قطاع الصحة واحد من قطاعات مغرب بسرعتين..
سرعة للمصحات الخاصة ، وسرعة للمستشفيات والمستوصفات العمومية..
الأولى تمشي على سكة المال وتفاصيل الفواتير والثانية على ايقاع الإهمال وخصاص الاسرة واعطاب التجهيزات..
الأولى لها سرعة الوصول إلى حسابك البنكي، عبر شيك رهنته أو نقدا أديته..
والثانية قد تفتح لك طريق المقبرة محفوفا بأدوية اشتريتها أنت وأغطية جلبتها من بيتك..
قطاع الصحة بسرعتين..
الأولى سرعة الخاص وكأنه يوجد فوق الوزير او هو موظف لديه. يرافع عن امتيازاته و…القوانين التي تحمي مصالحه..
والثانية سرعة العمومي المثقل بمشاكل قلة الأطباء والممرضين وكثرة الممددين في الردهات يفترشون الأرض و المكدسين أمام البوابات..
قطاع بسرعتين لمجالين..
صحة المدن حيث المصحات الخاصة..
وصحة البوادي التي تفتتح مراكزها الصحية أثناء السوق الأسبوعي…
صحة المركز، وصحة الهامش..
تذكرون الطفلة ايديا التي لم تجد مستشفى ينقذ حياتها وهي تنتقل من تنغير إلى فاس أي في مسافة 500 كلم..
والأطفال ال 26 بأنفكو الذين حاصرهم وذويهم ثلوج الأطلس..
والنساء الحوامل اللواتي يمتن لأنه لا توجد سيارة إسعاف..او يضعن مواليدهن امام مراكز شبه صحية.
ودون شك سمعتم حكايات مستشفى الحسن الثاني بأكادير…وهي حكايات العديد من المستشفيات والمستوصفات العمومية..
قطاع الصحة بسرعتين..
قطاع ليس بحاجة لقرارات ترقيع.. لإعفاء مسؤول أو زيارة تفقد.. انه بحاجة أن يجعل الحق في الصحة حق مقدس ترصد له الإمكانيات التي تحافظ على كرامة الأفراد..