تسير الأمور في عالم الكرة، خاصة الملعوبة بالقدمين والرأس قبل بضع سنوات فقط إلى ما لا يمكن تخيله، حيث تتسابق الدول بطريقة مباشرة بالتجنيس،أوغير مباشرة عبر أحد أغصانها لشراء لاعبين بمبالغ خيالية، لخلق الفرجة ب"مداعبتهم" للكرة في الميادين.
ولكي لا تبقى هذه الملاعب فارغة ممن يصفق ويهتف بأسماء هؤلاء الذين تم "اقتناؤهم" بمبالغ مالية تفوق ميزانية دول في هذا العالم، أضحى التفكير في "كراء" جماهير لملء الميادين في كل مقابلة، وذلك للتصفيق والهتاف، ورفع لافتات ووووو، حيث سيشكل ذلك الخليط (cocktail) لوحة فنية مصطنعة لتسويقها للعالم عبر شاشات التلفيزيون، يواكبها صوت معلق يصيح بما أوتي من قوة، يعنف اللغة يمينا ويسارا :"يوزاااااع"، "هدف عالمي خيالي"، "رأسية عالمية"، "هناك لمسة"، "الرجوع إلى الفار".
وفي العالم الآخر الذي يتابع "عن بعد" أمام الشاشات في المقاهي والحانات، نجد المتفرج "معلقا"، خارج التغطية، لمدة تفوق الساعتين، يتابع ويحتج على المدرب، ويعاتب لاعبا أضاع الكرة أو آخر بالغ في المراوغة.
الوصفة أصبحت مربحة، لكن عمرها قصير جدا، حيث سيتسلل الملل إلى نفوس هذا الجمهور "عن بعد" الذي مازال مجانيا، وسيغادر فضاءات الشاشة مع كثرة المباريات، وعنف صوت المعلقين عليها، وهذا طبيعي، ما يهدد إذن تجارة الفرجة عن بعد بالكساد.
بعد هذا الإفلاس، قد لا نستغرب إذا ما استيقظ يوما ما مالك فريق ما، وقال لزبانيته: أريد أن أشاهد فريقي لوحدي، ويمنع النقل التلفزي، قائلا: اشتريت اللاعبين ،وشركاتي تمرر الإشهار، لكن لم يبق هناك من يشتري بضاعتي "إذن مغاديش يتفرجوا في فرقتي".
هنا تعود الأمور إلى قصص أبناء الدوار حيث إذا غضب مالك الكورة تنتهي "الفرجة" بانسحابه و"كورته" تحت إبطه.
هنا تعود الأمور إلى قصص أبناء الدوار حيث إذا غضب مالك الكورة تنتهي "الفرجة" بانسحابه و"كورته" تحت إبطه.