائرية، مصرية، وسويسرية)، ومع
اقتراب نهاية التوقيت الصيفي، بدأ هاجس التفكير في العودة إلى التوقيت الإداري العادي: 80h30-12 ومن 14h30 إلى 18h30. وهو إكراه كبير بالنسبة لي؛ إذ علي ركوب قطار السابعة والنصف صباحا من محطة الدار البيضاء الميناء للحضور إلى مقر الوزارة في الثامنة والنصف، والبقاء طيلة اليوم بالرباط.
اقتراب نهاية التوقيت الصيفي، بدأ هاجس التفكير في العودة إلى التوقيت الإداري العادي: 80h30-12 ومن 14h30 إلى 18h30. وهو إكراه كبير بالنسبة لي؛ إذ علي ركوب قطار السابعة والنصف صباحا من محطة الدار البيضاء الميناء للحضور إلى مقر الوزارة في الثامنة والنصف، والبقاء طيلة اليوم بالرباط.
خطرت ببالي فكرة تفاؤلية فاقترحت على رفاق المصلحة أن نتقدم بطلب إلى الكاتب العام للحفاظ على نفس النظام، بفرقين وبتوقيت: من 07h إلى 13h ومن 13h إلى 19h.
لم يتردد الكاتب العام عزيز حسبي في الموافقة على الطلب خاصة أنه يتضمن التزاما منا بإعداد الملخص الصباحي في حدود الساعة التاسعة صباحا.
نحن الأربعة لم نجد صعوبة في الاتفاق على أن جنان وفايزة يشتغلان بصفة دائمة في الصباح وأنا وبلالي بعد الظهر.
الحمد لله أنه لم يقع تغيير على توقيت ذهابي إلى الرباط والعودة منه. بل إن رضاة الله والوالدين وتعاطف السيد عزيز حسبي سيضاعفان من راحتي المادية والمعنوية بقرار سيؤثر إيجابيا علي طيلة 06 سنوات، أي إلى حين كتب لي الانتقال إلى إلى عمالة المحمدية..
يتبع...

