Monday 2 June 2025
رياضة

دوري أبطال أوروبا: إليكم ما لا تعرفونة عن "إنريكي" المدرب العنيد وقائد ثورة سان جرمان

دوري أبطال أوروبا:  إليكم ما لا تعرفونة عن "إنريكي" المدرب العنيد وقائد ثورة سان جرمان لويس إنريكي

توج باريس سان جرمان الفرنسي، بلقب دوري أبطال أوروبا التاريخي في كرة القدم، الذي حققه رفقة المدرب الإسباني لويس إنريكي، بعدما نجح من خلال أساليبه الصارمة والطموحة في تغيير كل شيء في نادي العاصمة، وذلك بعد عشر سنوات من انتصاره الأول مع برشلونة.

في الماضي القريب، كان باريس سان جرمان يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، وكيليان مبابي، لكن حاليًا بات طابع المدرب إنريكي يطغى على الفريق.

حتى قبل الفوز التاريخي يوم السبت على إنتر الإيطالي بنتيجة 5-0 في ميونيخ، أصبح الإسباني البالغ 55 عامًا هو الوجه الأبرز للفريق خلال الموسمين الماضيين. لكن مساهمته اللافتة في قيادة سان جرمان للفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين بعد 24 شهرًا من وصوله، نقلته إلى بعدٍ جديد، ليُصنَّف بين أعظم المدربين في تاريخ النادي، وأحد أفضل المدربين في العالم.

لطالما بدا أن إنريكي، المهاجم السابق الذي ارتدى قميصي الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، يعاني من قلة التقدير كمدرب من الطراز الرفيع، إذ رأى البعض أن فوزه بدوري الأبطال مع برشلونة في موسمه الأول عام 2015، يعود إلى اعتماده على الثلاثي الذهبي "MSN" (ميسي، سواريز، نيمار).

قال إنريكي قبل خوض النهائي الثاني له، بعد عشر سنوات: "العمل الذي قدمته في برشلونة كان استثنائيًا، وأجرؤ على قول ذلك".

وأضاف: "قال الناس إن الفوز بدوري الأبطال مع ذلك الفريق كان سهلًا، لكن رأينا أن الأمر ليس كذلك".

أما في باريس سان جرمان، فلم تكن المهمة مجرد إدارة فريق بأسلوب لعب ناضج، بل مُنح مدرب منتخب إسبانيا السابق حرية مطلقة لإجراء تغييرات جذرية عند وصوله في صيف 2023. حينها، سئم النادي من الاعتماد على النجوم وما يرافقهم من جدل وتذبذب في الأداء، وأراد إحداث ثورة خاصة به.

لقيادة هذه الثورة، اعتمد الرئيس القطري ناصر الخليفي والمدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس على ابن خيخون، رجل ذو خبرة وشخصية قوية، منُح صلاحيات لم يحصل عليها أي مدرب من قبله.

عند وصول إنريكي، بعث النادي برسالة واضحة: "المدرب هو أفضل من يجسد المشروع. هو من يملك المفاتيح والرؤية. يتمتع بالشرعية والمعرفة، ويعرف ما يريد".

سريعًا، وضع إنريكي بصمته، فعرفته الجماهير الفرنسية بأسلوبه ومزاجه وأفكاره المبنية على الاستحواذ، والضغط عند فقدان الكرة، ورغبته في فرض النظام داخل غرفة تبديل الملابس...

في نظر إنريكي، لا ينبغي لأي لاعب أن يكون فوق الفريق، حتى النجم كيليان مبابي، الذي أثبت نفسه تدريجيًا كرمز للنادي.

منذ وصوله، طالب إنريكي بجهاز بقيمة 15 ألف يورو لرصد المؤشرات الفسيولوجية للاعبين، ويخضع اللاعبون للاختبار مرة أو مرتين أسبوعيًا، وفق مصدر مقرب من النادي.

كما لاحظ المدرب تراجع أداء المدافع نوردي موكييلي، ما دفعه إلى التخلي عنه وإعارته إلى باير ليفركوزن الألماني في صيف 2024.

وفي فيلم وثائقي بثّ على التلفزيون الإسباني في الخريف، ظهر إنريكي وهو يلقي محاضرة على مبابي، الذي بدا غير مكترث، لإقناعه ببذل جهد أكبر دفاعيًا. وبعد إعلان انتقاله إلى ريال مدريد، لم يتردد إنريكي في إبقاء مهاجم فرنسا على دكة البدلاء بانتظام خلال النصف الثاني من موسم 2023-2024.

ويتابع المصدر ذاته: "التعايش مع لويس إنريكي صعب بالنسبة للاعبين من الطراز الرفيع".

كما وقعت خلافات مع عثمان ديمبيليه في بداية الموسم، بسبب تأخره عن التمارين، ما أدى إلى استبعاده من السفر إلى لندن في أكتوبر، وتعرضه لاحقًا لانتقاد علني بعد طرده في ميونيخ.

وصف ديمبيليه في أبريل أسلوب الضغط الذي يعتمده المدرب قائلًا: "كان يردد دائمًا: إذا لم تضغطوا أو تدافعوا، فهناك من سيأخذ مكانكم. لذا، جميعنا ندافع".

لكن إنريكي خفف من حدته تجاه ديمبيليه، الذي أصبح له دور محوري، فوظفه كمهاجم وهمي منذ ديسمبر 2024. وهي خطوة تطلبت التفكير مليًا، إذ أسند إليه مهام صناعة وإنهاء الهجمات، رغم افتقاره أحيانًا للدقة أمام المرمى.

يقول أحد المقربين من النادي: "لويس إنريكي قادر على تطوير أي لاعب، سواء كان شابًا أو صاحب خبرة"، مضيفًا: "يتحدث 'لوتشو' مع معظم اللاعبين يوميًا، وغالبًا ما يكون برفقته الطبيب النفسي خواكين فالديس".

وأشاد كارليس مارتينيس نوفيل، مدرب تولوز، في فبراير، بعمل مواطنه قائلًا: "يبدو أن إنريكي يتمتع بعلاقة قوية ومتنامية مع لاعبيه. الجميع يبذلون قصارى جهدهم، ويلعبون أدوارهم بوضوح".

أما قائد الفريق ماركينيوس فقال: "عندما وصل، أضاف بصمته الخاصة. شيئًا فشيئًا، نجح في تحسين أدائنا".

وأردف: "عمل كثيرًا أيضًا على الجانب الذهني والتحفيز والتحضير والسلوك. إنه ليس مجرد مدرب يُملي الأوامر. لقد أرشدنا إلى الطريق. لا يتحدث فقط عن كرة القدم، بل عن ما هو أبعد من ذلك".

وتعكس حصص التمارين هذه الرؤية، إذ تسود أجواء حماسية بين اللاعبين الذين يتبعون قائدهم بثقة.

قال إنريكي، وهو مدرك أن أسلوبه لم يلقَ إجماعًا دائمًا، سواء في تجربته مع روما الإيطالي (2011-2012) أو منتخب بلاده (2018-2022): "هوسي هو مساعدة اللاعبين قدر الإمكان. أحيانًا لم أنجح في ذلك".

أما الآن، فقد أصبح نجاحه مدويًا.