السبت 27 إبريل 2024
سياسة

الفاتحي: 2022 سنة فارقة لأداء الديبلوماسية.. تعزيز موقف المغرب وإخفاق للجزائر

الفاتحي: 2022 سنة فارقة لأداء الديبلوماسية.. تعزيز موقف المغرب وإخفاق للجزائر عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬الفاتحي‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الصحراء‭ ‬وإفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية
على‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬نودع‭ ‬2022‭ ‬بكل‭ ‬نجاحاتها،‭ ‬وإخفاقاتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي،‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وكذا‭ ‬الديبلوماسي‭.‬
 
وفيما‭ ‬يعتبر‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬بتمديد‭ ‬بعثة‭ ‬المينورسو،‭ ‬والدعوة‭ ‬لاستئناف‭ ‬التفاوض،‭ ‬تجسيد‭ ‬للدعم‭ ‬الدولي‭ ‬المتزايد‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربية،‭ ‬أكد‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬الفاتحي،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الصحراء‭ ‬وإفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لجريدة‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬الأسبوعية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬سنودعها‭ ‬بعد‭ ‬أيام،‭ ‬تعتبر‭ ‬سنة‭ ‬فارقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأداء‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬للنجاحات‭ ‬الهائلة‭ ‬كما،‭ ‬ونوعا،‭ ‬عززت‭ ‬قوة‭ ‬الموقف‭ ‬التفاوضي‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية،‭ ‬وزادت‭ ‬في‭ ‬ثقل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ولاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬قلاعا‭ ‬تناصر‭ ‬خصوم‭ ‬المملكة‭. ‬
 
وأضاف‭ ‬الأستاذ و‬الباحث‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬رائدة‭ ‬خلال‭ ‬المشاورات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬والدولية،‭ ‬لمصداقيته‭ ‬ولكونه‭ ‬شريك‭ ‬مجرب،‭ ‬وموثوق‭ ‬فيه،‭ ‬فإن‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الجزائر‭ ‬أخفقت‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬حليفة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي‭ ‬والدولي،‭ ‬مما‭ ‬كرس‭ ‬عزلتها‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬عنادها‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬الأزمة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬ورفض‭ ‬مبادرات‭ ‬للوساطة‭ ‬العربية،‭ ‬والإفريقية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭.‬
 
ولفت‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬نجاح‭ ‬الأداء‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي،‭ ‬جسد‭ ‬أيضا‭ ‬بالمقابل،‭ ‬الإخفاق‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الجزائري،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تزايد‭ ‬حشد‭ ‬التأييد‭ ‬الإفريقي‭ ‬بالحضور‭ ‬الفعال‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬مما‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬مواقف‭ ‬داعمة‭ ‬لأطروحة‭ ‬الجزائر‭ ‬الانفصالية،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ينتصر‭ ‬للمشاريع‭ ‬التنموية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يقترحها‭ ‬المغرب‭ ‬خدمة‭ ‬للقارة‭ ‬الإفريقية‭.‬ وشدد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬بكون‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬رائد‭ ‬للهجرة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬
 
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يقول‭ ‬رئيس‭  ‬مركز‭ ‬الصحراء‭ ‬وإفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬إن‭ ‬المغرب،‭ ‬عزز‭ ‬مصداقيته‭ ‬بالعلاقات‭ ‬المتوازنة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬كرس‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬مبدأ‭ ‬السيادة‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول،‭ ‬ومنها‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬وتدعيما‭ ‬لذلك‭ ‬تعمل‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬وإسلامية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬التحشيد‭ ‬الدولي‭ ‬لصالح‭  ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬
 
وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الاختراقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬تمت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬دولية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تطور‭ ‬فيه‭ ‬الموقف‭ ‬الألماني‭ ‬بتأييده‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياها‭ ‬حلا‭ ‬واقعيا‭ ‬مستداما‭ ‬للنزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء،‭ ‬فإن‭ ‬الموقف‭ ‬الإسباني‭ ‬شكل‭ ‬الحدث‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأكثر‭ ‬واقعية،‭ ‬ومصداقية،‭ ‬لإيجاد‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬لنزاع‭ ‬الصحراء‭.  ‬
 
ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الاختراق،‭ ‬حسب‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته،‭ ‬فتحا‭ ‬مهما‭ ‬توالت‭ ‬بعده‭ ‬المواقف‭ ‬الأوربية‭ ‬المؤيدة‭ ‬لمقاربة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للموقف‭ ‬البرتغالي،‭ ‬والموقف‭ ‬الهولندي،‭ ‬والموقف‭ ‬البلجيكي،‭ ‬والموقف‭ ‬الصربي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الوزن‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭ ‬الكبير‭.‬
 
وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أفاد‭ ‬الفاتيحي،‭ ‬أنه‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬انحسر‭ ‬أداء‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الجزائر‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬فقد‭ ‬خسرا‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬انسجام‭ ‬قيادة‭ ‬صنيعتها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬أسوء‭ ‬أيامها‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمرها‭ ‬حيث‭ ‬سارعت‭ ‬عدة‭ ‬قيادات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬إحدى‭ ‬أعمدتها‭ ‬على‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬استقالتها‭. ‬
 
وزاد‭ ‬قائلا: «بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الاختراقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬أمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬دبلوماسية‭ ‬افتتاح‭ ‬قنصليات‭ ‬عامة‭ ‬بجهتي‭ ‬الصحراء‭ ‬الداخلة‭ ‬والعيون‭ ‬تواصلت‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬خطوة‭ ‬جد‭ ‬مهمة‭ ‬لصالح‭ ‬الموقف‭ ‬التفاوضي‭ ‬للمغرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬لصالح‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تحتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬افتتاح‭ ‬قنصلياتها‭ ‬بالصحراء‭ ‬تقديرا‭ ‬للمكتسبات‭ ‬المحققة»‭.‬
 
ويعد‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬الصحراء،‭ ‬يقول‭ ‬الفاتيحي،‭ ‬تتويجا‭ ‬لجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬يدعو‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي،‭ ‬واقعي‭ ‬وعمل‭ ‬ومستدام‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة‭ ‬التي‭ ‬ابتكرها‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬السابق‭ ‬هورست‭ ‬كوهلر،‭ ‬وسيواصل‭ ‬عقدها‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء‭ ‬ستيفان‭ ‬دي‭ ‬ميتسورا‭ ‬لولا‭ ‬الرفض‭ ‬الجزائري‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬لحضورها‭.‬