Sunday 15 June 2025
فن وثقافة

الإعلامي أحمد فردوس يسلط الضوء على ماضي وحاضر ومستقبل التبوريدة ( الحلقة 2 )

الإعلامي أحمد فردوس يسلط الضوء على ماضي وحاضر ومستقبل التبوريدة ( الحلقة 2 ) سعيد كوبريت وضيفيه شراد وفردوس (يسارا)

تابعت جريدة "أنفاس بريس" الحوار الشيق مع ضيفي الصحفي سعيد كوبريت في برنامجه الثقافي "بصيغة أخرى" الذي يبث من إذاعة طنجة، حيث استضاف كلا من الباحث الكاتب والمسرحي عبد الرحيم شراد، إلى جانب الإعلامي الزميل أحمد فردوس المهتم بالموروث الثقافي الشعبي، وتراث التّْبَوْرِيدَةْ، من أجل تسليط الضوء على تراث فن ورياضة الفروسية التقليدية كرافد حضاري مغربي أصيل ومكون هوياتي ثقافي، وتعبير تراثي بطقوسه الفنية والحماسية والمجتمعية والاحتفالية.

في هذا السياق أوضح معد ومقدم برنامج "بصيغة أخرى" الذي بثته إذاعة طنجة ليلة 4 الأربعاء يونيو 2025، من خلال ورقته التقديمية، بأن ثقافة وفن ورياضة التبوريدة، تعد منبع إلهام لمواضيع فنية متنوعة، حيث استقى من هذا التراث المبدع والفنان المغربي أشعار أغانيه الجميلة. وأضاف موضحا بقوله: أن التّْبَوْرِيدَةْ تحاكي الهجمات العسكرية في سالف الوقت، وتختلف صيغتها وأساليبها، بتعدد طرقها ومدارسها وبمختلف روافدها وخصوصيتها من مجال جغرافي لآخر.

وشددّ الزميل سعيد كوبريت على أن التّْبَوْرِيدَةْ، قد أضحت نوعا رياضيا، من خلال التباري والمنافسات التي تقام لهذا التراث اللامادي الأصيل بحضور الفارس والفرس، مؤكدا على أن من علامات تميز تراث الفروسية التقليدية، يتجلى توصيف صفات الخيل وأنواعها وسلالتها من أجل الإعتناء بذاكرتها الجماعية. حيث يرى نفس المتحدث بأن التبوريدة لم تعد فقط فن لِـ الّلعب، والإنتشاء بعد أن أحدثت لها بطولة وكأس وطنية، فضلا عن تعدد مهرجاناتها الخاصة والقائمة الذات، إلى جانب تعدّد محطات المواسم الصيفية، في إشارة إلى مؤسسة الْمَوْسِمْ ذات الصلة بعالمنا القروي بحمولته الأنثروبولوجية/ الأسطورية الشعبية.

وأورد صاحب برنامج "بصيغة أخرى" بأن السنوات الأخيرة عرفت فيها التبوريدة إنتعاشة قوية وارتقت سواء بالفارس أو الفرس من أجل دخول غمار منافسات كبيرة، والدليل في ذلك ما عاشته وتعيشه بلادنا مؤخرا، من بطولة وطنية بدار السلام ثم الإستعداد لمحطة معرض الفرس للجديدة، بعد إقصائيات إقليمية وجهوية وبين الجهات بين مختلف سربات الخيل على الصعيد الوطني، إلى جانب انطلاق العديد من مهرجانات التبوريدة في فصل الصيف.

إليكم الحلقة الثانية من حوار برنامج بصيغة أخرى مع أحمد فردوس:

 

جمهور تراث التبوريدة رائع واستثنائي في التشجيع:

في سياق الحديث عن جمهور التبوريدة، لابد أن نؤكد على أنه جمهور راق ومنضبط، ويمتاز بخصوصية استثنائية في التشجيع من خلال رسائل الفرح التي يبثها من داخل "الْمَحْرَكْ" بأصوات الزّغاريد، وإيقاعات الغناء الشعبي، ومردّدات "الْمَايَةْ" النسائية التي تمجد الخيل والفرسان، والأشعار الصوفية والروحية المرتبطة بالمدح والتهليل والتكبير والصلاة على النبي، على اعتبار أن جمهور الفروسية التقليدية يأتي من تربة العالم القروي المتشبعة بالقيم الإنسانية والثقافة الرعوية ذات الصلة بالطقوس والعادات والتقاليد البدوية بتعدد روافدها.

إن الرحم الذي أنجب تراث التبوريدة هو العالم القروي الولَّاد، وبفضله اكتسبت الفروسية التقليدية إشعاعا عالميا. ودليلنا تلك الينابيع المسقية بتراثنا وهويتنا المبنية أساسا على عطاء المزارع والفلاح البسيط والكسّاب المتخصص في تربية الخيول، والمرأة العاملة في الحقل وداخل الإسطبل من أجل توفير احتياجات الأسرة والعائلة، وتواجدها اليومي تحت سقف مختبر المنسج /النسيج لصناعة مستلزمات اللباس التقليدي...كل هذه العوامل وأخرى ساهمت في تحصين وتثمين وإشعاع تراث التبوريدة من العالم القروي إلى العالمية. لذلك فالأمل معقود على تحقيق وتنفيذ كناش تحملات "رؤية 2030 " والتعجيل بالشروع في بناء مركبات وفضاءات احتضان عروض التبوريدة بجميع جهات المملكة.

 

هل هناك مدرسة مغربية صِرْفَة مرتبطة بفن ورياضة التبوريدة؟

لا ليست هناك مدرسة مغربية صرفة، بل أن هناك العديد من الطرق والمدارس المعروفة منذ زمن قديم، والتي أصبحت عنوانا بارزا لمجالات جغرافية معينة يتميز بها "عَلَّامْ الْخَيْلْ" وفرسان قبائلها، لكن في اعتقادي الشخصي أن أغلب مدارس التبوريدة سواء منها "النَّاصِرِيَّةْ" أو "الشَّرْقَاوِيَّةْ" أو "الْخِيَّاطِيَّةْ" أو "الْحِيَّانِيَّةْ" أو "الْكَتَّافِيَّةْ" أو "الرَّحَّالِيَّةْ" تتقاطع وتتشابه في بعض حركاتها على مستوى الفرجة والّلعب ـ أي ما يسمى بـ "الشّْقَا" بواسطة سلاح "مُكَحْلَةْ الْبَارُودْ" على صهوة الحصان ـ وتوصف هذه الحركات حسب شيوخ التبوريدة والممارسين وفق الأعراف والتقاليد الخاصة بكل طريقة ومدرسة بأسماء ومفردات معلومة منها مثلا: "الرَّفْعَةْ" و "التَّطْيِيحَةْ" و "التَّبْدِيلَةْ" و "الْخَرْطَةْ" و "الْـرْنَةْ" و "التَّشْمِيسَةْ" و "الْهَدْمَةْ" و "الْقَلْبَةْ" و"الطَّلْقَةْ" وكل حركة من هذه الحركات تمارس بواسطة سلاح "مُكَحْلَةْ الْبَارُودْ"، وهي حركات موروثة من أحداث ووقائع ترتبط بمواجهات قديمة استعمل فيها سلاح الرّمح على صهوة الحصان قبل استعمال البارود.

معلوم أن لكل طريقة أو مدرسة روادها وشيوخها الذين يعتمد عليهم في تلقين مبادئ وتعاليم هذه الطريقة أو تلك، ويلجأ لهم الفرسان باعتبارهم قدوة في الميدان، لكن للأسف الشديد هناك شُحّ كبير على مستوى التوثيق، وأعني توثيق ثقافتنا الشفاهية ذات الصلة بكيفيات وحركات الَّلعِبْ بِالَمْكَاحَلْ على صهوة الخيول، على لسان هؤلاء الرّواد والشيوخ الذين حافظوا على هذا الموروث الثقافي غير المادي. علما أن كل مهارات حركات فن ورياضة التبوريدة، قد ورثناها عبر مراحل تاريخية قديمة قبل استعمال البندقية والبارود، أي حين كان الإنسان يواجه الشّر كيفما كان مصدره، سواء أكان هذا الشر مصدر تهديد من الحيوانات المفترس أو من البشر كمتربص معتدي، حيث نجد الفارس المحارب قديما كان يتقن مهارات استعمال الرمح والسيف والنبال وهو يمتطي صهوة الحصان ويراوغ الضربات وينتصر على العدو أكان حيوانا مفترسا أو بشرا معتديا، فلا غرابة إذا انتقلت مهارات الحركات القتالية والهجومية أو الدفاعية عبر فترات تاريخية معينة إلى فن ورياضة التبوريدة من أجل الفرجة طبعا.

 

 من المعلوم أن طقس التبوريدة هو احتفال، ارتبط بالأعياد والمناسبات وبالأعراس المتنوعة، وفن التبوريدة هو جزء من تاريخنا الذي يشكل ملمحا ثقافيا لجغرافيات معينة في المغرب، وهي فن واستعراض واتقان في تقاسم نخوة الحركة بين الفارس والفرس، لكنني أظن أن "التبوريدة" تحقق وتخلق العدالة ما بين فئات المجتمع من خلال التآزر بين مختلف طبقات المجتمع؟

بالطبع، شخصيا اعتقد أن أسلوب القيادة الذي يمتاز به "عَلَّامْ الْخَيْلْ" من خلال جسر آلية التنظيم والتواصل مع كل مكونات سَرْبَةْ الْخَيْلْ والْبَارُودْ، يتأسس على صرامة قواعد تعاليم الدين الإسلامي أولا، ثم قيم واجب الإحترام، وشيم الأخلاق مع الانضباط والإلتزام. وتترابط هذه القيم جميعها مع مبادئ الديمقراطية في ممارسة أصول التبوريدة سواء داخل "خَيْمَةْ فُرْسَانْ الْقَبِيلَةْ" أو وسط مضمار التنافس، حيث تتحقق العدالة الاجتماعية وسط خيمة "لَمَّةْ الْخَيْلْ" كنموذج ناجح في تدبير القيادة الجماعية.

يمتاز أسلوب القيادة الجماعية تحت قيادة "عَلَّامْ السّْرُوتْ" ـ حسب معاينتنا الميدانية ـ حيث تتوزع المهام والأعمال المختلفة حسب التخصص على شكل لجن وظيفية، بين كل مكونات سَرْبَةْ عَلَّامْ الْخَيْلْ/القائد، والذي يتابع تفاصيل عمل هذه الخلايا ويتدخل بحكمته ورزانته وصرامته كلما تطلب الأمر، ويمكن أن نبدأ بـ:

ـ لجنة الخيمة والأفرشة: هي التي تتحمل مسؤولية شحن ونقل كل ما يتعلق بوسائل بناء وتجهيز خيمة الْعَلَّامْ، والاهتمام بكل تفاصيلها الدقيقة طيلة أيام عروض التبوريدة.

ـ لجنة شحن ونقل الخيول: مكوناتها تسهر على شحن ونقل الخيول بضوابط معلومة ضامنة للصحة والسلامة.

ـ لجنة مراقبة الخيول: عملها يرتبط بنظافة وغسل الخيول، وتوفير كل الشروط المتعلقة بصحتها وأناقتها وراحتها البدنية من دواء ومأكل ومشرب.

ـ لجنة مستلزمات الفارس والفرس: تتحمل مسؤولية الاهتمام باللباس التقليدي ومستلزمات "السّْنَاحْ" ومراقبة المكاحل وكل ما يتعلق بزينة الفارس والفرس.

ـ عَمَّارْ لمكاحل ومساعديه: هو شخصية مهمة داخل منظومة التبوريدة الضامن لسلامة الفرسان، بحكم أنه مسؤول عن حشو المكاحل بالمقاييس المعلومة بمادة البارود، ومداومة مراقبتها بفطنة ونباهة.

لجنة الإطعام: وتتحمل مسؤولية توفير كل وسائل الطبخ والمواد الاستهلاكية، والاهتمام بكل الضيوف والمرافقين فضلا عن الفرسان في علاقة تواصلية دائمة مع المسؤولة عن جناح الطبخ والمطبخ.

 فكل هذه اللجن تضم عشاق التبوريدة، المدافعين عن مكانة "عَلَّامْ سَرْبَةْ الْخَيْلْ" المنحدرة من منطقتهم، وهم بطبيعة الحال أفرادا ينتمون لنفس المجال الجغرافي ومن مختلف الفئات الاجتماعية داخل "الدَّوَّارْ/ الْقَبِيلَةْ"، وربما يكونون من نفس العائلة من الإخوة وأبناء العمومة والأقرباء بالمصاهرة، حيث تجد من بينهم الطبيب والمهندس والمقاول والأستاذ والمحامي والحرفي والمزارع والفلاح البسيط والعاطل عن العمل أيضا، وأغلبهم يجيدون ركوب الخيل والرماية، ويمارسون الفروسية التقليدية بشكل أو بآخر.

إن نموذج أسلوب القيادة الجماعية وسط خيمة "عَلَّامْ السَّرُوتْ" يذيب الفوارق الاجتماعية بين فئات المجتمع، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين الأعيان والفرسان، فكل واحد من مجموع مكونات اللجن يعتبر نفسه مسؤولا عن عمله وعن الأمانة التي أنيطت به حتى تكتمل فرحة اللحظة بشروطها وقيمها الإنسانية.

إن روعة أسلوب قيادة كتيبة فرسان التبوريدة بشكل "ديمقراطي"، تبرز فيها شخصية "عَلَّامْ الْخَيْلْ" كقدوة في المجتمع، على اعتبار أنه من المفروض أن يتميز بالصبر والحذاقة والنباهة، وسعة الصدر، والنخوة والكرم، وطيب الأخلاق في تدبير المهمات الصعبة، دون التفريط في قيم الإنضباط والصرامة لضمان استمرارية التشاور والمشاورة بين كل المكونات، أفرادا وجماعات والتي تلعب أدوارا أساسية في رسم صورة جميلة وبهية عن القائد المحنك ومنطقته. ذلك القائد الساهر على ضمان حقوق كل من ينتمي ويلجأ لـ "لَمَّةْ الْخَيْلْ ولَحْبَابْ".

 

 معرض الفرس بالجديدة، أصبح لقاء سنويا يجلب أنظار نخب عالمية، للحضور والمشاركة وتقديم مجموعة من اللوحات الفنية التي تقوم بها الأحصنة المروضة بمعية فرسان بارزين، وكذلك عرض اللباس والزي التقليدي ومجموعة من الإكسسوارات ذات الصلة بالفروسية، إلى جانب الفرجة الجميلة.

فعلا، لقد أصبح معرض الفرس بالجديدة قبلة ومحج لكل المهتمين بتربية الخيول وألعاب رياضة وفن الفروسية وكل ما يتصل بها، على المستوى الدولي والعربي والإفريقي والوطني، علما أن هناك العديد من الدول التي تشارك ضمن فعاليات معارض الفرس، كضيوف شرف أو مشاركين في منافسات معينة، أو مساهمين في ورشات أو ندوات علمية وفكرية ذات الصلة. على اعتبار أن معرض الفرس أصبح موسوعة تراثية وثقافية وفنية وإبداعية يستقطب جمهورا غفيرا من كل الفئات الاجتماعية.

أما على مستوى منافسات الجائزة الكبرى للملك محمد السادس في فن ورياضة التبوريدة الخاصة بمعرض الفرس والتي ستقام نهاية شتنبر من السنة الجارية، فقد تم الحسم في لائحة النخبة من سربات الخيل عن فئة الكبار والشبان، تزامنا مع إقصائيات دار السلام حيث أفرزت المعايير الخاصة بالتحكيم والتنقيط ممثلين عن الجهات الثلاث للتباري والتنافس خلال هذه الدورة التي ستكون جد متميزة.

إن اختيار شهر شتنبر كتوقيت لمعرض الفرس بالجديدة، هو اختيار صائب، لأن جميع مْقَادِيمْ السَّرْبَاتْ وفرسانهم يرتبطون في فترة الصيف وجدانيا وروحيا وعاطفيا بالمواسم والمهرجانات التي تقام في مجالاتهم الجغرافية ومناطقهم التي ينتمون إليها، وكل سربة تنخرط في صناعة الفرح والفرجة لجمهورها الخاص، ويعتبر كل الفرسان أن فترة الموسم بمنطقتهم جديرة بالاهتمام والمساهمة والمساندة والدعم في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، وهو مناسبة لإحياء كل الروابط، وإبراز مهاراتهم في ركوب الخيل، وتقديم صورة جميلة عن تقاليدهم وطقوسهم وعاداتهم على جميع المستويات.

 

حديث عن مؤسسة مُوسَمْ التبوريدة

 مؤسسة الْمُوسَمْ، شملتها كذلك "رؤية 2030" من خلال عدة إجراءات جد إيجابية تروم الرقي بالفضاءات المتواجدة بـ "الْمُوسَمْ"، سواء من حيث تطوير وتجويد الخدمات الاجتماعية المقدمة من طرف الجهات المنظمة، لكل سربات الخيل والفرسان المتصلة بالمرافق الصحية الضرورية، وتوزيع نقط الماء الشروب، وتوفير شروط الأمن والصحة والراحة والإطمئنان للزوار والضيوف، والمرتفقين.

لم يعد مقبولا اليوم تنظيم "مُوسَمْ" للتبوريدة أكان رابطه دينيا وصوفيا أو زراعيا وفلاحيا أو اجتماعيا وثقافيا، من طرف أي جهة كانت محلية أو إقليمية أو وطنية في غياب تام للوسائل الضرورية لإنجاح عروض التبوريدة، بحيث أن التفريط مثلا في إيصال الماء والإنارة للخيم يؤثر على راحة الفرسان ومرافقيهم ويحط من كرامتهم وإنسانيتهم، فضلا عن التقشف مثلا في توفير الكمية الضرورية لحصص الْبَارُودْ والْحَبَّةْ، دون الحديث عن علف الخيول وتموين وجبات التغذية لحماة التراث بمختلف تعابير موروثنا الثقافي الشعبي.

من الواجب المحافظة اليوم على أصالة وعراقة "الْمُوسَمْ" كمؤسسة اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية، مقابل ضمان حقوق وكرامة الزوار والضيوف والمشاركين في فقراته التراثية والثقافية والفنية، من المفروض وضع تصميم خاص بالممرات وسط سوق الْمُوسَمْ ومرافقه المتعددة، وتوفير الإنارة والأمن وتوزيع نقط حاويات النظافة، ومرافق المراحيض علما أن مختلف الوافدين يقيمون أكثر من أسبوع بهذا الموسم أو ذاك.

الحلقة المقبلة حوار مع الباحث والكاتب المسرحي عبد الرحيم شراد