الجمعة 29 مارس 2024
رياضة

بمناسبة مباراة "أسود الأطلس" والبرازيل...صيام اللاعبين يثير جدلا بين العلماء

بمناسبة مباراة "أسود الأطلس" والبرازيل...صيام اللاعبين يثير جدلا بين العلماء سجود لاعبي المنتخب المغربي
يطرح صيام شهر رمضان تحديات على لاعبي كرة القدم المحترفين.ففي أوروبا، يرفض كثير من لاعبي كرة القدم المسلمين الإفطار في رمضان مهما اختلفت الأسباب والدوافع، ويصرون على الصيام، بل إن بعضهم يرفضون أيضا الإذعان لمدربيهم من أجل الإفطار، ويصرون على الصيام مفضلين في هذه الحالة الجلوس في دكة الاحتياط.
تجدر الإشارة إلى أن نادي برشلونة الإسباني مثلا، يوفر للاعبيهم المسلمين الذين يرفضون الإفطار، جدولا غذائيا خاصا يضعه الفريق الطبي، يخفف عنهم من وطأة الصيام اثناء اللعب.
وهناك مدربون في أندية أخرى، يحترمون معتقدات اللاعبين المسلمين وإصرارهم على الصوم بوضع برامج تدريبية خاصة تنسجم مع أوقات الصيام والفطور.
داخل المغرب وبطولته الاحترافية، لا يطرح صيام اللاعبين أي إشكال بحكم أن جميع المدربين، مغاربة وأجانب يبرمجون الحصص التدريبية بعد الظهر بفارق زمني مناسب عن أذان المغرب.
ونحن نثير هذا الموضوع، لابد من طرح السؤال حول صيام لاعبي المنتخب الوطني المغربي الذين سيواجهون منتخب البرازيل يوم السبت المقبل 25 مارس 2023.
فالمباراة ستجرى على الساعة العاشرة ليلا أي بعد 17 ساعة من الصيام و3 ساعات من الإفطار، بحيث لا يمكن للاعب محترف سيخوض مقابلة من المستوى العالي ضد منتخب يعج بالنجوم أن يصوم.
ويثير صيام اللاعبين الجدل داخل عدد من الدول الإسلامية خاصة العربية منها، فقد سبق لدار الافتاء المصرية أن أباحت بإفطار لاعبي المنتخب المصري في مباراة ضد نظيره الرواندي وهو أغضب جبهة علماء الازهر التي اعتبرت الامر تمييعا للدين.
وبالمغرب، اختلف العلماء في الترخيص للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، بمناسبة جمعتهم قبل سنوات بالمنتخب التوغولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وكاس افريقيا.
وهناك من العلماء المغاربة من يبيح الإفطار في هذه الحالة نظرا لأن اللاعبين المغاربة يعتبرون في عداد المسافرين، إلا أنه هناك بالمقابل، من يرفض الترخيص تماما باعتبار أن كرة القدم لا تعد إلا لعبة في النهاية ليس إلا.
وفي المغرب سوابق شتى، فقد طرحت المسألة أكثر من مرة لكن دائما حين يكون اللاعب على سفر.
فقد سبق أن طرح المشكل بحدة حين شارك فريق الرجاء البيضاوي في أول بطولة عالمية للأندية في العام 2000 التي أقيمت في البرازيل، في شهر رمضان.
وقد احتد الجدل بين مؤيد ومعارض للصيام، لدرجة أن محمد مديح منع من مرافقة الفريق، وكان مساعدا أولا للمدرب الراحل أوسكار فيلوني الذي كان ممنوعا من دخول البرازيل. وهو ما أتاح الفرصة لفتحي جمال الذي كان مديرا لمدرسة الرجاء لمرافقة الفريق إلى بلاد السامبا، ومن تم كانت انطلاقته في عالم التدريب.
وسيبقى الجدل قائما حول الترخيص للاعبي كرة القدم المحترفين بالإفطار من عدمه، مثلما الأمر حاصل في أمور أخرى تدعو إلى الاجتهاد، علما أن الإفتاء في قضايا الدين بالمغرب من مهمة المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وهو المكلف بإصدار الفتاوي، من خلال الهيئة العلمية المكلف بالإفتاء، وهي تجربة رائدة على مستوى تدبير الشؤون الدينية في العالم الإسلامي.