Saturday 17 May 2025
كتاب الرأي

أنور الشرقاوي: سفاح وقاتل.. إسمه ارتفاع ضغط الدم   

أنور الشرقاوي: سفاح وقاتل.. إسمه ارتفاع ضغط الدم   
17 ماي، اليوم العالمي لمكافحة ارتفاع الضغط الشرياني: حكاية قنّاص وسفاح  اسمه " آل التانسيون "
تخيّلوا المشهد: حيّ عتيق في قلب مدينة الرباط، نائم تحت شمس الظهيرة الهادئة، لا يسمع فيه سوى همس الرياح بين الأزقة الضيقة.
فوق مئذنة، يختبئ قنّاص خفيّ. لا يُرى، ولا يُحسّ، اسمه «آل.التنسيون». على نسبة AL Capone. لا يصرخ، لا يلوّح، لا يُحدث جلبة... لكنه يطلق الرصاص.
أول رصاصة صوبها نحو القلب: اخترقت عضلته، فأرهقته، جعلته يتضخم، يتعب، ويتعثر في النبض كمن فقد لحن الحياة.
ثم التفت إلى الدماغ: طلقة سريعة، فاندفع الدم كما يندفع السيل الجارف في الوادي، فكتم الفكر، وأسكت اللسان، ومسح الذاكرة كما تُمسح آثار الأقدام على رمال الشاطئ.
ثالث أهدافه كانت الكليتان: تحوّلتا من مصفاة نقية إلى غربال مثقوب، فتسربت السموم في مجرى الدم كما تتسلل مياه الصرف في أزقة المدينة القديمة.
ثم وجّه فوهة بندقيته نحو العينين: فأصاب الشبكية، وتمزقت الرؤية، وغطّى البصر غبار صحراوي كثيف، كأنه حجاب من نسيان.
خامس الطلقات طالت الأبهر والشرايين الكبرى: جدرانها انتفخت، توشك على التمزق كأنبوب سقي مهترئ، لا يقوى على الصمود في وجه الزمن.
سادس الرصاصات صوب نحو الشرايين التاجية: المسالك التي تغذي القلب سُدّت، تراكمت فيها اللويحات، كأنها سوق مكتظ لا منفذ فيه للمرور.
ثم أطلق رصاصته الأخيرة على الشرايين الطرفية: فتثاقلت الأرجل، تيبّست، وغاب عنها الأكسجين الذي كان يمنحها نشوة الرقص على أنغام موسيقى الشعبي.
سبع رصاصات... وقنّاص واحد. وطالما بندقيته ما زالت محشوة، فلا أحد في مأمن.