السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

فؤاد زويريق: برامج رمضان التافهة تعكس سبب إفلاس قنواتنا التلفزية

فؤاد زويريق: برامج رمضان التافهة تعكس سبب إفلاس قنواتنا التلفزية فؤاد زويريق
أظن أن بعد كل هذه الأيام من مشاهدة ومتابعة المسلسلات المغربية، اتضح لي جليا أن لا جديد في قنواتنا المفلسة، وأن لا شيء تغير أو سيتغر، فأينما وليت وجهك تم تفاهة ورداءة.
 
لا يوجد هناك عمل درامي واحد يفرحك ولا عمل يغريك بالمتابعة، كل العناصر الفنية مفقودة في أعمالنا الدرامية، انعدام الكفاءة في الكتابة وفي الإخراج وفي التصوير... وحتى التشخيص الذي كنا نمدحه في المواسم السابقة تحول جله إلى نمطية مملة، فقليلون هم الممثلين الذين نجوا من هذا الفخ وأبانوا على موهبتهم وقوتهم في الاستمرار وسط الرداءة المحيطة بهم، بل حتى مسلسل ''بين لقصور'' الذي كنت قد مدحته واخترته مقارنة مع ما لدينا من عاهات درامية، وراهنت على متابعته حتى آخر حلقة، لم يتغير إيقاعه ولم يتطور بناؤه الدرامي وأصبح يشكل بالنسبة لي عبئاً ينبغي التخلص منه، ولولا بعض الممثلين الذين يشكلون فيه مركز قوة لتوقفت عن مشاهدته قبل أيام.
 
وحتى لا يستمر هذا النزيف الفكري والنفسي الذي أعاني منه كلما أُجبرت على الجلوس أمام قنواتنا المعطوبة فنيا، قررت أن أتوقف نهائيا على تتبع كل ما تجود به علينا من برامج ومسلسلات رمضانية، وتغيير الوجهة نحو قنوات تحترم جمهورها، أقول أُجبرت لأنني فعلا مجبر على اقتراف هذه الجريمة في حقي، بحكم ارتباطي بالمشهد الفني والثقافي المغربي، وطمعا في تشجيع المنتوج الوطني، وها نحن قد شجعناه وتحملناه وضحينا من أجله بأيام متتالية من هذا الموسم رغم قرفه، حتى لا يظهر علينا من بعد أحد اللاعبين في هذه المهازل وينعتنا بالكفر والعدمية واللاوطنية كوننا لا نشجع سوى الريال والبارصا ونهمل البطولة الوطنية.
 
أعرف أن قراري هذا لن يغير من الأمر شيئا، ولن يؤثر على نسبة المشاهدات (العالية) التي يتباهى بها صُناع الفشل، بل ولن يشعر به أحد لكن على الأقل سيريحني نفسيا من توتر أخذ مني ما أخذ، وأعرف أيضا أن بعض الفشلة المشاركين في هذه الفظاعات كتبوا وسيكتبون كلما اشتد عليهم الخناق على صفحاتهم السوداء (القافلة تسير والكلاب تنبح)، وهي عبارة أضحت أكثر رخصا من سلعتهم من كثرة تداولها ولا تبرئهم بقدرما تدينهم، بل وتُظهر هشاشة فكرهم وعدم قناعتهم أصلا بما اقترفوه في حقنا، كونهم لا يستطيعون الدفاع عنه بالحجة والبرهان، ورغم ذلك سنتابع النباح فهو أشرف لنا من الصمت، أما القافلة التي يتحدثون عنها بكبرياء اللصوص فهي مجرد بهائم مفلسة لن تغنيهم عن التسوّل ولا عن لعق أحذية أسيادهم.