الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

عبد الإله حسنين:عبد الواحد الراضي والطفولة الشعبية

عبد الإله حسنين:عبد الواحد الراضي والطفولة الشعبية الفقيد عبد الواحد الراضي
غادرنا إلى دار البقاء الأستاذ عبد الواحد الراضي رحمة الله عليه، المربي الفاضل وأستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس والسياسي الملتزم بحزبه وقضاياه والمناضل على مختلف الواجهات الحقوقية والنقابية والكاتب السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والبرلماني الوطني والعربي والمتوسطي والدولي وأحد مؤسسي حركة الطفولة الشعبية.. حيث تحمل مسؤولية كتابتها العامة بعد المؤتمر التأسيسي سنة 1958 إلى جانب صديقه المرحوم الطيبي بنعمر كأحد المسؤولين على قطاع الشباب في الحركة الوطنية وحزب الاستقلال آنذاك.
وقد كان الشهيد المهدي بنبركة الحامل لمشروع بناء المغرب الجديد، مغرب ما بعد الاستقلال، قد استدعي المرحومين عبد الواحد الراضي والطيبي بنعمر إلى جانب آخرين شهر دجنبر 1956 في مركز غابة المعمورة لتحضير ودراسة والاتفاق على القوانين الأساسية لعدد من الجمعيات وعلى رأسها حركة الطفولة الشعبية كحركة تهتم بالطفولة المحتاجة في شتى المجالات والتي تأسست في يناير 1956 بالرباط لتنتشر عبر التراب الوطني.
ويقول المرحوم عبد الواحد الراضي في إحدى كلماته: " وقد كانت الغاية من تأسيس حركة الطفولة الشعبية في إطار روح التعبئة العالية لبناء الاستقلال آنذاك تتمثل في تقديم الدعم والمساعدة للطفولة المحرومة بالبوادي وبضواحي المدن، وترسيخ قيم التضامن بين مكونات المجتمع وخصوصا تجاه الفئات المعوزة، وتعويض العجز الاجتماعي والثقافي الذي تعاني منه."
وإذ نفتخر بانتمائنا لهذه المدرسة التربوية العتيدة والنزيهة؛ فإننا نفتخر أيضا بمختلف الشخصيات التي مرت من هذه المدرسة، مدرسة التطوع والوفاء والاستمرارية والنزاهة، ومن بين هذه الوجوه المرحوم عبد الواحد الراضي الذي بحكم تكوينه الجامعي كان يلح دائما على أن تقدم أي مجتمع لابد أن يقاس بمستوى التربية والتعليم داخله.
وقد ساهم المرحوم إلى جانب الشهيد المهدي بنبركة في المشروع التطوعي الكبير ألا وهو بناء طريق الوحدة في بداية مرحلة الاستقلال والذي كان مشروعا من جهة لتوحيد منطقتي الشمال والجنوب عبر شق طريق للتنقل والتواصل وفك العزلة، ومن جهة أخرى لتربية وتثقيف الشباب حتى يعودوا لمدنهم وقراهم مشبعين بروح التطوع والتضامن والتعاون.
ولا ننسى للمرحوم تلبيته نداء حركة الطفولة الشعبية كلما أسعفته ظروفه ومجالات اشتغاله للحضور في مختلف التظاهرات الفكرية والاحتفالية سواء على مستوى فرع الرباط أو على الصعيد الوطني وتقديره الكبير للمرحوم الطيبي بنعمر ولمختلف الأجيال التي تعاقبت على تسيير وتدبير شؤون الطفولة الشعبية، وكان اعتزازه كبيرا حين حضر إلى جانبنا تدشين فضاء رودياس كفضاء سوسيوتروي موجد لأطفال الملاح.
رحم الله الفقيد..