Sunday 12 October 2025
مجتمع

أمراض الروماتيزم بمغرب 2025..من الإعاقة إلى التعافي

أمراض الروماتيزم بمغرب 2025..من الإعاقة إلى التعافي الدكتور أنور الشرقاوي وعبد الله المغراوي
 بقلم الدكتور أنور الشرقاوي  وبالتعاون مع الأستاذ عبد الله المغراوي – رئيس الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم 
 
12 أكتوبر: اليوم العالمي لمكافحة أمراض الروماتيزم 
 
في كل مفصل قصة ألم، وفي كل حركة نداء للعلاج.
 
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة أمراض الروماتيزم الذي يُصادف 12 أكتوبر 2025، يسلّط خبراء الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم الضوء على وجهين من هذه المعاناة الصامتة: التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام ، وهما من أكثر الأمراض انتشارًا وتأثيرًا على جودة الحياة.
 
لكن الخبر السار هو أن العلم، والتشخيص المبكر، والنهج العلاجي الشامل، جعلت هذه الأمراض أقل قسوة، وأكثر قابلية للسيطرة، مما يمنح المرضى المغاربة أملاً متجدداً في حياة نشطة ومستقلة.
 
التهاب المفاصل الروماتويدي: من الإعاقة إلى التعافي
 
كان التهاب المفاصل الروماتويدي في الماضي حكماً بالإعاقة، لكنه اليوم قصة شفاء متنامية.
 
يقول البروفسور توفيق حرزي، أستاذ أمراض الروماتيزم في المركز الاستشفائي الجامعي بفاس:
 
- "بفضل التشخيص المبكر والعلاجات المركبة الحديثة، أصبح من الممكن تحقيق مرحلة الهدوء الكامل للمرض."
 
العلاجات الجديدة، مثل العلاجات البيولوجية ومثبطات JAK، تعمل على كبح الالتهاب من جذوره، وتحدّ من تدمير المفاصل على المدى الطويل.
 
ومع العلاج الفيزيائي المنتظم والنشاط البدني ومكافحة التدخين، يستعيد آلاف المرضى المغاربة قدرتهم على الحركة والأمل في حياة طبيعية.
 
ويضيف الأستاذ حرزي:
 
 "التهاب المفاصل لم يعد حكماً بالإعاقة... بل مرضاً يمكن التعايش معه والتحكم فيه."
 
هشاشة العظام: حين تهدد هشاشة العظم تفاصيل الحياة اليومية
 
أما هشاشة العظام، فهي مرض صامت يتسلل دون إنذار، يضعف العظام حتى تصبح قابلة للكسر عند أبسط سقوط.
 
توضح الأستاذة مريم الرّاوي، رئيسة مصلحة أمراض الروماتيزم بالمستشفى الجامعي بأكادير:
 
- "انزلاق بسيط قد يُغيّر مجرى حياة كاملة."
 
تصيب هذه الحالة النساء بعد سن اليأس بالدرجة الأولى، كما يمكن أن تمسّ الرجال المسنين أو من يتعاطون الكورتيزون لفترات طويلة.
 
ويبقى الفحص بقياس كثافة العظام (الأوستودنسيتومترية) السلاح الأنجع لتشخيص مبكر قبل حدوث الكسور.
 
العلاجات الحديثة، مثل البيسفوسفونات والأدوية الموجهة الجديدة، تعزز قوة العظام وتمنع الكسور، شرط الالتزام بالمتابعة الطبية.
 
وتختم الأستاذة الرّاوي بنصيحة واضحة:
 
- "الوقاية علاج بحد ذاتها: الكالسيوم، فيتامين D، والانتباه في المنزل... كلها خطوات صغيرة تصنع فرقاً كبيراً."
 
الرقم الأهم
 
واحدة من كل ثلاث نساء بعد سن الخمسين معرّضة لكسر مرتبط بهشاشة العظام، إن لم تُجرِ الفحص وتبدأ العلاج في الوقت المناسب.
 
رسالة أطباء الروماتيزم المغاربة
 
-تُختصر معركة أمراض الروماتيزم في ثلاث كلمات:
التشخيص المبكر – العلاج الدقيق – والوقاية المستمرة.
 
وبفضل كفاءة أطباء الروماتيزم المغاربة، وتوفر الأدوية الحديثة في المراكز الاستشفائية والعيادات، لم تعد عبارة "العيش واقفاً رغم المرض" مجرد حلم... بل أصبحت واقعاً مغربياً مشرفاً.