من كان يتصور يوما بأن ثانوية العرفان التأهيلية بالجماعة الترابية مصمودة ، ستسرق الأضواء بمناسبة الإعلان عن نتائج امتحانات الباكالوريا ، وهي التي تعرضت لهزة عنيفة خلال الموسم الدراسي الذي سيسدل عليه الستار بعد أيام ؟ أن يضع تلميذ حدا لحقه في الحياة مع ما تركته هذه المأساة من جروح عميقة في نفسية زميلاته وزملائه، والطاقم الإداري والتربوي ، ومع ذلك تنجح المؤسسة التربوية في حجز مقعدها على منصة التفوق إقليميا كما جهويا ؟
لا يتعلق الأمر بوصفة سحرية... إن تحويل الألم إلى أمل له عنوان واحد ، ليس غير تنزيل المقاربة التشاركية ، والانخراط بمنسوب قوي من الوعي المواطناتي الذي على صخرته تتكسر كل الاكراهات .... وهو ما كان ...
مدير المؤسسة التعليمية ينتصر للإدارة المواطنة على حساب الإدارة الإدارية ، ويعطي معنى للقائد الجامع ....أطر تربوية وإدارية تضع نصب أعينها تحقيق جدلية التربوي والتعليمي... حركة الطفولة الشعبية تدخل على الخط ، وتنجح في جعل فضاء ثانوية العرفان التأهيلية مفعما بالحياة ، بتنزيلها حزمة من الأنشطة التربوية ... ولم تغب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان عن تقريب الناشئة من باقة الحقوق التي من حقهم/ن التمتع بها ، والترافع من أجلها عندما تغيب أو تكون عرضة للانتهاك ...
في سياق كل ما سبق ، وتثمينا للنتائج المبهرة التي حققتها المؤسسة التعليمية في امتحانات الباكالوريا التي قاربت نسبة 90 في المئة ، كانت أم الجمعيات على موعد مع مبادرة رمزية سيكون لها ما بعدها مدنيا ...
صباح يوم الخميس 19 يونيو الذي تميز بجو حرارته حارقة ، لكنها حرارة تهون أمام الرسالة التي أراد وفد حركة الطفولة الشعبية ارسالها من قلب مركز جماعة ترابية قروية ، لكل من يعنيهم مستقبل المدرسة العمومية ، والفعل الجمعوي الهادف الذي يشكل اضافة نوعية في المشهد المدني وليس مجرد رقم ووصل ايداع .... زيارة لرئيس المؤسسة السيد كريم سوسن لتهنئته ، ومن خلاله تهنئة الأطر الإدارية والتربوية على المنتوج التعليمي والتربوي الذي تم جنيه .... فرصة زيارة المؤسسة سنحت كذلك للوفد بالتواصل المباشر مع ثلة من طالبات و طلاب الغد الذين أنهوا مشوارهم/ن بالمدرسة العمومية بالتفوق....
وفد أم الجمعيات بمعية مدير ثانوية العرفان ومن معه ، ينتقلون مباشرة بعد ذلك لبيت أسرة التلميذة/ الطالبة أحلام درازة ، الحاصلة على أعلى معدل( 19,18 ) شعبة العلوم الفيزيائية ، خيار فرنسية ، بإقليم وزان ، للاحتفاء بها ، وبأسرتها التي تكافح من أجل أن توفر لأبنائها البيئة الحاضنة للتفوق ... هدية رمزية من أطر وأخوات وإخوان حركة الطفولة الشعبية لأحلام ناب عنهم/ن في تقديمها لها أحمد زيان ، عضو المكتب التنفيذي للجمعية ، والتزام بمواكبتها في مسيرتها بالتعليم العالي أينما حلت وارتحلت ...
شكرا أحلام على هذه النتيجة التي أهديتها لثانوية العرفان بجماعة مصمودة مما جعل النظرة إليها تنتقل ب 180 درجة ...والأسف كل الأسف على السلوك الشاد لرئيس جماعة مصمودة الذي لازال آخر من يعلم بما حققته ثانوية العرفان وابنتها البارة أحلام درازة من تسويق تجاوز حدود الوطن لجماعة ترابية لا تكاد تُرى حتى بالمجهر ....
ويبقى "مبدأ التشاركية" عنوانا من بين عناوين تجويد منتوج المدرسة العمومية ، ومفتاح النجاح لمن يرغب في ذلك سبيلا...
ويبقى "مبدأ التشاركية" عنوانا من بين عناوين تجويد منتوج المدرسة العمومية ، ومفتاح النجاح لمن يرغب في ذلك سبيلا...