الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

سعد بوعقبة بسخرية لاذعة للرئيس الجزائري: شكرا لترقيتك سكان الجلفة من مستوى الخرفان إلى حجم الأبقار !!

سعد بوعقبة بسخرية لاذعة للرئيس الجزائري: شكرا لترقيتك سكان الجلفة من مستوى الخرفان إلى حجم الأبقار !! سعد بوعقبة وعبد المجيد تبون
أثار عمود للكاتب الصحافي الجزائري سعد بوعقبة، زوبعة سياسية وإعلامية، بعد إطلاقه أوصافا اعتبرت مسيئة لسكان ولاية الجلفة في الداخل الجزائري، وهو ما استدعى خروجه للاعتذار وتأكيده على أن كلامه لم يفهم في السياق الذي أراده.
وكتب بوعقبة المعروف بأسلوبه الساخر، على موقع “المدار تي في” في مقاله: “إذا اختار الرّئيس تبون فعلا ولاية الجلفة، وبلدية البرين على وجه الخصوص، لمشروع تربية الأبقار، فقد أصاب هذه المرّة عين الحقيقة! فالأمر يُعد ترقية لمنطقة الجلفة، من مستوى الخرفان، إلى حجم الأبقار!”.
وتابع: “حتّى سياسيا.. فسُكّان هذه الولاية، كانوا دائما خِرفانا، وترقيتهُم إلى “أبقار سياسية”، يُعدّ تطورا لافتا!.
وواصل “تتذكرون أنّ ولاية الجلفة، هي التّي تنطلق منها دائما “التّصحيحيات” في الأحزاب لصالح السُّلطة، وهي التّي تنطلق منها المسيرات العفوية المُؤيدة للسّلطة! وهي التّي تتبارز مع ولايات أخرى، في نسبة المُشاركة في الانتخابات بالتّزوير!”.
لذلك فلا غرابة، حسب مقال بوعقبة، إذا انتقلت سياسيا من عاصمة “الخرفان السّياسية”، إلى عاصمة الأبقار، وستبقى علاقة هذه الولاية مع السّلطة الحاكمة “صافية حليب”، بعد تحويلها إلى عاصمة الأبقار الحلوب.
ورغم أن الكاتب واصل متهكما على الدوافع السياسية للسلطة من وراء اختيار مشاريع اقتصادية بعينهما في كل منطقة من البلاد، إلا أن العبارات التي استعملها بخصوص الجلفة وهي ولاية تمتاز بطابعها الرعوي الفلاحي، اعتبرت غير لائقة ومسيئة.
وذكر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، في تدوينة له إن “ما طالعتنا به بعض المنشورات التي تعير أهلنا بولاية الجلفة وقبيلة أولاد نائل كبرى قبائل وطننا ونعتهم بأوصاف لا تليق ولا تقبلها أخلاقيات المهمة ولا يسمح بها القانون، هو بدون شك انحدار وانفراط في حرية التعبير وتصرفات غير مسؤولة، ومس حقيقي بالسيادة وتمزيق للنسيج المجتمعي وتكريس لخطاب الكراهية الذي يجب الاعتذار عنه فوراً ويجري القانون مجراه في مثل هذه التلاعبات التي تمس وحدة شعبنا ووطننا وتتطلب من جميع أبناء هذا الوطن ونخبه نبذ هذه التصرفات وحماية المستقبل من أصحابها وأجنداتهم السيئة”.
من جانبه، ذكر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، على صفحته الرسمية، أن ما كتبه سعد بوعقبة بخصوص “أهلنا في ولاية الجلفة عيب وعار، وسقطة أخلاقية غير مسبوقة، وعنصرية مقيتة مدهشة”.
وفي سياق حملة الاستنكار، أعلنت جمعيات في ولاية الجلفة، تقديم شكوى لمدير الأمن الوطني، حول ما كتبه بوعقبة، معتبرة أن الأمر يندرج في سياق خطاب الكراهية.
وفي رده على ما أحدثه مقاله، قال بوعقبة في تصريح لموقع “أوراس”، إنه يعتذر لسكان الجلفة على ما فهم من كلامه، مشيرا إلى أنه لم يكن يقصد الإساءة لهم، وسيوضح ما قاله في عموده القادم.
وقد نشر الكاتب، في وقت لاحق، مقالا بعنوان بعنوان: رقبتي فداكم يا أهل “أولاد نايل”، اعتذر فيه من سكان المنطقة، وكشف أن زوجة ابنه من المنطقة وأن حفيده اسمه نايل.
وفي الطرف الآخر، رأت آراء أخرى أن الحملة على بوعقبة مبالغ فيها لأن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التهويل، معتبرين أن البعض يحاول تصفية حساباته مع الكاتب باستغلال المقال.
ويعمل سعد بوعقبة في الصحافة منذ 50 سنة، وهو معروف بقلمه اللاذع في انتقاد السياسيين، واشتهر بالخصوص بعموده نقطة نظام، الذي يكتبه منذ عقود.