يتطرق الباحث لحسن اليوسفي الى جذور الانبهار بالثقافة الإسبانية والتي تعود الى عدة عوامل تاريخية والى عامل القرب الجغرافي، كما يتطرق الى العامل الاقتصادي حيث ينظر الشباب المغربي الى إسبانيا باعتباره بوابة أوروبا وبوابة للخروج من المأزق الاقتصادي والهروب من الفقر والهشاشة، مؤكدا بأن إعادة بناء الشعور الهوياتي لدى الشباب المغربي لن يتحقق دون الإجابة عن سؤال أسباب الهجرة في صفوف الشباب المغربي المتعلم وغير المتعلم.
كيف تقرأ انبهار عدد هام من المغاربة بالسياسات والثقافة الإسبانية؟
أعتقد أن موضوع انبهار الشباب المغربي بالثقافة الإسبانية له جذور تعود الى الجغرافيا والقرب بين بلدين أولا، بين مملكتين، بين طرفين يمثلان قارتين مختلفتين. البعد الجغرافي نتجت عنه أحداث سياسية ولعل أبرزها الاستعمار الإسباني لشمال المغرب ولصحرائه الجنوبية. اذا كانت الجغرافيا كانت سببا في أحداث تاريخية، والى جانب ذلك هناك ثقافة مشتركة بين البلدين: ثقافة الأندلس، ثقافة القرب وما نتج عنه من تأثر، دون إغفال تأثير الإعلام الإسباني الذي يبث في شمال المغرب بشكل واضح وبلغة يفهمها سكان مدن الشمال، وأيضا تأثير الرياضة، ونظرا لكون الشعب المغربي يحب كرة القدم ينجذب نحو الأداء المتميز للاعبين دوليين يمارسون في فريقي «البارصا» و«الريال» في الدوري الإسباني بما فيهم لاعبون ينتمون الى المغرب من قبيل الزلزولي وغيره، كلها عوامل تجعل الشاب المغربي ينجذب نحو الثقافة الإسبانية. إلى جانب ما ذكر فإسبانيا تعتبر بوابة للاتحاد الأوروبي وللحلم الأوروبي عند الشباب المغربي، وهو ما يجعل اسبانيا حاضرة في الحلم المغربي ولما نتحدث عن كون اسبانيا بوابة الى أوروبا فهذا يعني أنها بوابة نحو الحرية الفردية، الإستقلالية المالية، نحو الخروج من المأزق الاقتصادي ومن الفقر والهشاشة التي يعاني منها الشباب المغربي.. فهذه هي أبرز العوامل التي تجعل الشباب المغربي ينبهر بالثقافة الإسبانية وبالمجتمع الإسباني. وهذا الانبهار هو انبهار نفسي، فالشباب يتوق إلى الحرية والى العيش في مجتمع تسوده المساواة وحقوق اجتماعية، ويتأثر بما يقدم له من صور عبر وسائل الإعلام وهي صور ليست دائما حقيقية، دون إغفال العامل الاقتصادي، فإسبانيا دولة متقدمة مقارنة مع المستوى المعيشي للمغاربة، والدخل الفردي للمواطن الاسباني مرتفع مقارنة بنظيره المغربي. فرص الشغل متوفرة بشكل أكبر من ما هو متوفر في بلدنا. أيضا الجانب النفعي أي الخروج من مستوى معيشي معين والارتقاء في السلم الاجتماعي عبر الهجرة إلى اسبانيا أو إلى باقي البلدان الأوروبية.
لكن اسبانيا لازالت تحتل سبتة ومليلية وعدد من الجزر، فكيف تقرأ هذه المفارقة؟
العلاقات الدولية وكما تعلمون لا تدبر بالمشاعر والعواطف، فمشاعر الشباب المغربي وعواطفه بعيدة كل البعد عن التدبير الدبلوماسي الحكيم لمسألة الاستعمار الإسباني لسبتة ومليلية والجزر المحتلة، فهناك كفاءات مغربية عالية تدبر هذا الملف، والشباب المغربي حينما يتعاطف مع الثقافة الاسبانية فإنه يتوق الى المستقبل، يتوق الى الانعتاق من أوضاع غير راض عنها، وإن كان بلدنا قد أصبح في طور تقدم كبير في السنوات الأخيرة.
العلاقات الدولية وكما تعلمون لا تدبر بالمشاعر والعواطف، فمشاعر الشباب المغربي وعواطفه بعيدة كل البعد عن التدبير الدبلوماسي الحكيم لمسألة الاستعمار الإسباني لسبتة ومليلية والجزر المحتلة، فهناك كفاءات مغربية عالية تدبر هذا الملف، والشباب المغربي حينما يتعاطف مع الثقافة الاسبانية فإنه يتوق الى المستقبل، يتوق الى الانعتاق من أوضاع غير راض عنها، وإن كان بلدنا قد أصبح في طور تقدم كبير في السنوات الأخيرة.
ما هي سبل الاستثمار في الثقافة والهوية المغربية في أفق الحد من حالة الاستلاب الثقافي والحضاري في نظرك؟
من أجل إعادة الشعور الهوياتي للشباب المغربي، ينبغي أولا الإجابة عن سؤال مهم: ما الذي يدفع الشباب المغربي المتعلم وغير المتعلم، مهندسين، أطباء، بياطرة الى الهجرة؟ وهو سؤال موجه إلى السياسيين مدبري الشأن العام، والحديث السياسي والسياسوي لا يجيب للأسف الشديد عن هذا السؤال. صحيح أن الهجرة كانت موجودة عبر التاريخ، لكن لماذا يتوق شبابنا الى الهجرة الى الخارج بطريقة غريبة جدا، لدرجة أنه لو فتحت إمكانية الولوج الى أوروبا لذهب الشباب المغربي ككل أو نصفه على الأقل. هل الأحزاب السياسية قادرة على الإجابة عن هذا السؤال ونحن على أبواب الانتخابات؟ هل هذا السؤال مطروح ضمن برامج الأحزاب السياسية؟. أتمنى أن تحد الثورة التنمية التي تشهدها بلادنا استعدادا لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 ليس فقط من هجرة الشباب المغربي بل أن تساهم في عودة المهاجرين المغاربة بالخارج لخدمة بلدهم، وأن يجدوه بوجه ديمقراطي، بلد تسوده الحريات وحقوق الإنسان، يرحب بكل من يود الاستثمار والبناء.. هذا أملنا وليس ذلك على لله بعزيز، خاصة مع توفر الإرادة الملكية الصادقة لتحقيق التنمية، وأتمنى أن تفهم الأحزاب السياسية أنه لم يعد هناك مجال للتسيب وهدر الزمن التنموي.. لم يعد هناك مجال للشعبوية والسياسوية، ولذلك على الأحزاب السياسية التي لا تتوفر على برامج سياسية لخدمة البلاد أن تنسحب بهدوء، فالمحاسبة اليوم ينبغي أن تأخذ وجها أكثر صرامة في وجه كل مسؤول لا يخدم وطنه.
من أجل إعادة الشعور الهوياتي للشباب المغربي، ينبغي أولا الإجابة عن سؤال مهم: ما الذي يدفع الشباب المغربي المتعلم وغير المتعلم، مهندسين، أطباء، بياطرة الى الهجرة؟ وهو سؤال موجه إلى السياسيين مدبري الشأن العام، والحديث السياسي والسياسوي لا يجيب للأسف الشديد عن هذا السؤال. صحيح أن الهجرة كانت موجودة عبر التاريخ، لكن لماذا يتوق شبابنا الى الهجرة الى الخارج بطريقة غريبة جدا، لدرجة أنه لو فتحت إمكانية الولوج الى أوروبا لذهب الشباب المغربي ككل أو نصفه على الأقل. هل الأحزاب السياسية قادرة على الإجابة عن هذا السؤال ونحن على أبواب الانتخابات؟ هل هذا السؤال مطروح ضمن برامج الأحزاب السياسية؟. أتمنى أن تحد الثورة التنمية التي تشهدها بلادنا استعدادا لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 ليس فقط من هجرة الشباب المغربي بل أن تساهم في عودة المهاجرين المغاربة بالخارج لخدمة بلدهم، وأن يجدوه بوجه ديمقراطي، بلد تسوده الحريات وحقوق الإنسان، يرحب بكل من يود الاستثمار والبناء.. هذا أملنا وليس ذلك على لله بعزيز، خاصة مع توفر الإرادة الملكية الصادقة لتحقيق التنمية، وأتمنى أن تفهم الأحزاب السياسية أنه لم يعد هناك مجال للتسيب وهدر الزمن التنموي.. لم يعد هناك مجال للشعبوية والسياسوية، ولذلك على الأحزاب السياسية التي لا تتوفر على برامج سياسية لخدمة البلاد أن تنسحب بهدوء، فالمحاسبة اليوم ينبغي أن تأخذ وجها أكثر صرامة في وجه كل مسؤول لا يخدم وطنه.