عقدت جمعية الشعلة للتربية والثقافة الملتقى الوطني للقيادات الوطنية من أجل المساهمة في إعداد المخطط الاستراتيجي 2026 – 2036، بمشاركة واسعة لأعضاء المكتب الوطني والمجلس الإداري والقيادات الشعلوية من مختلف جهات المملكة، في لحظة تأمل جماعي ومسؤولية تاريخية تروم صياغة مستقبل الجمعية وأدوارها في المشهد الثقافي والتربوي المغربي خلال العقد القادم.
منذ اللحظات الأولى، ساد الملتقى جو من الجدية والالتزام، إذ تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة توجيهية ألقاها رئيس الجمعية الأستاذ سعيد العزوزي، الذي شدد على الأهمية التاريخية لهذه المرحلة التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية، مؤكدا أن الشعلة لم تكن يوما مجرد جمعية، بل مشروعا مجتمعيا مستمرا في البناء والإبداع والتطوير.
وقال العزوزي في كلمته: “إننا اليوم نعيش لحظة تأمل في المسار المشرف لجمعيتنا، ونقف عند تراكمات خمسين سنة من العطاء، نستلهم منها قيم المسؤولية والالتزام والتجديد ، فالمستقبل لن يبنى إلا باستحضار ما تحقق، واستشراف ما يجب أن يتحقق للأجيال القادمة.”
وأضاف رئيس الجمعية أن إعداد المخطط الاستراتيجي يأتي في سياق تحولات اجتماعية وثقافية عميقة تعرفها بلادنا، تستدعي من الجمعيات الوطنية الجادة أن تواكبها بفكر جديد وأدوات فعالة، تجعل من العمل الجمعوي رافعة للتنمية، ومجالا لترسيخ قيم المواطنة والإبداع والمسؤولية.
وأضاف رئيس الجمعية أن إعداد المخطط الاستراتيجي يأتي في سياق تحولات اجتماعية وثقافية عميقة تعرفها بلادنا، تستدعي من الجمعيات الوطنية الجادة أن تواكبها بفكر جديد وأدوات فعالة، تجعل من العمل الجمعوي رافعة للتنمية، ومجالا لترسيخ قيم المواطنة والإبداع والمسؤولية.
وفي هذا الإطار، ذكر العزوزي بـرؤية جمعية الشعلة للتربية والثقافة، التي تقوم على بناء مجتمعٍ ديمقراطيٍ حداثيٍ متشبعٍ بقيم المواطنة وحقوق الإنسان، عبر تربية وثقافة تنموية منفتحة على الإبداع والمعرفة ورؤية تسعى إلى تمكين الأطفال والشباب من مهارات التفكير الحر والمسؤولية الاجتماعية، وجعل الفعل الثقافي والتربوي وسيلة لترسيخ القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية، في أفق جعل الشعلة قوة اقتراحية ومجتمعية فاعلة، تواكب تحولات المغرب وتدافع عن مشروع تنموي ديمقراطي شامل ومستدام.
تواصلت أشغال الملتقى في الجلسة الثانية قدم خلاله الشاب أشرف صادق احد اعضاء الفريق المشرف تصورا شاملا حول مشروع “حوار” الذي اعتمدته الجمعية منذ أشهر، بالشراكة مع برنامج الدعم الاستراتيجي للمجتمع المدني ** حوار ** الممول من الاتحاد الأوروبي كإطار لإشراك الشباب في التفكير في مستقبل الجمعية. وقد تم استعراض الخطوات التي قطعتها الشعلة في هذا المسار، من خلال تنظيم لقاءات تكوينية لفائدة الشباب، وتأطير مجموعات عمل موضوعاتية ساهمت في تحليل واقع الجمعية واقتراح مسارات تطويرها.
وقد اعتبر المنظمون أن هذا الانفتاح على الشباب ليس مجرد تمرين تشاركي، بل هو تعبير صادق عن إيمان الجمعية بقدرة الجيل الجديد على الإسهام في تجديد المشروع الشعلاوي، وتطوير أدواته بما يتلاءم مع التحولات الرقمية، والتغيرات الاجتماعية والثقافية، وطموحات المجتمع المغربي في التنمية والديمقراطية.
أما الجلسة الثالثة، فكانت لحظة علمية وفكرية بامتياز، حيث قادها الخبير في التخطيط الاستراتيجي الأستاذ عبد العزيز داندان، الذي قدم عرضا تأطيريا شاملا حول مراحل إعداد المخطط الاستراتيجي وأدواته العلمية.
في مداخلته، وضع داندان المشاركين في السياق العام لعملية التخطيط، مبرزا أن النجاح في بلورة رؤية مستقبلية متماسكة للجمعية يقتضي الانطلاق من تشخيص واقعي ودقيق للذات التنظيمية، واستحضار كل عناصر القوة والضعف، والفرص والتهديدات. كما دعا إلى اعتماد مقاربة تشاركية تدمج مختلف المكونات، وتستفيد من خبرات الأجيال المتعاقبة التي صنعت تاريخ الجمعية.
وقد انكب المشاركون بعد العرض على ورشات موضوعاتية اشتغلت على تشخيص واقع الجمعية، وتحديد أبرز الإكراهات التي تواجهها في تدبير مشاريعها، وتطوير أدواتها البيداغوجية، وتجويد حكامتها المالية والإدارية، إضافة إلى التفكير في سبل تعزيز حضورها في الفضاء العمومي كمؤسسة وطنية رائدة في مجالي التربية والثقافة
توجت أشغال اليوم الثاني من الملتقى بـالجلسة الرابعة، التي خصصت للشروع في صياغة المحاور الكبرى للمخطط الاستراتيجي، في أجواء من النقاش العميق والمسؤول، حيث تبادل المشاركون وجهات النظر حول التوجهات الكبرى التي يجب أن تؤطر عمل الجمعية خلال العقد القادم.
توجت أشغال اليوم الثاني من الملتقى بـالجلسة الرابعة، التي خصصت للشروع في صياغة المحاور الكبرى للمخطط الاستراتيجي، في أجواء من النقاش العميق والمسؤول، حيث تبادل المشاركون وجهات النظر حول التوجهات الكبرى التي يجب أن تؤطر عمل الجمعية خلال العقد القادم.
وقد خلصت الورشات إلى مجموعة من المقترحات التي تمحورت حول أربعة توجهات أساسية:
1. تعزيز الفعل التربوي والثقافي كركيزة لبناء الوعي النقدي والإبداعي لدى الأطفال والشباب.
2. تطوير آليات الحكامة والتنظيم بما يضمن استدامة الفعل الجمعوي وفعاليته.
3. توسيع شبكة الشراكات الوطنية والدولية لتقوية قدرات الجمعية وتثمين تجربتها.
4. التحول الرقمي والتواصلي كمدخل لتجديد أدوات العمل والانفتاح على الأجيال الجديدة.
كما تم التأكيد على ضرورة أن يكون المخطط الاستراتيجي وثيقة دينامية، قابلة للتطوير والتقييم المستمر، وأن تُبنى على رؤية استشرافية توازن بين الثابت والمتغير، وبين الإبداع والالتزام، وبين الحلم والواقعية.
2. تطوير آليات الحكامة والتنظيم بما يضمن استدامة الفعل الجمعوي وفعاليته.
3. توسيع شبكة الشراكات الوطنية والدولية لتقوية قدرات الجمعية وتثمين تجربتها.
4. التحول الرقمي والتواصلي كمدخل لتجديد أدوات العمل والانفتاح على الأجيال الجديدة.
كما تم التأكيد على ضرورة أن يكون المخطط الاستراتيجي وثيقة دينامية، قابلة للتطوير والتقييم المستمر، وأن تُبنى على رؤية استشرافية توازن بين الثابت والمتغير، وبين الإبداع والالتزام، وبين الحلم والواقعية.
في ختام الملتقى، عبر رئيس الجمعية سعيد العزوزي عن اعتزازه الكبير بروح الجدية والمسؤولية التي طبعت أشغال اللقاء، وبالمشاركة الفاعلة والوازنة لأطر الجمعية من مختلف المستويات، معتبرا أن هذا الملتقى يشكل “لبنة أساسية في مسار إعداد مخطط استراتيجي وطني يرسم ملامح مستقبل الجمعية، ويجعلها أكثر قدرة على التأثير والتجديد والإشعاع”.
وأكد العزوزي أن جمعية الشعلة، وهي تحتفل بعامها الخمسين، لا تنظر إلى الماضي من زاوية الحنين، بل من منظور البناء على الإرث الغني والتجارب المتراكمة، للانطلاق نحو المستقبل بخطى واثقة ورؤية متبصّرة، تستند إلى قيمها الأصيلة في التربية، والثقافة، والمواطنة، والانفتاح.
وقد خرج المشاركون بانطباع إيجابي عن سير الأشغال وثراء النقاش، متفقين على أن هذه المحطة ليست مجرد ورشة تقنية، بل لحظة تأمل جماعي في معنى العمل الجمعوي ودوره في مغرب الغد، وأن المخطط الاستراتيجي القادم سيكون بمثابة خارطة طريق جديدة تعيد تموقع الجمعية كفاعل مدني وطني، يربط بين الفكر والممارسة، وبين التربية والتنمية، وبين الثقافة والمواطنة.
وبذلك، يكون الملتقى الوطني لإعداد المخطط الاستراتيجي قد فتح صفحة جديدة في مسيرة جمعية الشعلة للتربية والثقافة، عنوانها الالتزام، والتجديد، والاستشراف، في سبيل مواصلة رسالتها النبيلة في خدمة الطفولة والشباب، وبناء مغرب أكثر عدلًا وثقافة وإنسانية.
وبذلك، يكون الملتقى الوطني لإعداد المخطط الاستراتيجي قد فتح صفحة جديدة في مسيرة جمعية الشعلة للتربية والثقافة، عنوانها الالتزام، والتجديد، والاستشراف، في سبيل مواصلة رسالتها النبيلة في خدمة الطفولة والشباب، وبناء مغرب أكثر عدلًا وثقافة وإنسانية.