الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الله الكوا: الإتهامات المتبادلة بين الزوجين تبقى رغم أن السبب يوجد خارج مؤسسة الأسرة..  

عبد الله الكوا: الإتهامات المتبادلة بين الزوجين تبقى رغم أن السبب يوجد خارج مؤسسة الأسرة..   عبد الله الكوا
الغلاء أو الزيادة في أسعار المواد، خصوصا المواد المعاشية وبهذا الشكل غير المسبوق، يتطلب تحصينا خاصا وفي كل الأوساط، تتعرض الأسرة اليوم إلى أفدح هزات.... نفسيا ستعيش الكثير من الأسر نقاشات حادة، واتهامات متبادلة حول تحمل مسؤولية المعيشة والأبناء، في الفئات المتوسطة فما بالك بالأسر الفقيرة ...هذه الأخيرة ستسلم وتتهاوى وتواجه قدرا محتوما قد يضحي بأشياء ثمينة في حياتها كحق الأبناء في الدراسة ،ومس الحق في المتابعة الجامعية مثلا، ودفع الشباب كيد عاملة مبكرا ...الاتهامات المتبادلة مع أن السبب يوجد خارج هذه المؤسسة، مؤسسة الزوجين، يعني الأسرة تواجه اليوم الغلاء في الضروري ك : الزيت - الدقيق - السكر - الشاي - غاز البوطان - الخبز - البيض - الخضر، أما الفواكه فغيابها سيكون في الغالب على حساب المائدة التي كانت تتزين بالليمون، والتفاح، والموز مثلا..  وبأشياء أخرى من اجتهاد الأمسيات والطبخ ..

النفسية اليوم ستنساق مع هذا الفهم الخاطيء، في غياب جلسات إعادة التنظيم، وإعادة ترتيب الأساسيات، وسيكثر الخصام واللغط بين من كانا متعايشين مستورين إلى حد ما فيما سبق من سياسات على فشلها ..النصارى بحكم ثقافتهم ووعيهم يستطيعون حل بعض إشكالات المواجهات الإقتصادية ومايترتب عنها من فهم وتحليل لواقع السوق فيخففون على الأسرة بالنقاش الهادىء، وهم الذين لايشترون من السوق إلا مايطبخون في يومهم، فلا تجد النصراني يحمل سلة الخضر، وأكياس الفواكه ،،، تفكيره في اليومي فقط يعفيه من تفكير وتخمينات أسبوع من التغذية الذي ينهك القدرات ..
 
أقول إن المشكل خارج مؤسسة الأسرة اليوم، والنتائج كبيرة على الاستقرار، إذ الطلاق في حالات القهر وارد، وغياب بعض الآباء كرها، وخروج النساء ماعرفت لاش قسرا، والمراهقين يزدادون عنفا وبردود فعل مشينة، وتأثيرات على الصحة، بظهور حالات الاكتئاب، والانتحار بطريقة أو أخرى، والهجرة الشرعية وغير الشرعية.... وجب ممارسة المشي وشم الهواء، والتعرض لأشعة الشمس، والتسلية في الطبيعة هربا طبعا، وتخفيفا من ضغوط اليومي.
 
السياسات الفاشلة في تدبير الأزمات التي تجعل الزيادة في  الأسعار ضاغطة على المواطنين في مختلف الطبقات، هي التي تجعل اليوم بعض الشركات الوسطى والصغيرة ، والمقاولين  بدأوا يغادرون مجالا كان يغنيهم عن أي طلب.... وفي الشارع اليوم، التحقت حالات جديدة أرغمها الخصاص على مد اليد، فالديون ستزداد طبعا دون التمكن من إرجاعها... وهذه معضلة تؤدي إلى إفلاس الأنظمة الصغيرة للأسر، وتقطع مع جزء يسير من الرفاه كانت تمني النفس بالرفع من مستواه..
 
فماذا علينا أن نفعل؟ يبقى هذا تقديري فقط.. بدءا بمخاطبة العائلة بجديد السوق، وتحميل المسؤولين لسياسات خارج الأسرة، وإشراك حتى الأبناء استعدادا لتقديم تنازلات والاقتصاد في المطالب ...

علاوة على إشراك الأسرة حسب أعمار أفرادها في التسوق لملاحظة الأمر فعلا، وإعادة ترتيب الأولويات:
اقتصاد: اللحم والتقليل منه (راه الأطباء كيقولوهاعيني على أهل الصحراء العايبين)، ثم أن الزيت قد ينوب عن الزبد، والجبن، والشاي قد ينوب عن صديقه لحليب ونسكافيه أوالقهوة.. اقتصاد في عدد الوجبات الرئيسية، حيث يمكن أن يصبح العشاء أكثر خفة دون جوع طبعا، ونهج الاقتصاد في استهلاكات الماء- الكهرباء - مقاطعة التلفزة، والنقص من متابعة المواقع و التعبئات... وتأجيل شراء بعض الكماليات الغالية الثمن في الملبس والمربط مثلا تقوية الجانب النفسي والمناعة الجماعية، بأن الحلول لن تكون على حساب الأب أو الأم، أو السب أو الشتم، أو خصام الأبناء: لاعلاقة..

طبعا أقول هذا دون أن أنسى أن النصارى يحتجون عندما تضيق عليهم الحكومات بسياساتها الاقتصادية المتوحشة، انتوما لا، قياس الخير، كملوا على الصبر.. الله إجيب الشتاء .