Thursday 19 June 2025
كتاب الرأي

أحمد نورالدين: حول قصة القنصلية الإيطالية في تندوف!!

أحمد نورالدين: حول قصة القنصلية الإيطالية في تندوف!! أحمد نورالدين
 في أعقاب الإعلان الجزائري الإيطالي عن فتح قنصلية في تندوف، الذي جاء ليتوج سلسلة من الأعمال العدوانية لم تستثن حتى المجال الرياضي، بمناسبة البطولة الدولية لكرة القدم للشباب في سن أقل من  17 سنة من خلال البتر المتكرر عمدا للجزء الاخير من النشيد الوطني المغربي، ومن خلال صفير الجمهور اثناء عزف النشيد الوطني المغربي، وقبلها في البطولة العربية لكرة القدم للناشئين في سبتمبر 2022، حيث تعرض اللاعبون المغاربة الشباب إلى اعتداء جسماني همجي، بالإضافة إلى منع طائرتي المنتخبين المغربيين للشباب من التحليق فوق الأجواء الجزائرية، وغير ذلك من الاستفزازات والعراقيل التي تضرب في العمق روح وفلسفة المنافسات الرياضية الدولية التي خلقت لتكون سفيرا للسلام بين الشعوب والأمم ولتنشر المحبة والإخاء، لا لتكرس الحقد والكراهية كما يسعى إليه النظام العسكري الجزائري دون كلل ولا ملل بمناسبة وبغير مناسبة، امام هذه الوقائع أرى أنه من المناسب توضيح النقاط التالية حول قصة القنصلية في تندوف:  
1- فتح قنصلية في تندوف هو اعتراف بهزيمة الدبلوماسية الجزائرية أمام الدبلوماسية المغربية، لأن الجزائر اصبحت تقلد ما يقوم به المغرب في إطار دبلوماسية القنصليات بالعيون والداخلة، ونحن نعلم أن ابن خلدون يقول: الأمم المهزومة تقلد الأمم التي انتصرت عليها، وهذه الخلاصة يؤكدها علم الاجتماع السياسي..

2- فتح قنصلية ايطالية في تندوف هو ردة فعل على مطالب المغاربة باسترجاع الصحراء الشرقية، وهذا يؤكد الخوف والهلع الذي زلزل أركان النظام العسكري الجزائري بعد تصاعد الأصوات داخل المغرب باسترجاع صحرائنا الشرقية التي اغتصبها الاستعمار الفرنسي وضمها إلى الجزائر الفرنسية، وهي أراضي تفوق مساحتها مليون ونصف مليون كلم2 ،وتضم إلى جانب تندوف مدن أدرار، تميمون، عين صالح، بشار، بني عباس، ايغلي، الخ، وتضم كل واحات توات، كورارا، القنادسة، الساورة..، وهذا ما تؤكده وثائق الخزانة الملكية بالرباط، وملاحم المقاومة التي قادها ابناء الصحراء الشرقية بقيادة عمال وقواد وباشوات السلطة المخزنية بتلك الاقاليم ضد الاستعمار الفرنسي، وهذا ما يؤكده أيضآ الأرشيف الفرنسي والأماني والبريطاني، وغيره.
 
3- فتح قنصلية في تندوف والتصريح المشترك الإيطالي الجزائري حول كون القنصلية ستوجه خدماتها للجزائريين وما اسماه البيان "بالجالية الصحراوية"يعتبر اعلانا عن وفاة الكيان المزعوم في تندوف وإقرار بأن جمهورية ابن بطوش لا وجود لها ويعتبرها البيان مجرد جالية فوق التراب الجزائري.

4- إيطاليا ورغم حصولها على امتيازات في حقول النفط والغاز، ورغم حصولها على أسعار تفضيلية للغاز الجزائري والتي اعلن عنها عبد المجيد تبون خلال زيارته لروما، رغم كل ذلك إيطاليا لم تقدم اي تنازل للجزائر في ملف الصحراء، لأن تندوف إلى حدود الساعة تعتبر مدينة تحت الإدارة الجزائرية، وفتح قنصلية بها لا يشكل اي خرق للقانون الدولي إلى حدود الساعة، وبالتالي فالجزائر أنفقت مليارات الدولارات من احل لا شيء.
 
وبذلك يكون النظام العسكري الجزائري قد اثبت مرة أخرى أن الذين يمسكون بمقاليد الأمور هواة وليسوا محترفين، وفي كل مرة ينقلب سحرهم ضدهم، وكما يقول المثل الدارج "كلما جاء يكحل العين يعميها". 
 
وختاما، المغرب ماض في مسيرته نحو بناء دولة متقدمة علميا وصناعيا وتكنولوجيا، وماض في تعزيز السيادة الوطنية والصناعية والغذائية والطاقية والصحية لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وآخر نقطة بيضاء في هذا المسار الطويل هي الإعلان عن سيارة مغربية الصنع والإبداع تستعمل الهيدروجين الأخضر، أما النظام العسكري الجزائري فهو ماض في تبديد مئات المليارات من الدولارات على شراء ذمم وأصوات الدول ضد المغرب، وماض في تبديد ثروة الشعب الجزائري على خردة السلاح الروسي الذي لم ينفع حتى أصحابه ضد اوكرانيا..

والخلاصة  هي  أن القافلة المغربية تسير نحو بناء القدرات وتعزيز المكتسبات السيادية في كل المجالات، وجنرالات النفط والغاز ينبحون عبثا لعرقلة السير ..