سأنطلق من قول الشاعر:
إذا كان رب البيت للدف ضارباً
فمِن شيمة أهل المنزلِ الرقصٌ
إذا كان رب البيت للدف ضارباً
فمِن شيمة أهل المنزلِ الرقصٌ
إذا كان رئيس الدولة يكذب في كل خرجة، وكل حديث صحافي، ويكذب في كل جملة أو عبارة، ويتجاوز ذلك فيُسارِع إلى تصديق كَذباته الفاضحة "المُبَرّقة"، قبل أن يصدّقها غيرُه!!
وإذا كان هذا الرئيس يفرح ويبدو بَشوشاً وهو يُطلِقُ جامَ افتراءاته ويَشْرَع سيف الأكاذيب والأضاليل، فما الذي يمكن أن ينتظره المرء من وزير خارجية ذلك الرئيس، علماً بأن المعلم ليس أفضل حالاً من تلميذه، وهذا ما أثبته ووثّقه بالصوت والصورة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في خرجته المتأخّرة والمتلكّئة، يوم أول أمس الأحد، وهو يرطن بأقوال لن يجد المرء لها أدنى تفسير سوى أنها كذب في كذب في كذب، فضلا عن كونها، كما قلتُ في مقال أسبق: عملية "تقليز من تحت الجبة أو الجلباب"، معرباً عن موقف تجاه البيت الأبيض لم يجد الشجاعة ولا الجرأة للتعبير عنه داخل اجتماع مجلس الأمن مساء الجمعة31 أكتوبر، سواء قبل أو أثناء أو بَعد التصويت على القرار/الظاهرة، الذي أدخل النظام الجزائري وميليشياته الجنوبية في حالة فزَعِ وصَرَعٍ لن يدفعها عنهم أعتى الرُّقاة والدجالين!!
الأغرب من كل هذا، أن أحمد عطاف كال الاتهامات للولايات المتحدة الآمريكية دون غيرها، لأنها، كما برر ذلك بكل بجاحة، لم تلتزم بقواعد المنتظم الدولي!!
لقد بدا هذا المسكين وكأنه يحاول التفريق بين صاحبة القلم، بل صاحبة القرار، الأعتى والأثقل في مجلس الأمن، وفي كافة الهيئات الأممية بما فيها الجمعية العامة بمانهاتن، وبين المنظمة الأممية، بالقول إن إمريكا كان عليها ألّا تخرج عن الخطوط التي رسمتها الهيأة الأممية طوال السنين الماضية، وفي مقدمة ذلك، الاعتراف الأممي للشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره... بلا بلا بلا بلا... وكلام آخر من نفس القَبيل حاول من خلاله وبواسطته أن يبرّر واقعة الفرار التي لجأ إليها، هو والوفد المرافق له، لحظة عرض القرار على التصويت، حتى لا يضطر إلى "تقليز" أصبعه الأوسط في وجه مندوب البيت الأبيض، ولذلك فضل أن يهرب إلى خارج الحدث، ثم يخرج في اليوم أو اليومين المواليين ليتكلم بهذه الصفاقة!!
من المرجح أن المسكين أملى عليه غير السعيد شنقريحة هذا السلوك واضطرّه إلى اتخاذه، بعد أن أقنعه، لفرط غبائه السياسي والدبلوماسي هو الآخر، بأن ذلك سيُعيد الاعتبار لوجه الجزائر القارة، وسيجعلها تظهر بمظهر الدولة الملتزمة بتعهداتها، فيما يخص دعم الشعب الصحراوي من أجل أن ينال حقه في تقرير مصيره!!
وبطبيعة الحال، وكذلك بطبيعة غباء تبون وشنقريحة وكل من يدور في فلكهما، فإن هؤلاء لا يفهمون أن اختيار الصحراويين الانضمام إلى مشروع الحكم الذاتي يُعتبَر أرقى أشكال تقرير المصير، ولكن أنّى لهم أن يفهموا ذلك ويتفهّموا ميكانزماتِه وهم لا يرون تقرير المصير إلا استفتاءً ًولا شيء غير الاستفتاء!!
بل كيف يُعقل أن يتحدث عن تقرير المصير نظامٌ قرر مصير الصحراويين المحتجزين بشكلٍ مُسْبَق، بأنْ صنع لهم دولة، وأنشأ لعم جيشاً مُثْقَلاً بالأسلحة من مختلف الأحجام والأثقال والعيارات، ومنحهم ترابا يمارسون فوقه ما يمكن وصفه بالسيادة داخل السيادة، على وزن الدولة داخل الدولة!!
فعن أي تقرير مصير يتحدث عطاف ومَن يختبئون وراءه؟!!
عجبي !!!
عجبي !!!
محمد عزيز الوكيلي /آطار تربوي متقاعد