الثلاثاء 16 إبريل 2024
سياسة

سالم عبد الفتاح: الدبلوماسية المغربية تحصد إنجازات حاسمة في ملف الصحراء المغربية سنة 2022

سالم عبد الفتاح: الدبلوماسية المغربية تحصد إنجازات حاسمة في ملف الصحراء المغربية سنة 2022 سالم عبد الفتاح
يرى رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان سالم عبد الفتاح أن من بين أبرز إنجازات هذه السنة، استمرار مسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية بمدينتي العيون والداخلة، والذي يعد أرقى تجسيد للاعتراف الدولي بالسيادة المغربية، إلى جانب استصدار مواقف من قوى دولية وازنة داعمة للمغرب، في مقدمتها إسبانيا، بأدوارها السياسية والتاريخية الهامة جدا فيما يخص تعاطي المجتمع الدولي مع هذا الملف، فضلا عن انخراط جل شركاء المغرب في الاتحاد الأوروبي وفي العالم العربي وفي العمق الإفريقي أيضا في دينامية دبلوماسية داعمة للمغرب، في مقدمتهم ألمانيا بحجمها الاقتصادي الهام وبلجيكا، كونها مركز القرار الأوروبي، إلى جانب هولندا والعديد من الدول الأخرى.
أما على الصعيد الافريقي فيعتبر سالم عبد الفتاح أهمية استمرار الحضور المغربي عبر استعادة الأدوار الريادية التي يطلع بها المغرب في القارة الإفريقية والقطيعة مع سياسة الكرسي الشاغر التي اعتمدها المغرب في الفترات السابقة، عبر تبوء المغرب لرئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي، كونه الهيئة التنفيذية الأسمى في المنظمة القارية، فضلا عن التغلغل الاقتصادي الكبير للمغرب في القارة، كونه المستثمر الإفريقي الرائد الأول قاريا، والمستثمر الثاني في غرب إفريقيا، إضافة إلى انخراط العديد من الدول في شراكات استراتيجية واقتصادية هامة تجسد من خلالها مواقف تلك الدول الداعمة للمغرب والمعترفة بسيادته على الصحراء، في مقدمتها الشراكات المتعلقة بتنزيل مشروع الغاز المغربي النيجيري، الذي تنخرط فيه مجمل بلدان غرب إفريقيا.
ويؤكد رئيس المرصد الصحراوي أن ما دعم هذه المنجزات الدبلوماسية والسياسية المتراكمة على المستوى الدولي هو المقاربة الدبلوماسية الملكية التي عبرت عنها خطابات الملك محمد السادس، خاصة خطابه في ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2022 وهي المقاربة المتسمة بالندية والحسم في التعاطي مع شركاء المغرب وحلفائه الاستراتيجيين، خاصة على مستوى بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث قطع المغرب مع المواقف المترددة، وفرض على كل شركائه التقليديين، وكذا الراغبين في تأسيس علاقات جدية وطيدة مع المملكة، إبداء مواقف صريحة داعمة له، حيث جعل من قضية الصحراء “المنظار” الذي يرى به المغرب علاقاته الدولية.
ولا يختلف اثنان على أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، غير قواعد اللعبة، وجعل المغرب يدخل لمرحلة جديدة، في نزاع الصحراء المفتعل، فبعد مرور سنتين على القرار الرئاسي الأمريكي الذي وقعه ترامب الذي قضى بموجبه بالاعتراف بمغربية الصحراء وبدعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي في قرار اعتبر تاريخيا في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، إذ نادرا ما تصدر هكذا قرارات في ملفات ونزاعات إقليمية ما زالت تناقش بالأمم المتحدة.
والى ذلك يبرز رئيس المرصد الصحراوي أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ساهم في تكريس المقاربة الأممية الواقعية في التعاطي مع النزاع المفتعل حول الصحراء، حيث باتت المقاربة الأممية تنحو نحو الاعتدال والاعتراف بالأمر الواقع المتمثل في السيادة المغربية، فضلا عن أنها باتت تتقاطع مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي وتشيد في قراراتها، سواء الصادرة عن الجمعية العامة المتحدة أو مجلس الأمن إلى جانب تقارير الأمين العام الأممي، بالمبادرة المغربية وتسجل أولويتها وأسبقيتها كونها المبادرة الأنجع لحل هذا الملف في ظل غياب أي تعاطٍ جدي من طرف خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية مع الجهود الأممية والمساعي لطي هذا الملف الذي عمر أكثر من اللازم.