تعيش مدينة برشيد في جهة الدار البيضاء سطات، وعدد من الجماعات المجاورة منذ صباح الأحد 2 نونبر 2025، لحالة شلل تام بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب لأكثر من 24 ساعة، في أزمة وُصفت من قبل السكان بـ"غير المسبوقة"، وسط غياب تام للتواصل الرسمي من الجهات المسؤولة.
الانقطاع المفاجئ، الذي امتد إلى مناطق برشيد، السوالم، سيدي رحال، أولاد عبو، الساحل أولاد حريز، والسوالم الطريفية...وغيرها من المناطق، تسبب في حالة من الفوضى والارتباك، إذ شهدت المدينة ازدحامًا شديدًا أمام الحمامات التي تستعمل مياه الآبار، وطوابير طويلة لاقتناء الماء من الشاحنات القادمة من خارج الإقليم، فيما نفدت قنينات المياه المعدنية من الأسواق والمحلات التجارية.
السكان عبّروا عن غضبهم واستيائهم الشديد من ما وصفوه بـ"الاستهتار الإداري"، بعدما صدر البلاغ الأول حول الانقطاع بعد مرور أكثر من ساعتين على وقوعه، دون تحديد واضح لموعد عودة الماء، ما زاد من حالة الارتباك والمعاناة اليومية.
وتؤكد مصادر "أنفاس بريس" أن الأوضاع الصحية والبيئية أصبحت مقلقة، بسبب شح المياه الصالحة للشرب وتعطل استعمال المراحيض ونقص مياه النظافة والوضوء، فيما وصف عدد من المواطنين الوضع بأنه "إهانة لكرامتهم" و"كارثة إنسانية في مدينة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن العاصمة الاقتصادية".
ويطالب المواطنون بـتدخل عاجل من وزارة الداخلية والسلطات الجهوية لتسريع وتيرة إصلاح العطب المائي، مع تحقيق شفاف حول أسباب الانقطاع الطويل وضعف التواصل الرسمي، مؤكدين أن الحق في الماء من أبسط الحقوق الدستورية التي يجب ضمانها دون تمييز.
ويرى متتبعون أن هذه الأزمة تُبرز الحاجة الملحة إلى تطوير البنيات التحتية لشبكات الربط المائي بالجهة، وتفعيل حلول استباقية تضمن استمرار التزويد في حالات الطوارئ، خاصة أن المنطقة تضم أكثر من مليون نسمة تعتمد على نفس القنوات الرئيسية للتزويد.