الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

السيناريست بلوادي: المبدع الأول للفيلم يعاني التجاهل والتهميش 

السيناريست بلوادي: المبدع الأول للفيلم يعاني التجاهل والتهميش  جلال بلوادي
يعد السيناريو عنصرا أساسيا وأوليا في الصناعة السينمائية، فتأليف نص فيلم، يتضمن وصفا دقيقا وتسلسليا لأحداثه، هو الخطوة الأولى في عملية الإبداع السينمائي، إلا أن قل ما تتم الإشارة إلى كتاب السيناريو، لتسلط الأضواء غالبا على مخرج العمل الفني والممثلين المشاركين فيه. 
وهو ما أكده المخرج والسيناريت جلال بلوادي ل "أنفاس بريس"، فقد لاحظ بدوره ما يتعرض له كتاب السيناريو من تجاهل، وأنه في حال نجاح أي عمل سينمائي، يصب الاهتمام بالكامل على المخرج، دون إعارة السيناريست أي قيمة، إذ يغفل كثيرون عن كونه المبدع الأول للفيلم. 
واعتبر بلوادي أن عدم الإشارة إلى كتاب السيناريو فيه نكران وإجحاف في حقهم، إذ لابد من الاهتمام بهم، عبر تسليط الضوء عليهم شأنهم شأن باقي ركائز العملية السينمائية. 
وأوضح السيناريست أن عدم تقدير المجهودات المبذولة من قبل كتاب النصوص سينمائية كانت أو تلفزيونية أو غيرها، قد يقمع روح الإبداع لدى كتاب السيناريو ويولد لديهم الشعور بالإحباط، ولربما يضعف ذلك من منسوب عطائهم، مما يعود لا محال على الإنتاجات السينمائية الوطنية بالسلب. 
وشارك جلال بلوادي مع قراء "أنفاس بريس" تجربة الخاصة، لكونه أحد المعنيين بالتهميش والإقصاء، الذي يطول كتاب السيناريو المغاربة، إذ يقول في تصريحه، أنه بالرغم من حصد عدد من أعماله لجوائز عالمية ونجاحات، لعل آخرها اختيار فيلمه التاريخي "سفينة الحقيقة"، والذي يوثق لجنوح سفينة اسبانية بسواحل الصحراء سنة 1784 واعتبر هذا الامر حدثا تاريخيا بامتياز في علاقة المغرب بإسبانيا، للعرض في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلا أن حديث الإعلام عنه كان شبه منعدم، كمؤلف للنص السينمائي والباحث في تاريخ القضية الوطنية المغربية الأول، يدعم بها السيناريو الخاص به.
وأشار المخرج والسيناريت المغربي، ابن مدينة وجدة في مضمون حديثه، إلى مفارقة وصفها بالغريبة، فبحكم أنه يعيش في المدينة الشرقية، فهو شأنه شأن ساكنتها يشاهد في بعض الأحيان قنوات جزائرية، ليتفاجأ بإعلان يبث على هذه الأخير، يفيد تخصيص البلد الجار لجوائز مالية للكتاب والمؤلفين الذين يوقعون أعمالا، تتناول الجمهورية الوهمية، أي عن أرض ليست أرضهم. 
ونشير إلى أن الفيلم الوثائقي "سفينة الحقيقة"، توج مؤخرا بالرباط بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي لافلام حقوق الإنسان في دورته العاشرة، وهو العمل الفني الذي يحل السيناريو الخاص به توقيع كل من بالوادي ومحمد الطاروس.
وجدير بالذكر لجلال بلوادي أعمالها عدة حول الثقافة والتاريخ الصحراوي، يتمحور أغلبها حول مغربية الصحراء استند فيها على الأرشيف الأوروبي أو أرشيفات الدول الإفريقية المجاورة كمالي والنيجر وغيرها، نذكر من بينها فيلم "ساراتو المالية" و"الوثيقة" و"شيطان الزاوية" و"انا عائد الى الوطن" " و"النسيم الزاجل" وغيرها.