الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

تطوان تحتضن لقاء حول دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية

تطوان تحتضن لقاء حول دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية منظر عام لتطوان
بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وتحت شعار " دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية"، من المقرر أن تنظم جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي، بدعم من عمالة تطوان، يوم الأربعاء 11 يناير 2023، بمدينة تطوان، الملتقى الوطني الأول، برئاسة أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكا دور.
هذا الملتقى الذي سيتم فيه الإعلان عن مركز الأبحاث والدراسات حول تاريخ اليهود بالشمال بهدف إرساء الثقافة العبرية، وأيضا انطلاق العمل المشترك حول أرشيف وثائق يهود تطوان الذي تحتوي عليه جماعة تطوان، بشراكة مع  بيت الذاكرة بالصويرة، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام،  ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، وكرسي القانون العبري بجامعة محمد الخامس بالرباط و جمعية الصويرة موكا دور. 
وحسب أرضية اللقاء، يتميز هذا الملتقى بمشاركة عبد الله أوزيتان الرئيس المؤسس لمركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري، وفريد الباشا الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري في المغرب، ومدير كرسي القانون العبري في جامعة محمد الخامس بالرباط، وأبرهام العرار رئيس فيدرالية السفرديين بكندا، ونائب رئيس فيدرالية السفرديين بالعالم، وشخصيات أخرى.
ومن المقرر أن يشهد هذا الملتقى، تنظيم درس افتتاحي علمي يلقيه أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس، حول " دور اليهود في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية "، برحاب رئاسة جامعة عبد المالك السعدي، كما سيتم بمقر جماعة تطوان التاريخي "الأزهر"، تدشين رواق الذاكرة الوثائقية والذي سيعرض وثائق نادرة ليهود تطوان تضمها خزانة جماعة تطوان، ليتم بعد ذلك توقيع اتفاقيتين، الأولى بين رئيس جماعة تطوان والمؤسسات المشاركة في الملتقى، من أجل صيانة وثائق يهود تطوان، والثانية بين رئيس جامعة عبد المالك السعدي والمؤسسات المشاركة في الملتقى، من أجل الأبحاث والدراسات حول يهود تطوان، ليختم الملتقى بزيارة يترأسها أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس، إلى المدينة القديمة انطلاقا من باب العقلة وصولا إلى بيعة إسحاق بن الوليد بحي الملاح، وبعدها زيارة المقبرة اليهودية بتطوان.
ويجسد هذا الحدث الكبير حرص جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي، على تعزيز روافد الهوية المغربية بكل أبعادها المتعددة التي أكد عليها دستور 1 يوليوز 2011 في ديباجته، ( المملكة المغربية ... صيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية ... )، وعلى استحضارهما لحدث تاريخي بارز وراسخ في نفوس المغاربة أجمعين، حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال (11يناير1944)، 
وتعتبر مدينة تطوان ، نموذجا رائدا لهذا التلاقح والانصهار بين مختلف هذه الفئات والمكونات الاجتماعية والدينية، وخاصة الأندلسية المورسكية منها واليهودية، لما يختزله تاريخها العريق على مدى أكثر من خمسة قرون، من مميزات وعناصر حضارية وثقافية ودينية، تجسد مدى قوة وحضور هذه المكونات في بناء حضارة وهوية المدينة المتعددة الروافد، هذه المدينة التي ظلت على مر العصور وعلى امتداد تاريخها العريق فضاء للتعايش والتسامح، وملتقى الديانات السماوية الثلاث ( الإسلام واليهودية والمسيحية)، المدينة التي يتواجد فيها المسجد والمعبد والكنيسة جنبا إلى جنب مبرزا بذلك ثقافة التعدد التي تميز مجتمع هذه المدينة وروح التسامح والتعايش والاحترام تجاه كل الأديان.
ويهدف هذا الحدث، إلى جعل مدينة تطوان مدينة جاذبة مشعة ومنفتحة على كل العالم بكل مكوناته، من خلال تسويق الاسهامات الأساسية والفعالة في بناء الشخصية الحضارية للمدينة، وفي بناء هويتها المركبة.