Monday 6 October 2025
مجتمع

الدار البيضاء.. من المستفيد من تهميش حيي القدس والسعادة بسيدي البرنوصي؟

الدار البيضاء.. من المستفيد من تهميش حيي القدس والسعادة بسيدي البرنوصي؟ وضعية مزرية يغرق فيها حي السعادة والقدس بالبرنوصي
في الوقت الذي تعرف فيه الأحياء العتيقة بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء أشغالا متواصلة طيلة المدة الانتدابية الحالية لتأهيل البنيات التحتية، وتزيين الشوارع، وإعادة تهيئة الأرصفة والإنارة العمومية، لا يزال حيّا السعادة والقدس يعيشان في عزلة غير مبررة، وكأنهما لا ينتميان إلى نفس المقاطعة.

إن سكان حي السعادة وحي القدس يعيشون منذ هذه الولاية الانتدابية وضعية تهميش وإقصاء ممنهج، حيث تتآكل طرقاتهم، وتغيب الإنارة في بعض الأزقة، وتهمل المساحات الخضراء والمرافق العمومية، دون أدنى التفاتة من الجهات المسؤولة.
 
وما يزيد من مرارة الواقع أن الأشغال تتواصل في باقي الأحياء بشكل منتظم، بينما لا نرى أي تواجد فعلي للمنتخبين داخل هذا الحي المنسي، وكأنهم نسوا أن تمثيلهم يشمل الجميع بلا استثناء.
 
ورغم أن اسم السعادة يوحي بالفرح والطمأنينة، إلا أن ساكنته لا يشعرون بأي سعادة خلال هذه الولاية الانتدابية، بسبب التهميش الذي طالهم لسنوات.
 
أما حي القدس، الذي يحمل في اسمه دلالة رمزية كبيرة في قلوب المغاربة، فقد أصبح بدوره يعيش واقعًا لا يليق لا باسمه ولا بمكانته في وجدان الناس.
 
وفي الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة تدخلًا جادًا لتحسين أوضاعها، نجد أعضاء المكتب المسير يوجّهون لبعضهم البعض تهما غليظة، ويتبادلون نعوت الفساد في ما بينهم، في مشهد مؤسف يعكس غياب الانسجام وروح المسؤولية.
والأخطر من ذلك أن سلطة الوصاية لم تحرّك ساكنًا إزاء هذه التجاوزات اللفظية، وكأن الأمر لا يعنيها، رغم ما تسببه من فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة.
 
والمؤسف أن هذه الأحياء، رغم كثافتها السكانية وموقعها الحيوي، لم تستفد من مشاريع التأهيل التي شملت باقي أحياء البرنوصي، وكأن هناك ميزًا مجحفًا في توزيع التنمية المحلية.

فأين حقّ هذه الساكنة في العدالة المجالية؟
وأين وعود المنتخبين الذين أقسموا على خدمة جميع الأحياء دون تمييز؟
ولماذا هذا الصمت أمام مطالب مشروعة تُرفع منذ سنوات دون تجاوب فعلي؟

إن رفع الحكرة والإقصاء عن حيي السعادة والقدس لم يعد مطلبًا اجتماعيًا فحسب، بل أصبح ضرورة إنسانية وتنموية، لضمان تكافؤ الفرص بين جميع ساكنة البرنوصي، وجعلهم يعيشون في بيئة تليق بكرامتهم.

لقد آن الأوان لتتحرك المصالح المعنية، ويدرج هذان الحيّان ضمن أولويات برامج التهيئة، أسوةً بباقي المناطق التي شملتها الأشغال.
 
المطلب الحالي هو إنصاف الساكنة، وإعادة الاعتبار لحيّين لطالما كانا جزءًا من ذاكرة البرنوصي، لكن نُسيا في زحمة المشاريع التي وُجّهت نحو المناطق الكثيفة بالسكان لجني الأصوات الانتخابية.