السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

"العلاقات المغربية الإفريقية من خلال الإعلام" إصدار جديد لمؤلفه الحبيب العسري

"العلاقات المغربية الإفريقية من خلال الإعلام" إصدار جديد لمؤلفه الحبيب العسري الحبيب العسري، إعلامي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
"العلاقات المغربية الإفريقية من خلال الإعلام" عنوان الإصدار الجديد للإعلامي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الحبيب العسري.

ويتناول مسار هذه العلاقات من بوابة الإعلام وعبر تسليط الضوء على أهم الأحداث التي طبعت علاقة المملكة المغربية بعمقها الإفريقي، وكيف رافقها الإعلام والصحافة، وكيف ساهما في نقلها للرأي العام، وفي تحليلها، وفي توثيقها.

الإصدار عدد صفحاته 420 ويتفرع في بابين هما (دور الإعلام في مواكبة وتوثيق الأحداث التي طبعت العلاقات بين المغرب وإفريقيا 1958-1981)(مواكبة الاعلام للعلاقات المغربية الإفريقية في ضوء متغيرات القضية الوطنية 1980-2017) وفصول ومباحث.

واعتمد الباحث منهجية التدرج في الأحداث التي عرفتها هذه العلاقات، مع تركيز المؤلف على دور الملوك العلويين في بناء وضمان استمرارية العلاقات بين المملكة المغربية وإفريقيا وتقويتها، بدءا بمرحلة الملك المغفور له محمد الخامس الذي قاد مشروع تحرر إفريقيا من الاستعمار، وآمن بأن استقلال المغرب لن يكتمل إلا باستقلال البلدان الإفريقية من الاستعمار. فكان له الدور الكبير إلى جانب المغفور له الملك الحسن الثاني في ميلاد فكرة الوحدة الإفريقية، حيث كان الملك الحسن الثاني أحد المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 بأديس أبابا عاصمة إثيوبيا والتي جاءت بعد سلسلة مؤتمرات تمهيدية لفكرة الوحدة الإفريقية، إلا أن هذا الطموح الوحدوي اصدم بالتآمر على سيادة المغرب ووحدة أراضيه، عبر السماح من طرف خصوم المغرب بدخول كيان لا أرض ولاسيادة له عضوا بالمنظمة، لينسحب بعدها المغرب منها، لكنه احتفظ بعلاقات ثنائية استثنائية مع العديد من البلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة.  

الباحث الحبيب العسري توقف كذلك  عند مرحلة العهد الجديد، مرحلة الملك محمد السادس الذي استثمر المكاسب التي تحققت من قبل في علاقة المغرب بعمقه الأفريقي، واختار استراتيجية ذكية في التعامل مع إفريقيا، إذ اعتمد الملك محمد السادس المقاربة الاقتصادية قبل السياسية لتقوية العلاقات المغربية الإفريقية، وانفتح حتى على البلدان التي تعاكس وحدته الترابية وتدعم فكرة الانفصال، ودخل معها إلى جانب البلدان الصديقة في شراكات يحكمها منطق رابح -رابح وهي الاستراتيجية التي أعطت أكلها، ومكنت المملكة من استعادة مكانتها ضمن مؤسسة الوحدة الإفريقية "الاتحاد الإفريقي" عام 2017.

وأبرز الحبيب العسري في كتابه كيفية وحجم المواكبة الإعلامية التي كانت لهذه المراحل التاريخية، وكذا المساهمة الكبيرة التي كانت ولاتزال للإعلام والصحافة في نصرة قضايا المغرب وعلى رأسها مغربية صحرائه، وفي الدفاع عن قضايا إفريقيا من خلال منح الإشعاع الإعلامي اللازم لمبادرات المملكة المغربية في هذا الإطار خصوصا في مجالات التنمية ومحاربة الفقر والهشاشة، وفي الترافع عن إفريقيا في مختلف المحافل الدولية.

مع التأكيد على أن الموضوع فرض على الباحث تخصيص الفصل الأول من بحثه لتبيان علاقة الصحافة بالتاريخ، من حيث أوجه التداخل والتباين.
نبذة عن الحبيب العسري 
 
الحبيب العسري صحفي حاصل على الدكتوراه في التاريخ والإعلام، راكم تجربة مهنية وإدارية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مركزيا وجهويا، وسبق له الاستفادة من دورات تكوينية بالولايات المتحدة الأمريكية ووجمهورية الصين الشعبية وإيطاليا ومصر، كما توج بالعديد من الجوائز في المجال الإعلامي.
وله إصدار سابق حول التلفزيون العمومي: أي مستقبل في زمن التكنولوجيا الرقمية؟