الجمعة 3 مايو 2024
في الصميم

والي الدارالبيضاء وصبر سيدنا أيوب !

والي الدارالبيضاء وصبر سيدنا أيوب ! عبد الرحيم أريري
في كل يوم تضيع من أعمار مستعملي الطريق بالدار البيضاء، بين ساعة وساعة ونصف في كل فترة ( صباحية ومسائية)، بسبب الاختناقات المرورية وفوضى التنقل. أي أن المرء يضيع في اليوم مابين ساعتين وثلاث ساعات هباء في زحمة شوارع البيضاء.
 
 إذا أسقطنا السائقين أو الموظفين الذين لايتحركون كثيرا، وأحصينا فقط أولئك الذين يعدون من مستعملي الطريق بكثرة (سائقو الطاكسي والحافلات، محامون، موزعون، مسعفون، وكلاء تجاريون، مقاولون صغار، الخ.....) قد نجد بأن 500 ألف أو 300 ألف مستعمل للطريق بالبيضاء يفقد مابين 2 و3 ساعات هباء في اليوم.
 
أي أن هناك خسارة تتراوح بين 600 ألف ومليون ساعة في اليوم تضيع من الميزانية الزمنية للبيضاويين، وهي مدة تقتطع على حساب أعصابهم وصحتهم واحتياجاتهم لتخصيص الساعات الضائعة فيما ينفعهم (رياضة أو تبضع أو اللعب مع الأبناء او فقط يمشي الفرد للدار "يتصنت لعظامو").
 
وعلى افتراض أن كل ساعة تكلف 50 درهما لهاته الأطر المذكورة ( وهي أقل نسبة)، فإن حجم الضياع الاقتصادي يتراوح يوميا بين 30 مليون و 50 مليون درهم، أي في السنة يضيع هؤلاء المواطنون في قيمة تقدر بين 11 مليار و18 مليار درهم بسبب تخلف السلطة عن تنظيم مرفق السير والجولان بما يتناسب مع حجم الدارالبيضاء. ( للمقارنة جهة البيضاء تضم حظيرة من 2،1 مليون سيارة وجهة باريس  تضم 27 مليون سيارة!!).
 
في الدول المتمدنة تؤخذ هذه الإحصائيات على محمل الجد لاتخاذ التدابير المستعجلة والضرورية لتطويق خسارة مستعملي الطريق لمالهم ولصحتهم من جهة، ولتجويد مرفق التنقل من جهة ثانية، وتحقيق جودة العيش الحضري من جهة ثالثة، والحرص على أن تصب كل تلك التدابير العمومية في خلق المناخ الملائم لتوسيع وعاء إنتاج الثروة بالمدينة لتبقى الحاضرة قاطرة الجذب والاستقطاب ومنبتا لضخ الثروة في خزينة البلاد.
 
فهل سيلتقط الوالي محمد امهيدية الميساج لتخفيف عذابات سكان الدار البيضاء مع محنة النقل والتنقل لتسريع الأوراش المبرمجة والمعطلة من جهة، وللضغط على السلطة الحكومية لتمكين الدارالبيضاء من موارد مالية استثنائية لإخراج ماورد في التصميم المديري من مشاريع إلى حيز الوجود في أقرب الآجال(على الخصوص: القطار الجهوي RER، وطريق 40 (la voie de 40)، وترحيل الأنشطة المينائية وترحيل درب عمر...)؟!
 
في انتظار ذلك، نلتمس من العلي القدير أن يرزقنا صبر أيوب لتحمل العيش في زحمة كازا بلانكا، وما ذلك على الله بعسير.