الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

مريم زينون: علاقة النظام الجزائري بتاريخ المغرب وثقافته خلقت ما يسمى بـ “المسرح الاجتماعي” المتمثل في مسرح النكتة

مريم زينون: علاقة النظام الجزائري بتاريخ المغرب وثقافته خلقت ما يسمى بـ “المسرح الاجتماعي” المتمثل في مسرح النكتة مريم زينون والشرنقريحة وعبد المجيد تبون
هناك قراءات لما يحدث من طرف النظام الجزائري يمكن رصدها كالآتي:
سلوكات غير سوية من طرف النظام الجزائري (وليس الشعب) الذي يتهم المغرب بقرصنة ثقافته وتراثه وفنه.
-قراءة تحليلية نفسية لهذه الظاهرة:
التمحور حول الآخر يتجلى في شقين:
الآخر كصديق، ويتمثل في الاحتياج إليه والارتباط به عاطفيا...الآخر كعدو، من خلال الاعتماد على ردة فعله المضادة حينما يوجه إليه اتهام جارح وينتظر في المقابل ردة فعل تقترن باسمه كشخص للإعلاء من قيمته.
ويتضح أن الجزائر أو بالأحرى النظام الجزائري الحاكم يتمحور حول المغرب باعتباره عدوا له، ويتمركز حول توجيه اتهامات للمغرب من أجل خلق استفزازات تنتج عنها ردود أفعال وآراء مقوية وداعمة لعقدة الفخامة والتضخم لدى نظام وحكام الجزائر.
-التحليل النفسي يوضح أن نظام الجزائر في أمس الحاجة للمغرب الذي يرى فيه قوة عسكرية وجودة وتميزا ثقافيا وعظمة سياسية، هذا النظام الذي يصف نفسه كقوة ضاربة انطلاقا من قوة التمركز السياسي التي يستمدها من تمحوره حول المغرب كعدو(من وجهة نظره)، حيث يركز بشدة على المستجدات التي يعرفها المغرب فيمحورها لصالحه وينسبها لنفسه ليستمد منها قوته، وذلك مرجعه إلى الافتقار إلى الإحساس بالأمان والنقص، مما يؤكد أيضا من خلال ارتباط اسم الجزائر بالمغرب من خلال تسليط الضوء للإعلام الجزائري ومستعملي مواقع التواصل الاجتماعي المأجورين على المغرب ، لإثارة الانتباه إلى علاقته الندية بالمغرب والتي ليست في الأصل متكافئة نهائيا .
-يبرز علم النفس الاجتماعي أن ما يحدث في النظام الجزائري من قرصنة ونسب معالم بعض الأحداث التاريخية له، هو أزمة هوية اجتماعية لدى النظام الحاكم لعدم إحساسه بالأمان السياسي والتاريخي والثقافي والجغرافي.
-تؤدي علاقة النظام الجزائري بالمغرب من خلال القرصنة والافتراء الكاذب والادعاءات الوهمية إلى خلق ما يسمى بالمسرح الاجتماعي المتمثل في النكتة ومسرح السخرية ومسرح الفكاهة داخل الساحة الاجتماعية بالمغرب، هذا المسرح مبني على التغير السلوكي والتقلبات الاجتماعية لدى حكام الجزائر التي تدعو إلى الشك والاستغراب من قبل الشعب المغربي.
-تتقوى المناعة السيكولوجية لدى الشعب المغربي بسبب تمحوره الذاتي حول تاريخه ووطنه، عكس النظام الجزائري المتمحورة حول الآخر، وامتداد صلة الشعب المغربي بتاريخه جعله يكتسب مناعة نفسية بآليات وميكانيزمات دفاعية مسالمة وسلمية كالتنكيت وروح الدعابة أمام الاستفزازات الخارجية خصوصا الوافدة من الجزائر الشقيقة كالعنف الرمزي واللفظي.
-يعيش النظام الجزائري أزمة هوية اجتماعية مما يجعله يوجه انتقادات واتهامات للمغرب قصد إشباع عقدة الفخامة وبناء الأنا المسلوبة سياسيا واجتماعيا، فكلما حقق المغرب إنجازا رياضيا أو ثقافيا أو اقتصاديا إلا ونسبه لنفسه.
-القوة الضاربة" شعار مردد عند نظام الجزائر مقابل شعار السلم "خاوة خاوة" عند المغاربة، ما يترجم أزمة الهوية لدى الجزائر و تجذر الهوية لدى المغرب.
-"الوصفة البيضاء": المغرب باعتباره متمحور حول ذاته، مطالب بالتكاثف الشعبي وبالتركيز على الهوية الثقافية والوطنية و حول مقدساته، وكذا التركيز على تكريس ثقافة الوعي المرتبطة بالأسرة والتنمية البشرية، مع العمل على خلق الفجوة -علم النفس السلوكي- بين المثير (الاستفزاز القادم من النظام الجزائري) والاستجابة (ردة فعل من الشعب المغربي) للمحافظة على دائرة النفوذ السلمي وتجنب جو الاحتقان السياسي.

 

                                                            مريم زينون، أخصائية سيكولوجية