الأحد 6 أكتوبر 2024
فن وثقافة

مندوب الثقافة بطنجة متهم بمنع تقديم كتاب حول تاريخها

مندوب الثقافة بطنجة  متهم بمنع تقديم كتاب حول تاريخها

عمَّمَ الباحث والمترجم "عثمان بن شقرون" عبر الفايسبوك  عبارة  "مندوب الثقافة في طنجة يمنح قاعة العروض للبعض ويمنعها عن البعض" وأضاف  "قريبا سأراسل والي جهة طنجة تطوان عن هذه المحسوبية التي صدرت من مندوب الثقافة بطنجة حول منع تقديم كتاب حكاية طنجة".

"أنفاس بريس" اتصلت بـ "عثمان بن شقرون" وأفاد أنه سبق له أن أودع يوم 27 -06 -2014 في الحادية عشرة صباحا طلبا في مندوبية الثقافة بطنجة من أجل تقديم كتاب "حكاية طنجة" بتاريخ 05 يوليوز 2014، وأكد محاورنا أن النائب لم يكن موجودا ولا المسؤولة عن تلقي الطلبات، موضحا أنه انتظر قليلا ثم انصرف بعد أن أخذ رقم هاتف المندوبية إذ كانت المسؤولة المذكورة في مهمة خارجية حسب إفادة عثمان بن شقرون الذي قال : "بعد ساعة ونيف من الزمن من انصرافي أجريت مكالمة مع السيدة المسؤولة التي أبدت تفاهما كبيرا وأخبرتني أن تاريخ 05 - 07- 2014 محجوز سلفا من طرف جمعية ما" وأضاف المتحدث نفسه أن السيدة المسؤولة قالت إنها ستـُهاتف مسؤولي الجمعية لتطلب منهم أن يتركوا له القاعة في ذلك اليوم. وطلبت منه العودة في يوم الغد. وأشار أنه عاد للمندوبية وأخبرته المسؤولة أن التوقيت المطلوب (بعد صلاة العشاء والتراويح) أمر غير ممكن، وأوضح أنه أخبرها بتقديمه لإصدار جديد في نفس التوقيت السنة الماضية. وأفاد أنها قالت له بالحرف : "إنها أوامر المندوب الجديد" وقدمت أمام عينيه موافقة على طلب كان قد أشر عليه المندوب بخصوص استغلال قاعة العروض في فترة (ما بعد العصر). وقال : "الأمر الذي جعلني أتساءل بكل عفوية إن كان هذا النائب الجديد مغربيا أو أجنبيا عن المجتمع المغربي" وهي إشارة من "بن شقرون" أن نشاطا ثقافيا مثل تقديم كتاب لا يُستساغ أن ينظم في رمضان بعد صلاة العصر، وبخصوص رد المسؤولة عن طلبه لإجراء تقديم الكتاب على الساعة العاشرة ليلا أفاد بن شقرون أنها أردفت قائلة "إن وافقت على تاريخ كهذا – ما بعد العصر –  فيلزمك أن تذهب بطلبك ليؤشر عليه رئيس الدائرة"، وقال إنه وضح لها أن توقيت ما بعد صلاة العصر غير ممكن، مُبرزا أنه انصرف للبحث عن قاعة أخرى ولم تكن سوى قاعة بنادي رجال ونساء التعليم ابن بطوطة المؤدى عنها. "إلى حدود الأمس - يقصد (الأربعاء) - كان الأمر عاديا بالنسبة لي حتى تفاجأت بمنشور دعوة على صفحات الفيسبوك، وفيها يتشرف السيد المندوب المحترم بدعوة العموم إلى حضور معرض للفن التشكيلي في نفس الزمن (العاشرة ليلا ) والمكان اللذين سبق لي أن طلبتهما وتمَّ رفضهما ". يُضيف عثمان بن شقرون مُخاطبا أصدقائه عبر الفايسبوك بعبارة  "المرجو تقاسم خبر منع القاعة لفضح هذه السلوكات".

وفي اتصالنا بالسيدة المسؤولة عن تلقي الطلبات بمندوبية وزارة الثقافة بطنجة أكدت أن النشاط الخاص بالمعرض التشكيلي هو نشاط داخلي خاص بالمندوبية، ويُفهمُ من ذلك أن الأنشطة الخاصة بالمندوبية يمكن أن تنظم في الساعة العاشرة ليلا أما الأنشطة غير الخاصة بالمندوبية فتنظم نهارا، وبعد سؤالنا هل هناك نص تنظيمي أو مذكرة يؤكدان هذا الإجراء، طلبت منا المتحدثة الاتصال بالسيد المندوب للمزيد من التوضيح، وعند اتصالنا بمندوب وزارة الثقافة بطنجة " المصباحي العربي "، قال أن نشاط تقديم كتاب "حكاية طنجة" لم يُرفض بل وجب حسب إفادته التأقلم مع واقع وإكراهات الإدارة، مبرزا أن المندوبية تتعامل بالخصوص مع الجمعيات ولا تتعامل مع "الأشخاص الذاتيين" في إشارة منه أن المندوبية لا تتعامل مع فاعل ثقافي دون إطار مُحتضن (جمعية مثلا). كما وضح أن السيد بن شقرون طلب استغلال رواق المعارض الفنية ولم يطلب قاعة المحاضرات، مبرزا أن الأخيرة رهن الإشارة. كما وضح المندوب أن من بين الإكراهات التي تواجهها الإدارة بقاء العنصر البشري بالمندوبية ليلا من العاشرة إلى الواحدة، وفي تناقض تام مع إفادة الكاتب والمترجم عثمان بن شقرون حول تأكيده أن مسؤولة الاستقبال طلبت تأشيرة رئيس الدائرة إذا كان النشاط سينظم على الساعة العاشرة ليلا، ردَّ المندوب أنه لا علم له بذلك وأن الأمر غير صحيح مُبرزا أن العمل الأدبي والفني عمل حر ولا يمكن طلب تأشيرة رئيس الدائرة لتنظيم نشاط ثقافي بالمندوبية.

وتجدر الإشارة أن كتاب: "حكاية طنجة" هي الترجمة التي أنجزها الكاتب عثمان بن شقرون لكتاب المؤرخ والأديب الطنجي أحمد بروحو Histoire de Tanger.  ويقول عنها بن شقرون: "حكاية طنجة" إذن بعيدا عن أي تجنيس أدبي، هي نص متميز يحكي تاريخ طنجة من منظور جديد ومختلف. نص يصنع الأسئلة ويثير التفكير ويخلخل المفاهيم ويجرؤ على البوح بما لا يباح به. نص يكرس أعرافا جديدة في كتابة التاريخ (تاريخ طنجة). ويطرح أكثر من سؤال إشكالي حول علاقة التاريخ بالحكاية وعلاقة الذات بالموضوع ومسألة الفصل بينهما". وعن أحمد بروحو فهو كاتب طنجي فرنكوفوني غزير الإنتاج معظم أعماله تصب في تاريخ حاضرة طنجة، وهذا أول عمل له يترجم إلى اللغة العربيةHistoire de Tanger ، وهو من أهم أعماله. أما المترجم عثمان بن شقرون فله ترجمة سابقة هي كتاب:

- " منطقة طنجة الفريدة مظاهرها المختلفة، وما يمكن أن تصبح لو..." ترجمة.

- رواد الصحافة الوطنية في طنجة على العهد الدولي، 1949-1953 محمد قاسم الدكالي نموذجا، مقاربة وثائقية. تأليف