الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

كيف كان سكان المغرب يواجهون الأسود قديما؟

كيف كان سكان المغرب يواجهون الأسود قديما؟ يونس عاشق بجانب صورة للرسام (ردولف إرنست) تعود لسنة 1868 تحمل اسم "قنص الأسود بالمغرب"
\في هذه الورقة التي أعدها "الرَّامِي" يونس عشيق اعتمادا على مصادر تاريخية، يصف فيها لقراء جريدة "أنفاس بريس" كيف كان سكان المغرب الأقصى يخرجون الأسود من عرينها ومخابئها، وطريقة وضع الكمائن لها، فضلا عن نوع الأسلحة التي استخدموها لمواجهة أشرس وأقوى حيوان عاش في الجبال والأدغال والغابات... وأشارت المصادر المعتمدة إلى مجالات جغرافية كانت موطنا للأسود مثل أسفي (عبدة) أو دكالة.

 

حسب مجموعة من المصادر والمراجع التاريخية فقد كان الناس ببلاد المغرب الأقصى "إذا علموا بوجود أسد في مكان محدد، فإنهم يخرجون إليه في جماعات وهم يمتطون جيادهم فيأخذون في قرع الدفوف، والنفخ في النفير، والأبواق كأنهم في حالة حرب".

وفي وصف طريقة صيد الأسود في بلاد المغرب الأقصى تضيف المصادر التاريخية أن هؤلاء المغامرون الأشداء كانوا: "إذا وصلوا إلى مكانه أو مخبئه طوقوه من كل جهة وأطلقوا عليه السّهام والنّبال من بعد استدراجه إلى الخلاء المكشوف، وما أن تؤلمه جروحه حتى يهيج عليهم ويرتمي على الخيل والرجال، ثم يستمرون في ضربه وطعنه حتى يخر ميتا، في وقت كان يسقط فيه منهم عددا من الرجال والخيل".

وذكرت نفس المصادر التاريخية أنهم كانوا أيضا "يصطادون الأسود بالبنادق، فكانوا يعترضون الأسد المترصد بالسّير في صفين وعند رؤيته يصلونه بنيرانهم".

في سياق متصل أورد أحد الأجانب في كتاباته، ـ وهو بالمناسبة ـ ممن كانوا مقيمين بمدينة أسفي سنة 1625، أن صيد الأسود كان يتم على بعد 16 كلم أو 20 كلم من محيط المدينة. وأنه كان من هوايات أهل أسفي وضواحيها.(أي صيد الأسود)

وقد ذكر الإدريسي في كتاب "نزهة المشتاق"، أن منطقة دكالة هي "عبارة عن غيضة كبيرة من الطرفاء والأنشام وكثيرة العليق. وهي أرض تكثر بها الأسود، ربما أضرت بالمار. غير أن أهل تلك الناحية لا يهابونها، وقد تمهّروا في مقاتلتها بأنفسهم من غير سلاح، وإنما يلقون اكسيتهم على أذرعهم، ويمسكون معهم قتاتا من شوك السّدر، وسكاكينهم بأيديهم لا غير. ولقد لقيت منهم الأسود هنالك نكايات، فلا مهابة لها عندهم، بل تخاف ضرهم وتجتنب طرقهم".

 

المصادر المعتمدة في المقال:

ـ مارمول كربخال "إفريقيا ـ الجزء الاول ص.75"

région des Abda.p19 A.Antona.la  

ـ إبراهيم كريدية "أوراق من تاريخ القنص ببلاد عبدة واحمر ودكالة"

"ـ آسفي وما إليه" 1933 محمد بن أحمد العبدي الكانوني

ـ الشريف الإدريسي "نزهة المشتاق "

ـ الصورة للرسام (ردولف إرنست) تعود لسنة 1868 تحمل اسم "قنص الأسود بالمغرب"