الثلاثاء 30 إبريل 2024
سياسة

تطوان .. المجلس العلمي يتمرد على التزام العلامة سي محمد يسف بشأن مدونة الأسرة!

تطوان .. المجلس العلمي يتمرد على التزام العلامة سي محمد يسف بشأن مدونة الأسرة! محمد الشنتوف، رئيس المجلس العلمي المحلي( يمينا) ومحمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى
من المنتظر أن ينظم نادي الاتحاد بتطوان، يوم الخميس 18 أبريل2024، ندوة في موضوع: "فلسفة الإرث في الإسلام". وحسب أصل إعلان هذه الندوة، هناك مشاركة رئيس المجلس العلمي المحلي، الأستاذ محمد الشنتوف. ورئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، الأستاذة حسناء داود. وعضو المجلس العلمي المحلي الأستاذ محمد المشكوري. وتسيير الأستاذ جعفر ابن الحاج السلمي، عضو المجلس العلمي المحلي.
 
ولا شك أن إعلان هذه الندوة  وتوقيتها ومضمونها، وتركيبة متدخليها، يطرح جملة ملاحظات:
 
أولا: لقد تبرأت الأستاذة حسناء داود في تدوينة على الفايسبوك مما حصل: "لا علم لي بهذا النشاط نهائيا!!!. لقد تم إدراج اسمي وصورتي في هذا المنشور دون سابق إعلام ولا استشارة ولا إذن. ولذلك فإنني أستنكر مثل هذا الإجراء. وأستغرب من مثل هذا التصرف!!!".
ثم أعقبت ذلك في خانة التفاعلات بالقول: "السلام عليكم ورحمة الله. ليكن في علم الجميع أن هذا الإعلان وهذا المنشور قد تم إعلانه دون أي استشارة معي ولا سابق إعلام ولا تنسيق .... والحقيقة أنني لا أدري كيف يمكن لأية مؤسسة أو ناد أو هيئة أن تنظم نشاطا وأن تدرج فيه أسماء أشخاص لا علم لهم بالموضوع بتاتا!!!".
وعقب ذلك تم سحب  مشاركة الأستاذة داود من ملصق الندوة، هي الأخرى بذلك الستار على تدوينتها. وبهذا يكون هذا النشاط يتولاه بالتمام والكمال، المجلس العلمي، ويخدم به إطارا آخر. وهذه وضعية نشاز، في عمل المؤسسات، تؤشر على فقدان بوصلة السير. 
 
ثانيا: هذه الندوة حسب ما يظهر، لم تكن مبرمجة في البرنامج السنوي للنادي، بل تم إسقاطها بفعل حسابات الاختراق الأصولي لإشعاع النادي. فكان بذلك المجلس العلمي في خدمة  أجندات أصولية بإعارة الأرحام. لأن ملف إصلاح مدونة الأسرة هو الآن بيد أمير المؤمنين. وقد كان بإمكان المجلس مطارحة ذلك قبل هذا التوقيت، إذا كانت نيته ترشيد التصورات. لكنه كان من أهل الكهف وقت الكلام، ليستيقظ متأخرا ليسخر لسانه في مخطط التشويش الأصولي على نظر صاحب الأمر.
 
ثالثا: فإذا استثنينا رسالة هذا المعطى في التسيب والتشغيب  في ندوة  المجلس العلمي بنادي الاتحاد، فليس لهذه الأسماء المشاركة، ما تقدمه على مستوى المضمون، في "فلسفة الإرث في الإسلام". فالأستاذان الشنتوف والمشكوري أصوليان، سيرددان بالرغم من مسوح التقية، أطروحة "الإسلام السياسي". فضلا، عن كون حالة  الشنتوف الآن، لا تسمح بأن يكون موضع الاستماع إليه، بعد أن  أبطل بعناده صلاة الآلاف في عيد الفطر،بد بتعمد الخطأ في تلاوة السورة رغم تنبيه المصلين له. أما الأستاذ السلمي، فبالرغم من استنارته، ومواقفه المعروفة الرافضة للأصولية، فإنه لن يكون من موقع التسيير، إلا في خدمة خلفية حساباتها في التشويش على مرجعية إمارة أمير المؤمنين. لذلك ما زال هناك متسع من الوقت لكي ينزه وضعه الاعتباري وحرمة المؤسسة التي ينتمي إليها من كل شبهات التنطع. ولا نحسبه إلا رجل أصول وآداب، نأمل ألا يخيب ظن نخبة المدينة فيه.
 
رابعا: أما نادي الاتحاد في أنشطته، وإشعاعه، فليس هناك ما يمنع من مطارحة هذا الموضوع. لكن بالتأكيد أن حصيلة الندوة لن تسلم من معادلة  التقاطبات حول ملف المدونة. وقد يرتد ذلك سلبا على تنوع النادي وحيويته.ناهيك عن أن المغرب بحكم خصوصيته قد بلور قواعد الاشتباك /التدافع، الخاصة به.إذ أن هناك آدابا مرعية أثناء تحكيم صاحب الأمر. وحتى في باب التقاضي، تنتهي المرافعات مع عتبة المداولة، فما بالنا وقد أصبح ملف المدونة  تحت النظر السامي لمستودع البيعة والتسليم.
لكل هذا ، وجب الانتباه لأصالة مغربية في تتويج مدارات الاختلاف، لا تنفصل مدينة تطوان عن أفقها الخلاق!