السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

كوكاس: اتحاد كتاب المغرب مشلول ولم يبق منه إلا العنوان

كوكاس: اتحاد كتاب المغرب مشلول ولم يبق منه إلا العنوان عبد العزيز كوكاس
يعيش اتحاد كتاب المغرب اليوم وضعا متأزما، إذ تواجهه تحديات غير مسبوقة، خاصة بعد فشل تنظيم مؤتمري طنجة والعيون، مما دفع عددا من النخبة المثقفة للتذكير بما لعبه من أدوار منذ تأسيسه وبين أدواره الحالية، وكذا التشكيك في نوايا حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي جعل من وضعية هذه المؤسسة الثقافية موضوع نقاش.
وللوقوف عند أراء عدد من المثقفين المغاربة حول الوضع الحالي للاتحاد، وكذا الغوص في خلفياته، تواصلت صحيفة  "أنفاس بريس"، مع الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس.
 
ما هي قراءتك للوضع الحالي لاتحاد كتاب المغرب أو ما اعتبره البعض أزمة؟
شهد اتحاد كتاب المغرب سباتا طويلا منذ أزمة مؤتمر طنجة وتداعياتها التي شلت هذه المؤسسة الثقافية العتيدة، وبعد الإعلان فجأة عن تنظيم مؤتمر الاتحاد بمدينة العيون، وهو ما اعتبر تهريبا واختباء وراء قضية وطنية محط إجماع المغاربة ولم تعد بحاجة إلى التوظيف من طرف أي جهة، ارتفع الجدل من جديد حول المأزق الذي وصله اتحاد كتاب المغرب الذي يدل برأيي على أنه أصبح جثة يُبحث لها عن مراسيم للدفن بطريقة مخجلة، مع جمع بعض النائحات والنائحين وجوقة من المعزيات والمعزين فيما يسعى البعض لتسميته مؤتمرا استثنائيا، دون أي أثر لهذا الاستثناء الذي يجب أن يشكل نقطة انطلاق مغايرة لمؤسسة عتيدة من حجم اتحاد كتاب المغرب.
 
لا يمكن الحلم بالعودة إلى ذات الوضع الذي كان عليه اتحاد كتاب المغرب في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ذلك زمن ولى بكل سياقاته والنفس الإيديولوجي والملحمي الذي حكمه، لكن كان من الممكن البحث عن وجود مغاير لمؤسسة عتيدة وفق الأسئلة الجديدة التي تطرحها قضية الثقافة والمثقفين اليوم.
 
بما تفسر هذه الصحوة المفاجئة للاتحاد وأعضائه؟
لا أرى في الجدل الدائر اليوم أي صحوة لعودة مؤسسة وطنية من حجم اتحاد كتاب المغرب إلى مركزها الرمزي، ويجب ألا تكون لدينا أوهام كبرى، نعم، كان من المنتظر أن تشكل محطة مؤتمر اتحاد كتاب المغرب الاستثنائي مرة أخرى، فرصة لتدارك ما تبقى من قوة وفعالية هذه المؤسسة الثقافية، التي أصبحنا فقط نحنّ بنوستالجيا عبرها لجزء من تاريخ الذاكرة الثقافية الباذخة لمغرب زمان، هل جثة اتحاد الكتاب في حاجة اليوم للدفن؟ 
 
أعتقد إن كان سيموت هذا الشلو الذي تبقى من اتحاد كتاب المغرب، فعلى الأقل أن يموت بشرف ونكون شهودا على طقوس دفنه بكل الحزن والأسى والأسف.. نحن شهود على هذا الخدلان الذي سارت إليه مؤسسة عتيدة كان يمكن أن تتحول إلى بيت لكل كاتبات وكتاب المغرب بشكل ديمقراطي يعكس النضج والغيرة لدى نخبة المملكة على ما تبقى من رمزية في مؤسسة اتحاد كتاب المغرب التي لم يعد وضعها يرضي عدوا ولا حبيبا.. نحن في الحقيقة لم تكن لنا رغبة سوى أن يتبقى لنا من مؤسسة اتحاد كتاب المغرب سوى كساء على الأقل نشم فيه رائحة الأسلاف وجزءا من صراع الذاكرة المغربية للحفاظ على قيم الحداثة والتقدم والديمقراطية التي ظل اتحاد كتاب المغرب حاضنا ورافعة لها.. وليست لنا مطامع لا في أجهزتها ولا في قيادتها.
 
كيف يمكن أن يستعيد الاتحاد والمثقفون دورهم المتوهج في المجتمع المغربي ويعودوا للواجهة؟
من لا زال يحلم بالمثقف العضوي، والأدوار الطلائعية للمثقفين فهو لم يفهم تبدلات الزمان وأهله، مضى ذلك الزمن الذي كان فيه المثقف ينوب عن العامة ليقول الكلام المحتبس في حناجرها، اليوم العامة تبني لغتها وبلاغتها الخاصة وتعبر عن نفشها بلا وسائط.. ما نطمح إليه هو محاربة ذات الأمراض التي لحقت المجتمع كيف مست الحقل الرمزي والمساهمون في الإنتاج الرمزي للأمة، من ثقافة الهميزة والإغراق فيما أسميه التقنوقراطية الثقافية بدل المساهمة في محاربة التقليد وتفكيك الأحصنة التي يتوارى خلفها وهو ما لا تستطيعه العامة لأنها تفتقد للوعي الذي يملكه المثقف.
 
ماذا تقول في الاتهامات التي تفيد أن هذه الصحوة جاءت لأغراض حزبية لكون حزب الاتحاد الاشتراكي يقف خلفها؟
أعتقد أن أزمة اتحاد كتاب المغرب هي بنيوية وإن تجلت اليوم في أشخاص بعينهم، وفي لحظة بعينها، ولا أعتقد أن ما تعيشه هذه المؤسسة الثقافية وليدة موقف سياسي اليوم، اتحاد الكتاب مشلول منذ زمان، ولم يبق منه إلا العنوان، ولا توجد لا صحوة ولا أغراض حزبية.. هناك خلل في العمق يجب أن يعلمنا طرح الأسئلة العميقة لمعالجته بموضوعية وتجرد.