الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: وزارة التعليم الغائبة

ادريس المغلشي: وزارة التعليم الغائبة ادريس المغلشي
شكلت صورة صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله بمعية  لاعبي منتخب المغرب وامهاتهم إشارة قوية من اعلى سلطة في البلاد لترسيخ قيم الأسرة واعترافا بدور الام فيها .كيف لا وقد سبقتها رقصة بوفال رفقة امه في رقعة الملعب بعد انتهاء المباراة .صورة بألف معنى ومعنى وقد التقطتها قنوات تلفزية عالمية .من غريب الصدف أن إرادة الحفاظ على القيم انتصرت هي الأخرى على كل الشعارات الغريبة عن فطرة الانسان  التي رفعت قبل انطلاق البطولة. وتصدت لها الدولة المضيفة بما يتطلب الأمر من الصرامة.بل ان اغلب المنتخبات العريقة التي انحازت بشكل متطرف لهذا المنحى انهزمت في الدور الأول. محطة قطر جاءت لتلبس هذه التظاهرة العالمية لبوس القيم واحترام الخصوصية والانتصارلها. وهو امر اعتبره جل المتتبعين نجاح للدورة رغم المقاومة الشديدة .
مااثارني في صورة الاستقبال الملكي  التخلي عن البروتوكول الرسمي والاندماج الكلي في مجموعة حركت الراكد داخل الوطن واعادت لحمته بشحنة قوية زاوجت بين الوطنية وقيم الاسرة المغربية العريقة. لقطتان بارزتان  اعتبرهما متميزتان الاولى:الملك يضع يده اليمنى على كتف احدى الأمهات وهي صورة لها دلالات عميقة من العطف والرعاية ما لايمكن تصوره لقد بدت الأمهات مبتهجات  وقد تطايرت الفرحة من محياهن وهن يقفن بالقرب من الملك . الثانية ابتسامة ولي العهد في وجه ابرز اللاعبين الذي بصموا على نسخة متميزة مما افسره من منظوري الشخصي بمتابعته الحثيثة لكل مباريات المنتخب وكذا تذوقه للفن الكروي وتقديره لمجهودات اللاعبين للذين اثنت عليهم قنوات عالمية ذات الاختصاص وهو امر اسجله باعتزاز . 
تساءلت في خضم ارتفاع منسوب الفرحة ماسر غياب وزير التربية والرياضة عن هذا التتويج ؟ لم يحضر لافي قطر ولا الاستقبال وبقي هو الوحيد الشخصية الغائبة او المغيبة لاندري .الذين هندسوا هذا الاجراء وتلك الصورة دفعونا للتساؤل .هل انجاز كرة القدم غير مدرج في أجندة وزارة التربية والتعليم ؟ هل يفهم من هذه الصورة ان نجاح الكرة تحت إشراف الجامعة وحدها دون الوزارة ؟ كيف سنجعل مدارسنا تصنع اجيالا تقتفي اثر هؤلاء الابطال ونحن نغيب الوزارة المعنية؟ 
اسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن تفضي لخلاصة وحيدة ان مسار مدرستنا المتعثر عبر محطات عديدة منذ انطلاق  الإصلاح إلى يومنا هذا لم يكتب لها حضور تلك الفرحة وذاك التتويج وكان حظها العاثر كتب لها البقاء في دهاليز باب الرواح. كنت اتمنى ان تدشن بداية جديدة من خلال هذه المحطة المتميزة لعلها تشكل مدخلا جديدا لنهضة تربوية تجعلنا نحتل مراتب متقدمة كما فعلت كرة القدم وهي تتبوأ الرتبة 11 في تصنيف الفيفا والاولى عربيا وافريقيا .يبدو ان لحظة التتويج هي الاخرى لم تكن من نصيب وزارتنا المتعثرة  وبالتالي يبقى السؤال ما علاقة المدرسة بالرياضة ؟ إذا لم تكن مشتلا اساسيا لنهضة رياضية كما كانت في السابق ؟
ان الدمج الذي تم اثناء تنصيب حكومة أخنوش له حسابات و مبررات اخرى غير تلك التي فهمنا اثناء التنصيب والتي تم الاعلان عنها وجاءت هذه المحطة لتفند هذا المعطى وننتقل بتعسف غير مبرر من منطقة الاطمئنان واستشراف المستقبل إلى منطقة التشكيك والتساؤل . اما وزير التعليم فيبدو اننا سنضطر لوضعه في لائحة البحث عن المتغيبين فمنذ 5 دجنبر لم نعد نسمع له صوتا او نسجل له موقف ؟ 
رجاء من له معلومة عن مكان تواجد وزير التعليم فليخبرنا به سنكون ممتنين له .