موضوع هذا المقال ليس الكذب الذي يُصدّقه صاحبه تحديدا، بل هو سؤال طويل عريض يطرح نفسه بإلحاح:
"ما الذي فعله المغرب أو بالأحرى، ما الذي ارتكبه المغرب في حق جارته الشرقية، حتى يَصْلُح مبرِّراً لكل ما صدر ويصدر عنها من العداء، ومن الحقد وإضمار السوء، وحتى تتم ترجمته على أرض الواقع إلى حملات تشهير كاذبة، واتهامات زائفة، وإلى خطوات عدوانية أخرى، كقتل شباب مغاربة عمداً في عرض البحر، بدون أدنى سبب بَيِّن، فضلا عن قطع العلاقات الدبلوماسية، والتجارية، وقطع الأرحام قولاً واحداً، وإغلاق الأجواء في وجه الطيران المغربي المدني... وممارسات أخرى يستنكف الأطفال ويربأون بأنفسهم أن يتّصفوا بها، كالإغراق في تشويه صورة المغرب الصاعد وتقديمه للشعب الجزائري، المسطول، في صورة دولة فقيرة، مُدَجَّنة، مِن لدن يهود هم أساساً أبناؤها، وتصويره في المدارس الجزائرية كبلد يعيش أبناؤه على أكل فُتات المَزابل، ويَغرَق طوال وقته في الطين والوحل، يُروّض الأفاعي، ويَلعَن المِلّة دون أن يأكل الغَلّة.. وصورٌ ومشاهدُ أخرى من نفس هذا القَبيل"؟!!
زد على هذا، أن تلك الجارة تستولي على أراض مغربية، أصلاً ثابتاً بالوثائق، وتاريخاً ناطقاً بالحق، تحت مسمى يندى له جبين أحرار العالم: "التمسك بالحدود الموروثة عن الاستعمار"!!
والحال أن هذا السؤال الطويل العريض، بطول وعرض مهازل تلك الجارة، يدفع دفعاً مُبْرِحاً إلى إجراء بعض المقارنات المنطقية!!
فالمغرب استرجع صحراءه الجنوبية الغربية بفضل مسيرة شعبية سلمية، واتفاقية سيادية مع المستعمر السابق، في انتظار استرجاع صحرائه الجنوبية الشرقية، ولذلك عومل ويعامل من لدن جارته الشرقية بكل تلك الصورة العَبَثية، التي يضحك منها العالم عن بكرة ابيه ولا يشبع من الضحك!!
بناء على ذلك فحسب، قاطعته الجزائر، وحاربته بكل ما يسعُها من الوسائل والأدوات والآليات بلا استثناء، وقاطعت ولكن صورياً فحسب، كل الأنظمة والدول التي أقرّت الحق المغربي في استكمال تحرره ووحدته الوطنية والترابية، كما تُقر بذلك القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية، ولكنها لم تملك الشجاعة على قطع علاقاتها مع معظم تلك الدول والأنظمة، وإنما اكتفت بشطحات مثيرة للاشمئزاز حيال بعضها، كما فعلت مع إسبانيا وفرنسا تحديداً، قبل أن تعود بأسرع من المتوقَّع إلى بيت الطاعة ذليلة مكسورة الجَناح!!
فالمغرب استرجع صحراءه الجنوبية الغربية بفضل مسيرة شعبية سلمية، واتفاقية سيادية مع المستعمر السابق، في انتظار استرجاع صحرائه الجنوبية الشرقية، ولذلك عومل ويعامل من لدن جارته الشرقية بكل تلك الصورة العَبَثية، التي يضحك منها العالم عن بكرة ابيه ولا يشبع من الضحك!!
بناء على ذلك فحسب، قاطعته الجزائر، وحاربته بكل ما يسعُها من الوسائل والأدوات والآليات بلا استثناء، وقاطعت ولكن صورياً فحسب، كل الأنظمة والدول التي أقرّت الحق المغربي في استكمال تحرره ووحدته الوطنية والترابية، كما تُقر بذلك القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية، ولكنها لم تملك الشجاعة على قطع علاقاتها مع معظم تلك الدول والأنظمة، وإنما اكتفت بشطحات مثيرة للاشمئزاز حيال بعضها، كما فعلت مع إسبانيا وفرنسا تحديداً، قبل أن تعود بأسرع من المتوقَّع إلى بيت الطاعة ذليلة مكسورة الجَناح!!
فإسبانيا اعترفت بمغربية صحرائنا الجنوبية الغربية وزادت على ذلك برفع الغطاء عن وثائق تؤكد مغربية نظيرتها الجنوبية الشرقية، ولكن الجزائر ركبت أحصنة كذبها المَرَضي وأعادت علاقاتها الطبيعية بإسبانيا مدعية بالكذب البَواح، وبعظْمة لسان رئيسها الدمية، بان إسبانيا تراجعت عن دعمها للموقف المغربي، وصدّق الجزائريون هذه الكذبة ببلادة منقطعة النظير، حتى أن الرئيس الجزائري صاحب الأكذوبة كان أوّل المُصَدِّقين... وهنا مربط فرس العنوان أعلاه!!
أما فرنسا، فبعد أن استعمرت البلاد هناك طوال اثنتين وثلاثين ومائة سنة، وبعد أن قتلت الآلاف ومثّلت بجثثهم، وبجماجمهم التي ما زالت تؤدّي دَوْرَ الزينة في متاحفهم، وشوّهت خِلْقات مئات الآلاف من جراء تجاربها الذرية والهيدروجينية، وشرّدت الملايين وحولتهم إلى سبّاكين وعمال نظافة وفئران مواسير تحت سماء فرنسا ذاتها، وطمست هُوِيَّات ملايين آخرين، وفعلت الأفاعيل في ثقافتهم، حتى صاروا، وإلى غاية زمان الله هذا، بلا ثقافة وبلا هُوية ثقافية بَيِّنة وواضحة...
بعد كل ذلك، اعترفت فرنسا بعظمة لسان رئيسها وكبار شخصياتها ومسؤوليها ومثقفيها بمغربية صحرائنا الجنوبية الغربية، وهاهي الآن ترفع الغطاء عن الوثائق الشاهدة على مغربية صحرائنا الشرقية... رغم ذلك كله، لم تستطع تلك الجارة أن تقطع علاقاتها بجلاّدها الأبدي، ولا أن تأخذ منه مسافة يقتضيها واجب حقن الدم وحفظ الكرامة... ولكنها لم تفعل لأن نظامها بلا دم، وبلا كرامة!!
ولأن الوباء المنوه عنه في العنوان أعلاه مؤبَّد ويتعدّى حدود الإدمان، فقد طلع رئيس الجزائر من جديد بتصريحات كاذبة لا تنتهي، يحيط فيها مواطنيه بعزمه على تأديب فرنسا، وهي الكذبة الفاضحة التي لا يمتلك وسائلها حتى في المنام، كما أنها هذه المرة أفضت إلى نفاد صبر الإيليزي، فزاد في تضييق الخناق على كبار المسؤولين الجزائريين برفض تمتيعهم بالتأشيرة بمن فيهم الرئيس بلحمه وشحمه، بل وصل الأمر إلى الحديث عن تَحرُّك بوارج حربية فرنسية قُبالة السواحل الجزائرية المتوسطية فيما وصفه بعض الملاحظين باستعدادات عسكرية جادة للتدخل بطريقة أو أخرى لتغيير النظام الجزائري الفاسد، لأنه لم يعد صالحا لقضاء أدنى منفعة، وإنما صار، فقط لا غير، مجرد لسان طويل يُهرطق بالكذب، ليلُه في ذلك كنهاره، حتى ضاقت به ماماه البيولوجية ذرعاً، فأقرّت في نهاية المطاف العمل على إسكاته وكتم أكاذيبه بصورة قطعية!!
ومرة أخرى... "الله يقوّي شيطانهم" فجميعهم بالنسبة لنا في السّوء سواء!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي متقاعد.
