السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

القاسمي: المرأة المغربية ظلت تناضل ضد العنف الجسدي والنفسي والتمكين الإقتصادي وتقسيم الممتلكات..

القاسمي: المرأة المغربية ظلت تناضل ضد العنف الجسدي والنفسي والتمكين الإقتصادي وتقسيم الممتلكات.. الدكتور مصطفى القاسمي والاعلان عن المائدة المستديرة
نظمت مؤسسة القاسمي للتحليل السياسي والدراسات الإستراتيجية شوالمستقبلية التابعة لكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الحسن الأول بسطات بشراكة مع مختبر الدراسات القانونية والسياسية يوم الأربعاء 15 مارس 2023 مائدة مستديرة (حول حقوق المرأة بالمغرب، التكريس القانوني والتحديات المجتمعية)، وقد القى بالمناسبة الدكتور مصطفى القاسمي مداخلة في موضوع" الوعي النسائي.. واستراتيجية الجمعيات النسائية في الدفاع عن حقوق المرأة وترسيخ دولة القانون في المغرب" تنشرها "أنفاس بريس" كالتالي:

بتتبع مسيرة عمل المرأة المغربية نتبين النقلة النوعية التي حققتها عبر التاريخ السياسي والحقوقي للمغرب، والتي يمكن أن نلمس تجلياتها من خلال محطات مختلفة؛تعود أولى الإهتمامات بالمرأة المغربية  إلى سنة  1907 في عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ الذي وضع مشروعا تنظيميا عصريا لحياة المرأة مستمدا من الأساليب التي طبقتها الخلافة العثمانية في تركيا؛ حيث كان السلطان من أكبر المعجبين بنهضتها العربية. أما الوعي النسائي المغربي فقد نشأ من خلال ولوج الفتاة المغربية المدارس الحرة اي مدارس الحركة الوطنية ومن خلال التكوين السياسي الذي راكمته في أحضان كتلة العمل الوطني  والأحزاب السياسية الوطنية حيث كانت جنبا إلى جنب مع الرجل في الدفاع عن البلاد ضد المستعمر، فتقوى وعيها وحملت على عاتقها أمانة حماية العرش والبلاد، وأمام تزايد القمع الذي تعرض إليه المغاربة شعبا ومقاومة على حد سواء تنامى هذا الوعي ليرقى إلى الوعي الوطني وساهمت بشكل كبير في الدفاع عن الوطن. وهكذا نلاحظ ان الوعي النسائي المغربي اول ما نشأ نشأ انطلاقا من المقاومة والمطالبة باسترجاع الاستقلال .واذا كانت الخلايا النسائية الأولى ولدت في أحضان الأحزاب السياسية فإن الأحزاب السياسية في المغرب بعد الإستقلال ستسارع إلى إنشاء العديد من الجمعيات النسائية.

وهكذا تم انشاء سنة 1969الاتحاد الوطني للنساء المغربيات من قبل الأميرة لالة عائشة سفيرة المغرب في روما وقتها وتولت قيادته. وفي سنة 1985 أسس حزب التقدم و الإشتراكية الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب.وانشات منظمة العمل الديمقراطي الشعبي اتحاد العمل النسائي سنة 1987 ثم أنشأ حزب الإستقلال منظمة المرأة الإستقلالية سنة 1988.ثم في سنة 1992 أنشأت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ثم جمعيات النساء التقدميات وبعد ذلك الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة سنة 1993 ثم الجمعية المغربية لدمج المرأة في التنمية.. وبعدها تتالى تأسيس العديد من الجمعيات النسائية؛وهكذا أصبحنا أمام نسيج جمعوي قوي في المغرب انتقل في أهدافه من النضال ضد الإستعمار إلى النضال من أجل حماية حقوق السجناء والدفاع عنهم عقب احداث 1965 و1971و1972.

واذا كانت هذه السنوات قد ساهمت في تراجع دور المرأة لكن هذه المرحلة كان لها دور فعال في تعزيز وجودها كتنظيمات نسائية تنظم في مجموعات تدافع عن حقوق النساء وتعبئة الرأي العام لمساعدة ومساندة السجناء والسجينات لاطلاق سراحهن .

وتجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية التي سلكتها الجمعيات النسائية في مسيرتها انتقلت من النضال والمطالبة بالإستقلال إلى الدفاع عن حقوق المرأة ثم في فيما بعد في عقد التسعينات إلى تدعيمها من خلال المطالبة بتعديل دستور 1972 ودستور 1992 ثم فيما بعد المطالبة بالمساواة والمناصفة. هكذا نجحت الجمعيات النسائية المغربية في بلورة برنامج دفاعي تطوري كان له دور كبير في ترسبخ دولة القانون في المغرب انطلق في بدايته من النضال ضد الإستعمار إلى الدفاع عن السجينات إلى المطالبة بحقوق المرأة؛ فتدعيمها تم المساواة فالمناصفة وأخيرا اليوم المرأة المغربية تناضل ضد العنف الجسدي والنفسي والتمكين الإقتصادي وتقسيم الممتلكات؛ فهنيئا للمرأة المغربية يهودية أو مسلمة بهذا الإنجاز الذي حققته في ظل الملك محمد السادس.