لم يكن الموقف المغربي تجاه فلسطين مجرد بيانات دبلوماسية أو خطابات سياسية، بل تُرجم إلى مبادرات إنسانية ميدانية متواصلة، حملت توقيع الملك محمد السادس على مدى ربع قرن. من المساعدات الغذائية، إلى المستشفيات الميدانية، مرورًا بالقوافل الطبية، ظل المغرب حاضرا في الساحة الفلسطينية بالمبادرات الإنسانية الملموسة.
مع اندلاع الانتفاضة الثانية وتصاعد العدوان الإسرائيلي، بادر المغرب إلى إرسال مساعدات غذائية عاجلة إلى الأراضي الفلسطينية، ففي سنة 2002 وصلت قوافل غذائية إلى الضفة الغربية وغزة. وفي 18 نونبر 2012، في أعقاب الحرب على غزة، أقام المغرب مستشفى ميدانيًا عسكريًا بقطاع غزة، تكفّل باستقبال مئات الجرحى والمرضى الفلسطينيين، إلى جانب استقبال عدد من المصابين للعلاج في مستشفيات مغربية.
كما عمل على إرسال شحنات من الأدوية والمعدات الطبية إلى قطاع غزة، وأمر في 11 يوليوز 2014 بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 5 ملايين دولار للسكان الفلسطينيين بقطاع غزة، ضحايا العدوان العسكري، الذي شنته اسرائيل على القطاع، إلى جانب حملة مساعدات غذائية واسعة.
كما اشرف الملك محمد السادس شخصيا في 29 ماي 2018، بمطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، على انطلاقة عملية إرسال المساعدة الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني. وشملت تلك العملية إقامة مستشفى ميداني للقوات المسلحة الملكية، وتقديم أغطية وكمية من الأدوية الضرورية، وكذا منح مساعدة غذائية من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
هذه المبادرات عززت صورة المغرب كفاعل إنساني ملتزم بدعم الفلسطينيين على الأرض، لا سيما في أوقات الأزمات
وخلال الحرب المدمرة على غزة في أكتوبر 2023 وجّه الملك محمد السادس قوافل طبية وغذائية ضخمة، في وقت كانت معظم المعابر مغلقة، مما أعطى للمبادرة المغربية بعدًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا.
في ظل الحرب الدائرة على غزة منذ أكتوبر 2023 والمستمرة خلال 2025، واصل المغرب تقديم المساعدات الإنسانية، عبر إرسال شحنات جديدة من المواد الغذائية والدوائية، في سياق يؤكد أن القضية الفلسطينية تظل ثابتًا في السياسة الإنسانية المغربية.