Friday 19 September 2025
كتاب الرأي

سفيان الداودي: الجامعة الصيفية..أسئلة الشباب ورهانات الغد

سفيان الداودي: الجامعة الصيفية..أسئلة الشباب ورهانات الغد سفيان الداودي 
أي مستقبل ينتظر شبابنا في ظل بطالة متفاقمة وتعليم متعثر وضغوط اجتماعية ونفسية خانقة؟ وكيف يمكن تحويل قلقهم المشروع إلى قوة اقتراحية قادرة على إبداع الحلول بدل الاكتفاء بانتظارها من الآخرين؟
 
الشباب اليوم يواجهون واقعا مركبا: صعوبة ولوج سوق الشغل، ارتفاع تكاليف العيش، وفجوة واسعة بين التكوين الأكاديمي ومتطلبات الاقتصاد الجديد. ومع ذلك، فإن التحديات لا تتوقف عند الجانب المادي؛ إذ تمتد إلى العمق النفسي والاجتماعي، حيث يزداد الشعور بالهشاشة والوحدة، وتتصاعد الحاجة إلى فضاءات تتيح التعبير والمشاركة في صناعة القرار.
 
وفي خضم هذا الوضع، تبرز الجامعة الصيفية التي تشرف عليها وزارة الشباب باعتبارها مبادرة استراتيجية تمنح الشباب فرصة نادرة للتلاقي والتفكير المشترك. فهي ليست مجرد تجمع ظرفي، بل مختبر للأفكار والممارسات، ومدرسة لترسيخ قيم المواطنة الفاعلة، والتدرب على مهارات القيادة والإبداع الرقمي، والانخراط في قضايا الوطن والدبلوماسية الموازية.
 
إن الجامعة الصيفية بهذا المعنى تشكل رافعة حقيقية لتحويل طاقات الشباب من حالة القلق إلى حالة الفعل، ومن الانعزال إلى الانخراط، ومن الاستهلاك الرقمي السلبي إلى إنتاج محتوى يخدم التنمية والوحدة الوطنية.
 
لكن يبقى السؤال الأهم: هل سننجح في جعل هذه الجامعة فضاءً دائما للتفكير النقدي والإبداع الجماعي؟ أم ستظل مجرد محطة عابرة لا تترك أثرا عميقا في مسار الشباب؟