توجيه سهام النقد لصيغة وطريقة التنقيط
وجهت سهام النقد، وكثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن كيفية وطريقة التحكيم الخاصة بالبطولة الوطنية لكأس الراحل الحسن الثاني المرتبطة بتراث رياضة وفن التبوريدة، حيث يرى العديد من المراقبين والمهتمين والفرسان وشيوخ التبوريدة وعشاقها أن "منهجية التحكيم" التي تتبناها لجنة تنظيم جائزة الحسن الثاني بدار السلام، لا تراعي لما يقدمه "عَلَّامَةْ الْخَيْلْ" وكتيبة فرسانه من كدّ وعمل واجتهاد، ولا تعطي أهمية لما يبدلونه من جهد كبير طيلة الاستعداد لهذه البطولة الوطنية التراثية الأصيلة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي دون الحديث عن الجهد اللوجستيكي وما إليه، فضلا عن آثار عملية التنقيط الحالية على المستوى الاجتماعي والبدني والذهني والنفسي.
وجهت سهام النقد، وكثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن كيفية وطريقة التحكيم الخاصة بالبطولة الوطنية لكأس الراحل الحسن الثاني المرتبطة بتراث رياضة وفن التبوريدة، حيث يرى العديد من المراقبين والمهتمين والفرسان وشيوخ التبوريدة وعشاقها أن "منهجية التحكيم" التي تتبناها لجنة تنظيم جائزة الحسن الثاني بدار السلام، لا تراعي لما يقدمه "عَلَّامَةْ الْخَيْلْ" وكتيبة فرسانه من كدّ وعمل واجتهاد، ولا تعطي أهمية لما يبدلونه من جهد كبير طيلة الاستعداد لهذه البطولة الوطنية التراثية الأصيلة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي دون الحديث عن الجهد اللوجستيكي وما إليه، فضلا عن آثار عملية التنقيط الحالية على المستوى الاجتماعي والبدني والذهني والنفسي.
صيغة التنقيط غير منصة وغير عادلة
في هذا السياق، وبصفتي كإعلامي بموقع جريدة "أنفاس بريس" ومهتم ومتتبع لهذا الجنس التراثي العريق، المتصل برياضة وفنون الفروسية التقليدية، اعتقد أن طريقة وصيغة التحكيم والتنقيط، التي ينهجها الحكام طيلة ستة أيام لإفراز وتتويج نخبة سَرْبَاتْ الْخَيْلْ "الثلاث" وتتويجهم بالميداليات الذهبية والفضية والنحاسية، غير منصفة وغير عادلة بالمرة، بل أن هذه المنهجية لا تراعي للظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط بكتيبة "عَّلَّامْ السّْرُوتْ" وفرسانه خلال هذه المنافسات الوطنية بدار السلام بالرباط.
نماذج أسئلة تحتاج إلى أجوبة مقنعة
هل من المنطق والمعقول أن يجتهد "عَلَّامَةْ الْخَيْلْ" ويكافحون ويغامرون بأرواحهم وطاقتهم البدنية والنفسية طيلة محطات الإقصائيات الإقليمية والجهوية وبين الجهات، ثم يقدمون أروع ملاحم صور طقوس وعادات فن ورياضة "التّْبَوْرِيدَةْ" طيلة أربع أيام من التنافس خلال الدور الأول الذي يمتد من يوم الإثنين إلى غاية يوم الخميس بدار السلام، ويحصلون عن جدارة واستحقاق على مجموع مهم من النقط التي تؤهلهم للدور الثاني، سواء عن فئة الكبار أو فئة الشبان، وبعد ذلك يجد "عَلَّامْ السَّرْبَةْ" نفسه خاوي الوفاض، بعد مسح سبورة التنقيط، والدخول في منافسات اليوم الأول من الدور الثاني بصفر نقطة؟
هل من المعقول، أن نعتبر عملية التنقيط الحالية منطقية ومنصفة، خصوصا بعد إلغاء النقط ذات الصلة ـ مثلا ـ بـكل أنواع اللباس والزي التقليدي الخاص بالفرسان، هذا المنتوج المتصل بالصناعة التقليدية الأصيلة، والذي من المفروض أن يبقى ويظل بهيا وأنيقا ونظيفا كلما تدثر به الفارس أمام أعين الحكام، بعد ستة أيام من "التْمَرْمِيدْ" بفعل نقع غبار المحرك وجنباته، وتأثير نار ودخان البارود، وما إلى ذلك من مشاكل ترتبط بأهمية زينة الفارس "الْبَّارْدِي"؟ والسؤال المحير هو كم تكفي من "لَبْسَةْ" و "تَبْدِيلَةْ" لكل فارس طيلة ستة أيام من التنافس ليضمن رفقة قائد السَّرْبَةْ تنقيطا منطقيا يرتبط بزينة الفارس وأناقته وبهائه؟
ألا يعتبر قرار إلغاء تنقيط الدور الأول، مجحف وغير عادل في حق خيول التبوريدة التي تقدم عروضها الفرجوية طيلة ستة أيام، وفي حق "عَلَّامْ الْخَيْلْ" وفرسانه أيضا، والذين يضمنون التأهل عن جدارة واستحقاق، والذين يؤمنون ويفتخرون حقيقة بما قدموه من عروض فرجوية مرضية صفق لها الجمهور بحرارة وهتف لها فرحا بحناجره تحت أشعة الشمس متحديا عناء التنقل والتشجيع...إلا أن مرور كتيبة "عَلَّامْ السّْرُوتْ" إلى منافسات الدور الثاني بصفر نقطة، ـ نعم صفر نقطة ـ يحطم كل معنوياتهم، بعد أن خارت قواهم البدينة والذهنية والعصبية بفعل مجهودات عروض التبوريدة طيلة أربع أيام متتالية، وما يترتب عنها من إكراهات وآثار اجتماعية ونفسية؟
لابد من التفكير في صيغة بديلة لعملية التنقيط بدار السلام
لهذه الأسباب وغيرها، أرى أنه من الواجب التفكير جديا، في اعتماد صيغة وطريقة مناسبة ومنصفة في عملية التنقيط، تكون أكثر ضمانا لمجهودات "الْبَّارْدِيَّةْ مَّالِينْ الْخَيْلْ" بشكل ديمقراطي، وتعطي لكل دي حق حقه، خصوصا خلال اليومين المعتمدين في الدور الثاني من البطولة الوطنية لكأس الحسن الثاني للتبوريدة. علما أن مجموعة من التغييرات المهمة قد طالت هذا الجانب على مستوى تثمين منتوجات الصناعية التقليدية وأسلوب اللعب وكيفيات طريقة المدرسة التي ينتسب إليها "الْبَّارْدِيَّةْ" في علاقة بمنطقتهم ومجالهم الجغرافي وخصوصية موروثهم الثقافي الشعبي وطقوسهم وعاداتهم.
الإبقاء على هذا الأسلوب التحكيمي... ولكن
نقترح في هذا السياق، الإبقاء على نفس معايير عملية التنقيط خلال منافسات الدور الأول، ذات الصلة بسلالة الخيل العربية البربرية والبربرية، ثم الحفاظ على مجموع تنقيط صحة الخيول وسلامة قوائمها، إلى جانب مجموع النقط المحصل عليها بالنسيبة لـ "سْنَحَاتْ الْخَيْلْ" والمتعلقة بجمالية الصناعة التقليدية الأصيلة، "السَّرْجْ" وكل أجزاء مكوناته، ثم تنقيط أناقة سلاح "الْمُكَحْلَةْ" و "الْخَنْجَرْ" و "السِّكِّينْ" وتنقيط "الرْكَابَاتْ" ثم نعل "التّْمَاكْ"، فضلا عن هندام الفرسان حسب خصوصية المنطقة والطريقة، مع الحرص على مستلزمات الفارس والفرس، علاوة عن تنقيط "التَّشْوِيرَةْ" أو "التَّدْبِيبَةْ"، وطريقة التحكم في اللجام وكيفية انطلاق الفرسان على صهوة الخيول، بالإضافة إلى تنقيط "حَرَكَاتْ" اللعب بالْمُكَحْلَةْ، وصولا إلى الطلقة الموحدة مع اعتماد تقنية "الفار".
البديل المقترح في عملية تنقيط أربع أيام من التنافس خلال الدور الأول
لضمان حقوق التنافس الشريف، والإنصاف والعدل خلال تأهل 10 سربات للدور الثاني أقترح في هذا الباب ما يلي:
المنطقي والسليم ـ وهذا رأيي الخاص وغير ملزم لأحد لكنني سأدافع عنه بكل موضوعية ـ يجب اعتماد نسب مئوية من التنقيط اليومي خلال الدور الأول من البطولة الوطنية لكأس الحسن الثاني بدار السلام التي تمتد لأربع أيام. بمعنى الإحتفاظ بنسبة مائوية من مجموع النقط المحصل عليها يوميا، حيث تبقى مضمونة في جعبة "عَلَّامْ الْخَيْلْ" ومصونة في ورقة التحكيم، يستعين بها خلال الدور الثاني كمحصلة ونتيجة للمجهودات السابقة وسط مضمار تراث فن ورياضة التبوريدة.
هذه نتائج "علام الخيل" وجب الاعتراف بها
وهنا أقترح الاحتفاظ بنسبة 25 في المائة من مجموع النقط المحصل عليها في اليوم الأول. ثم بنسبة 50 في المائة من مجموع نقط اليوم الثاني، وكذلك الاحتفاظ بنسبة 75 في المائة من نقط اليوم الثالث، ثم نسبة 100 في المائة من مجموع النقط المحصل عليها في اليوم الرابع.
هذه النسب المئوية ذات الصلة بعملية التنقيط اليومي، تعطي فعلا قيمة مضافة لكل المجهودات المبذولة، المتصلة بتراث فن ورياضة التبوريدة، بل أنها تساهم في تعزيز القيم التواصلية والاجتماعية والبدنية والنفسية لـ "عَلَّامْ الْخَيْلْ" وكتيبة فرسانه، حيث تمكنهم من المرور إلى الدور الثاني مسلحين بما يكفي من الثقة في الذات والتوازن النفسي والعصبي والذهني، ويمكن القول حينئذ أن أربع أيام من منافسات الدور الأول لم تذهب مع الريح سدى، لكنها حقيقة حصيلة نتائج تعكس المثابرة والصبر والجدية في الميدان، والمساهمة في تثمين وتحصين تراثنا غير المادي الذي أضحى عنوانا بارزا في قوائم منظمة اليونيسكو.
ضرورة إلغاء معامل "إثنان" في اليوم الأخير من الدور الثاني لنهائيات البطولة
في سياق متصل، ولتعزيز قيمة شفافية ووضوح هذا المقترح/البديل لصيغة وأسلوب التحكيم الحالي، الذي وصفه بعض المراقبين والمهتمين بحقل لغة الخيل والبارود بـ "المجحف" و "التعسفي" في حق النخبة الوطنية من فرساننا "الْبَّارْدِيَّةْ مَّالِينْ الْخَيْلْ" مع استحضار ـ طبعا ـ حسن نية اللجنة المنظمة والحكام لهذه البطولة التراثية في هذا المحفل الوطني بعرس التراث بدار السلام ـ لتعزيز هذا المقترح/البديل ـ يجب أيضا إلغاء آلية المعامل المضروب في إثنان لمجموع النقط المحصل في اليوم الأخير، حيث يعتمد التنقيط بشكل عادي مثل الأيام السابقة للدور الأول، والدور الثاني لذات البطولة الوطنية لكأس الحسن الثاني.
على سبيل الختم:
اعتقد أنه حان الوقت لفتح باب الاجتهاد القانوني، والنقاش العمومي الجاد والمسؤول لتطوير صيغة وأسلوب وطريقة التحكيم والتنقيط، في أفق تجويد وتثمين وتحصين تراثنا وموروثنا الثقافي الشعبي المتعدد الروافد والخصوصيات على مستوى لغة سنابك الخيل والبارود، في سبيل أيضا إنصاف كل مجتهد في ميدان فن ورياضة التبوريدة.