Saturday 17 May 2025
مجتمع

براءة معتقلي فجيج وشرعية الاحتجاج

براءة معتقلي فجيج وشرعية الاحتجاج محمد ابراهيمي ورضوان مرزوقي
قضت المحكمة الابتدائية ببوعرفة يوم الإثنين 12 ماي 2025 ببراءة المناضلين ابراهمي محمد (موفو) ومرزوقي رضوان الذين وجهت لهما النيابة العامة تهما تتعلق بإهانة موظفين عموميين أثناء ممارستهم لمهامهم المنصوص عليها الفصل 263 من مجموعة القانون الجنائي، والمساهمة في تنظيم مظاهرة غير مرخص بها المنصوص عليها في ظهير 1958 المتعلق بالحريات والعامة، ومقاومة تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة المنصوص عليها في الفصل 308 من القانون الجنائي، زيادة على تهمة العود بالنسبة للمناضل ابراهمي محمد (موفو).

وتجدر الإشارة إلى أن المتهمين اللذان كانا يتابعان في حالة اعتقال بالنسبة للأول وحالة سراح بمقتضى كفالة بالنسبة للثاني كانا مؤازران خلال أطوار هذه المحاكمة بالأستاذين عبدالواحد بنعيسى وعمر بن علي من هيئة وجدة ومحامين آخرين من هيئات أخرى، كما تابع المحاكمة إطارات سياسية وحقوقية وجمعوية، ومنابر إعلامية محلية وجهوية ووطنية.

وفي حديث هاتفي مع ابراهيمي محمد عضو التنسيقية المحلية للترافع عن قضايا فجيج أكد أن التحقيق معهما حول الأفعال المنسوبة إليهما استمر في مفوضية الشرطة بفجيج مع عناصر الضابطة القضائية زهاء 12 ساعة، وقد أنكرا جملة وتفصيلا كل التهم المنسوبة إليها، واعتبرا الشكاية المقدمة ضدهما من طرف أحد المستخدمين التابعين للشركة الجهوية المتعددة الخدمات للماء والكهرباء وسائل التطهير كيدية ولا أساس قانوني لها من الصحة، والغاية منها هو لجم نضالاتهما المشروعة من أجل قضايا الساكنة في إطار تنسقية الترافع عن قضايا مدينة فجيج.

وحول الحكم ببراءته رفقة رضوان مرزوقي، أكد ابراهمي محمد أن كل التهم الموجهة لهما كانت فارغة ولا تستند على أساس أو أدلة، وأنهما يساهمان في التأطير وليس التحريض طبقا للدستور والقوانين المنظمة، علاوة على أن الحكم ببراءتهما إن دل على شيء فإنما يدل على مشروعية النضالات التي تخوضها ساكنة فجيج ضد خوصصة الماء، وتفويت خدمات هي في الأصل مشتركة منذ القدم. ناهيك على ان المجلس البلدي كجهاز منتخب أقر بالإجماع رفض التفويت قبل أن ينقلب تحت ضغوطات معينة بات يعرفها الخاص والعام.

أخيرا، وإذ نهنئ محمد ابراهيمي ورضوان مرزوقي المفرج عنهما، وتأكيد براءتهما، فإننا ندعو إلى اعتماد أسلوب الحوار لحل مشكل تفويت تدبير الماء الذي يزيد في تأزيم وضع مأزوم أصلا، واعتماد المقاربة الديموقراطية القمينة بالاستجابات للحاجيات الاقتصادية والاجتماعية، والتصدي للهشاشة، ورفع التهميش والاقصاء في جميع المجالات.
 
الصديق كبوري/ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان