في شهادة فكرية وحقوقية مؤثرة خطّها الأستاذ الجامعي السابق والمحامي "امحمد المالكي"، جمع فيها بين صوت الأكاديمي الملتزم وصوت رجل القانون، طرح مساهمته في النقاش العمومي حول قضية الفساد الجامعي بأكادير المثير للجدل بخصوص بيع شهادات الماستر، مستثمرا تجربته الطويلة كأستاذ جامعي وحقوقي ومحامي.
"أنفاس بريس"، تقدم وجهة نظر امحمد المالكي، التي نشرها بحسابه الشخصي بالفايسبوك:
" ترددت كثيرا في الانخراط في ما قيل ويقال ويكتب عن متهم كلية الحقوق بجامعة ابن زهر..و لأنني تشرفت بالتدريس في أربع جامعات مغرببة، ولمدة 35سنة في جامعة القاضي عياض /كلية الحقوق مراكش، كما تشرفت بان كنت عمبدا لكلية الحقوق َواستاذا بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان. لمدة ثمانية اعوام، وكان من حظي ان زرت وشاركت في برامج جامعات كبري في العالم العربي والعاام، فقد عز على نفسي اعتماد الصمت وان كنت لا اميل إلى الكلام غير الدقيق وغير المسؤول ، فقلت لماذا لا إساهم بدوري في تنوير الرأي العام الجامعي و َ الوطني في قضية نتمنى أن يذهب القضاء والسلطات ذات الاختصاص بعيدا في فهم مصادرها والاجتهاد في ايجاد حلول جذربة لها . . َوحيث أصبحت ممارسا للمحاماة بعد نقاعدي الإداري، أعرف حق المعرفة حدود الكلام في ملف من هذا النوع، وأدرك كامل الإدراك ما يقال وما لا يصح قوله.
1- ثمة قاعدة قانونية وأخلاقية أساسية في أنظمة العدالة الجنائية تقضي بان " المتهم. بريء حتى تثبت ادانته"، والحكمة في هذه القاعدة ان المتهم لا يعامل بوصفه مذنبا مباشرة بل يعتبر بريئا حتى تقدم أدلة قوية ضده ، وبصدر حكم في حقه من قبل محكمة عادلة.
2- و َحتى لا أفهم بشكل خاطىء اقول علينا انتظار إنهاء العدالة لعملها المهني. في اعتماد كل خطوات إثبات الجريمة : استدعاء كل من شارك في نسج خيوطها مهما كانت مرتبته َو مكانته. الاعتبارية وإذذاك فقط نحكم على حكم العدالة، علما أن المتهم وكل من سيقع اتهامهم يكفل لهم دستور البلاد حقوق وإجراءات المحاكمة العادلة ، وفي مقدمتها حقهم في الدفاع عن أنفسهم.
3- قضية الفساد في الجامعة المغربية ليست موضوع اليوم أو حتى البارحة.. إنها قديمةًوقد أجريت دراسات وخبرات دولية حولها وأثبتت بطرق ومنهجبات علمية موثوقة وجود فساد في جسم الجامعات المغربية، ونجزم بان الكل يعرف هذا، لكن أغلبيننا صامتة عنه لأسباب كثيرة. والأكثر من هذا كله طفحت على السطح ملفات فساد كثيرة في جامعات مغربية خلال السنين الأخيرة ولم تعرف طريقها إلى المعالجة القانونية اللازمة.. فقد طلت مثل سحابة صيف غير ممطرة.
4- ثم إن جامعة ابن زهر نفسها، التي اشهد شخصيا بأنها تحضن كفاءات علمية كثيرة تشرف البلاد وتقوم بواحباتها المهنبة خير قيام، واشدد على أن كلامي ليس محاباة لأحد لأنني لا أجيد فن المحاباة. بل أتحدث من موقع المعرفة فزملاء كثر كانوا طلابا عندنا في كلية الحقوق بمراكش أو جامعات أخرى وهم كفاءات أكاديمية بها، وأعرف معادنهم، واقدر اقتدارهم العلمي واستقامتهم الأخلاقية. أقول جامعة ابن زهر نفسها على طاولة مؤسستها أكثر من ملف فساد، وأكثر من شكاية للأساتذة والطلاب، بل سبق لبعض الأساتدة ان قاموا باعتصامات لمناهضة الفساد في حرم الجامعة َولا حياة لمن تنادي. وأزيد من الشعر بيتا فأقول أمام مسؤول الجامعة شكاية سرقة علمية منذ نهاية شهر يوليوز الماضي مضمونها يا سادة أن أستاذا بكلية الحقوق ابن زهر سرق مؤلف أستاذه بمسح وازاحة اسم أستاذه ووضع اسمه محله وتدريسه للطلاب منذ العام 2019 _2020 وإلى اليوم مازال محتفطا به ضمن قائمة مَلفاته بسيرته الذاتية على الشبكة العنكبوتبة.
5- المطلوب في هذا الملف الذي نتمنى على العدالة الذهاب بعيدا في معالجته وفق القانون والعدالة هو أن تتعمق في البحث، وأن تمارس بضمير مهني ووطني. كامل الصلاحيات الممنَوحة لها دستوريا وقانونيا من أجل استرجاع هيبة الجامعة المغربية ودورها المركزي في بناء مجتمع المعرفة والدفاع عن قيم الاسنحقاق والكفاءة والتكافؤ.
6- ونتمنى أيضا أن يكون ملف جامعة ابن زهر مناسبة لإطلاق دبنامية جديدة من أجل محاسبة المشاركين في تبديد مكتسبات الجامعة المغربية وما قدمت أجيالها المتعاقبة من الباحثين والأكاديميين من عطاءات وإنجازات، وأن تمتد يد القضاء إلى فاسدين آخرين في كليات وجامعات مغربية أخرى إلى جانب جامعة ابن زهر، فالكثير منهم معروفون وأعمالهم المشينة في حق البلاد والعباد بدأ يشار إليها بالبنان.
7- وختاما، كان من قدري ان حظيت بزيارة جامعات كثيرة في محيطنا العربي ، وإلى حد ما الدولي، ولمست قيمة الجامعة المغربية في تكوين كفاءات كثيرة هي اليوم أسماء بارزة و وارنة في بلدانها، وتشرف المغرب وسمعته..فحتى تبقى جذوة الجامعة المغربية متّقذة وساطعة علينا مجتمعا وسلطات أن نجعل من فساد جامعة ابن زهر بداية تاريخ جديد لتطهير الجامعة المغربية َوارجاعها إلى ادَوارها المطلوبة. و المنشودة في البناء والتحصيل.. ألم نكن نحن بناة أول جامعة في العالم... هي جامعة القرويين ؟؟"