الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
مجتمع

محمد الديش: لم نستفد من درس زلزال الحسيمة والدولة مطالبة بجبر ضرر الحوز وباقي المناطق الجبلية

محمد الديش: لم نستفد من درس زلزال الحسيمة والدولة مطالبة بجبر ضرر الحوز وباقي المناطق الجبلية محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل ومشهد من دمار زلزال الحوز
يرى‭ ‬محمد‭ ‬الديش،‭ ‬رئيس‭ ‬الائتلاف‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجبل،‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭ ‬لم‭ ‬تضع‭  ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬ضمن‭ ‬أولوياتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أبقاها‭ ‬دائما‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬التهميش‭ ‬والعزلة،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواقص‭ ‬ومظاهر‭ ‬الهشاشة‭ ‬والفقر‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬والهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬ووفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬الحوامل،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مرافق‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والشغل،‭ ‬مشيرا‭ ‬بأن‭ ‬تنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬يعد‭ ‬أولوية‭ ‬بفعل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والتزامات‭ ‬المغرب‭ ‬بإحداث‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬داعيا‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بالجبل‭ ‬وبلورة‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬خاصة‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجبلية‭.‬
 
 كيف‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬الاستقلال،‭ ‬لازالت‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬والعزلة‭ ‬وضعف‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬؟‭ ‬
 أعتقد‭ ‬أن‭ ‬مكمن‭ ‬الخلل‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬مختلف‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أبقاها‭ ‬دائما‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬التهميش‭ ‬والعزلة،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬المغربية‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أولويات‭ ‬أخرى،‭ ‬وهي‭ ‬تعزيز‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬على‭ ‬الساحل،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬مقولة‭ ‬المغرب‭ ‬النافع‭ ‬والمغرب‭ ‬غير‭ ‬النافع‭ ‬سيدة‭ ‬الموقف،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬المغرب‭ ‬غير‭ ‬النافع‭ ‬فيه‭ ‬مستويات،‭ ‬وتبقى‭ ‬الجبال‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواقص‭ ‬ومظاهر‭ ‬الهشاشة‭ ‬والفقر‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬والهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬ووفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬الحوامل،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مرافق‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والشغل،‭ ‬وهذه‭ ‬الوضعية‭ ‬استهلكنا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التشخيصات‭ ‬بخصوصها،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬مطالبة‭ ‬بإقرار‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والعادلة‭ ‬بجميع‭ ‬التراب‭ ‬المغربي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬يعد‭ ‬أولوية‭ ‬بفعل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬،‭ ‬والتزامات‭ ‬المغرب‭ ‬بإحداث‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وبفعل‭ ‬التزاماته‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والبيئية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مهدورة‭ ‬لدى‭ ‬ساكنة‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬وهذا‭ ‬فيه‭ ‬إحراج‭ ‬للمغرب‭ ‬وإضعاف‭ ‬لوضعه‭ ‬ولمؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ .‬
 
 وأنتم‭ ‬تتابعون‭ ‬مجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬بالمناطق‭ ‬التي‭ ‬ضربها‭ ‬الزلزال،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬حصيلة‭ ‬مرعبة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى،‭ ‬يسجل‭ ‬المراقبون‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدواوير‭ ‬المنكوبة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مسالك‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬انهيارات‭ ‬صخرية،‭ ‬فكيف‭ ‬تنظر‭ ‬للموضوع‭ ‬من‭ ‬زاويتك‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬لو‭ ‬توفرت‭ ‬بنيات‭ ‬تحتية‭ ‬كافية‭ ‬بهذه‭ ‬المناطق‭ ‬؟‭  ‬
صحيح‭..‬كما‭ ‬قلت‭ ‬فالزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬إقليم‭ ‬الحوز‭ ‬جد‭ ‬مؤلم‭ ‬ومؤسف،‭ ‬حيث‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬وضمنهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وشيوخ،‭ ‬وهي‭ ‬كارثة‭ ‬طبيعية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إيقافها،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬وإنقاذ‭ ‬عدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬الضحايا،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬يموت‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬قامت‭ ‬بمجهود‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬ووسائل‭ ‬الإنقاذ‭ ‬وتوظيف‭ ‬آلياتها‭ ‬ومواردها‭ ‬البشرية‭. ‬ويحز‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬أن‭ ‬المسالك‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬صالحة‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬أتلفت‭ ‬بسبب‭ ‬الانهيارات‭ ‬الصخرية،‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬تدخل‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬علما‭ ‬انه‭ ‬تصلني‭ ‬نداءات‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬دواوير‭ ‬معينة‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليهم،‭ ‬ولازالوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الضحايا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬بوسائلهم‭ ‬الخاصة‭. ‬وقد‭ ‬كنا‭ ‬دائما‭ ‬نطالب‭ ‬بتوفير‭ ‬مسالك‭ ‬آمنة‭ ‬كفيلة‭ ‬بتمكين‭ ‬ساكنة‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬الطرق‭.‬‭.‬و‭ ‬أنا‭ ‬تساءل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمروحيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬إقامة‭ ‬مستشفيات‭ ‬ميدانية،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرسلها‭ ‬المغرب‭ ‬لمختلف‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمناطق‭ ‬ذات‭ ‬رواج‭ ‬اقتصادي‭ ‬وسياحي‭ ‬لكانت‭ ‬الأمور‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬فساكنة‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬عاشت‭ ‬الفقر‭ ‬والتهميش‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬العادية،‭ ‬وهاهي‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬الخذلان‭ ‬وهي‭ ‬تترقب‭ ‬التدخل‭ ‬لإنقاذها‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬علما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تفصلها‭ ‬سوى‭ ‬70‭ ‬أو‭ ‬80‭ ‬كلم‭ ‬عن‭ ‬مراكش‭ ‬أو‭ ‬تارودانت‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭  ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بزلزال‭ ‬الحوز،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬ضرب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬والتي‭ ‬ليست‭ ‬تحت‭ ‬المجهر،‭ ‬حيث‭ ‬ضرب‭ ‬مناطق‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تارودانت‭ ‬ووارزازات‭ ‬وتنغير‭ ‬وأزيلال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحوز‭ ‬وشيشاوة‭ ‬ومراكش،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬المتضررين‭ ‬والتخفيف‭ ‬عليهم،‭ ‬وأيضا‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬وتعويض‭ ‬المتضررين‭ ‬في‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬وبيوتهم‭ ‬وجبر‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحقهم‭ ‬سواء‭ ‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬مجهودا‭ ‬كبيرا‭. ‬وأشير‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬أن‭ ‬الائتلاف‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجبل‭ ‬قادر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬القائمة‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجميع‭ ‬المساعدات‭ ‬وأيضا‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬المتضررين‭ ‬في‭ ‬الدواوير‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضائه‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬تارودانت‭ ‬وأزيلال‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬جمعها‭ ‬بمختلف‭ ‬المناطق‭ .‬
 
من‭ ‬جملة‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬إبان‭ ‬زلزال‭ ‬الحسيمة‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬هو‭ ‬صعوبة‭ ‬المسالك‭ ‬وتشتت‭ ‬الدواوير‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬ومضاعفة،‭ ‬وقد‭ ‬مرت‭ ‬حوالي‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة،‭ ‬لكننا‭ ‬نجد‭ ‬نفس‭ ‬المعاناة‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬زلزال‭ ‬الحوز‭‬،‭ ‬فلما‭ ‬لم‭ ‬تفكر‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬في‭ ‬تجميع‭ ‬هذه‭ ‬الدواوير‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬تسهيل‭ ‬إمكانية‭ ‬الولوج‭ ‬لمرافق‭ ‬عمومية‭ ‬وبنيات‭ ‬تحتية‭ ‬ممركزة‭ ‬وبالتالي‭ ‬ترشيد‭ ‬النفقات‭ ‬العمومية؟‭   ‬
مع‭ ‬الأسف،‭ ‬ما‭ ‬يسجل‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستعدة‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬لزلزال‭ ‬الحسيمة،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬زلزال‭ ‬الحوز،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬خلال‭ ‬عقدين‭ ‬توفير‭ ‬الآليات‭ ‬واستباق‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬زلزال‭ ‬بمخططات‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمة‭ ‬والمخاطر،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬توفير‭ ‬بنك‭ ‬للدم،‭ ‬وبنك‭ ‬خاص‭ ‬المؤونة،‭ ‬وبنك‭ ‬خاص‭ ‬بالخيام‭. ‬وبدل‭ ‬مركزتها‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حدوث‭ ‬الكوارث‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فيضانات‭ ‬أو‭ ‬زلزال‭ ‬أو‭ ‬حرائق،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬العمل‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬توفيق‭ ‬الخدمات‭ ‬والمنشآت‭ ‬الصحية‭ ‬والمسالك‭ ‬الطرقية،‭ ‬وآنذاك‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أشكال‭ ‬التعمير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭. ‬وقد‭ ‬طرحنا‭ ‬عبر‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬الجبل‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬قانون‭ ‬التعمير‭ ‬لخصوصيات‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬واحترام‭ ‬المعمار‭ ‬التقليدي‭ ‬لهذه‭ ‬المناطق‭ ‬والثقافات‭ ‬الأصيلة‭ ‬للمغرب‭.. ‬أكيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬معمار‭ ‬معين‭ ‬لكل‭ ‬منطقة‭ ‬على‭ ‬حدى،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬المعمار‭ ‬بضمان‭ ‬الأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬وإمكانية‭ ‬كونه‭ ‬مضاد‭ ‬للزلازل،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬ضمان‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬تجمع‭ ‬سكني‭ ‬للمرافق‭ ‬الضرورية‭ ‬من‭ ‬مستوصف‭ ‬ومسالك‭ ‬آمنة‭ ‬حقيقية‭..‬
 
 سبق‭ ‬لبعض‭ ‬الفرق‭ ‬البرلمانية‭ ‬وفعاليات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬الحالية‭ ‬أن‭ ‬تقدمت‭ ‬بمقترح‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يلاحظ‭ ‬هو‭ ‬التعاطي‭ ‬ببرود‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟
نلاحظ‭ ‬وجود‭ ‬مستويين‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬فمنذ‭ ‬انطلاق‭ ‬ترافعنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬ملائمة‭ ‬والقانون‭ ‬التشريعي‭ ‬الملائم‭ ‬للمناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬كبير‭ ‬بأولوية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬ترافعنا‭ ‬وإنصات‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬النيابية‭ ‬دفع‭ ‬حزبين‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬مقترحي‭ ‬قانون‭ ‬خاصي‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬فريق‭ ‬معين‭ ‬ظل‭ ‬منذ‭ ‬السبعينيات‭ ‬يطرح‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بالجبل‭ ‬يكون‭ ‬مصيره‭ ‬التجميد‭ ‬في‭ ‬الرفوف‭. ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬توفرت‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتم‭ ‬تبني‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭. ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬متميز‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الغرفة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬يقابله‭ ‬برود‭ ‬وتجاهل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحكومة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سؤالكم،‭ ‬ونحن‭ ‬نعول‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬واستعداد‭ ‬المشرعين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الذهاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬للجبل‭ ‬في‭ ‬المستوى،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬قانون‭ ‬يتطلب‭ ‬تعديله‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬4‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وطبعا‭ ‬لدينا‭ ‬مقترح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬وقد‭ ‬أتيحت‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬نقاشه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬رئاسة‭ ‬البرلمان‭ ‬وستتاح‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬نقاشه‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬البرلمانية‭ ‬ومع‭ ‬مختلف‭ ‬هيئات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬استكمال‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬توقيع‭ ‬لتقديم‭ ‬الملتمس‭ ‬التشريعي‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وسنطرح‭ ‬هذا‭ ‬الملتمس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بالجبل‭ ‬وبلورة‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬خاصة‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬التنمية‭ ‬المجالية‭ ‬"سياسة‭ ‬الجبل"‭.