الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

مديرية الأمن تكسب سباق الحصيلة بـ 5 خطوات

مديرية الأمن تكسب سباق الحصيلة بـ 5 خطوات ‬تعدد‭ ‬الجبهات‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬يقظة‭ ‬أمنية‭ ‬مؤسسية‭ ‬لها‭ ‬ضوابطها‭ ‬المهنية‭ ‬ومعاييرها‭ ‬القانونية
لم‭ ‬تفقد‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المغربية‭ ‬هيبتها‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬كما‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬المتشككون‭ ‬حين‭ ‬اختلط‭ ‬الحق‭ ‬بالاستثناء‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬حصار‭ ‬حقوقي‭ ‬عاشها‭ ‬"الشرطي"‭ ‬و"المواطن"‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬فقط‭ ‬وليد‭ ‬"الشرط‭ ‬التاريخي"‭ ‬الذي‭ ‬ساق‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬"الانتقال‭ ‬الديمقراطي"،‭ ‬بل‭ ‬وليد‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬لوضع‭ ‬الرجل‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تعدد‭ ‬الجبهات‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬يقظة‭ ‬أمنية‭ ‬مؤسسية‭ ‬لها‭ ‬ضوابطها‭ ‬المهنية‭ ‬ومعاييرها‭ ‬القانونية‭.‬

فقد‭ ‬مرت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الحموشي‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬(وجمع‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إدارة‭ ‬مراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬لخلق‭ ‬قطب‭ ‬أمني)،‭ ‬وهي‭ ‬المدة‭ ‬الذي‭ ‬رأينا‭ ‬فيها‭ ‬كيف‭ ‬اشتغل‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الجهازين‭ ‬(الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والديستي)‭ ‬بالشّكل‭ ‬الذي‭ ‬يوحي‭ ‬بإعادة‭ ‬بنائهما‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وفق‭ ‬عقيدة‭ ‬أمنية‭ ‬جديدة،‭ ‬ومنهج‭ ‬مغاير‭ ‬يتأسس‭ ‬على‭ ‬عقلية‭ ‬مغايرة‭ ‬في‭ ‬الاشتغال‭ ‬(سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والحكامة‭ ‬الجيدة)،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الكبار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأمني‭ ‬والاستخباراتي‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬حرصت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2000‭  ‬على‭ ‬"المرحلة‭ ‬الانتقالية"‭ ‬مواكبة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الاستباقي‭ ‬لمحاربة‭ ‬الجريمة،‭ ‬والحضور‭ ‬الميداني‭ ‬الفعال‭ ‬ورفع‭ ‬درجات‭ ‬اليقظة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬الفعلية‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬كفاءة‭ ‬مغربية‭ ‬ذاع‭ ‬صيتها‭ ‬واستحقت‭ ‬تكريما‭ ‬دوليا،‭ ‬لأنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬الأوضاع‭ ‬ووقف‭ ‬الانفلات‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إدارة‭ ‬الجهاز‭ ‬الأمني،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬الحموشي،‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬(ماي‭ ‬2015)،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬بنيات‭ ‬الشرطة‭ ‬وعصرنة‭ ‬طرق‭ ‬عملها،‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬جاهزيتها‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬التقني‭ ‬واللوجيستكي‭ ‬للوحدات‭ ‬الميدانية‭ ‬للشرطة‭ ‬والاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬وتخليق‭ ‬السلوك‭ ‬والتكوين‭ ‬والتحفيز،‭ ‬وأيضا‭ ‬المحاسبة‭ ‬والعقاب‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬سلطة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬القانون‭.‬
لقد‭ ‬انخرط‭ ‬الجهاز‭ ‬الأمني،‭ ‬مع‭ ‬الحموشي،‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لفتح‭ ‬الأبواب،‭ ‬وتطبيع‭ ‬علاقة‭ ‬المواطنين‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمنية،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات:
 
أولا:‭ ‬سياسة‭ ‬تواصلية‭ ‬كآلية‭ ‬أساسية‭ ‬لإرساء‭ ‬الحكامة‭ ‬الأمنية‭ ‬الجيدة‭. ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬مديرية‭ ‬الأمن،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬البلاغات‭ ‬المنتظمة‭ ‬حول‭ ‬التدخلات‭ ‬الأمنية‭ ‬الميدانية،‭ ‬بوابة‭ ‬إلكترونية‭ ‬جديدة،‭ ‬متاحة‭ ‬للعموم،‭ ‬موجهة‭ ‬للتواصل‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬ومصالح‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إشراك‭ ‬مستعملي‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬الجهد‭ ‬الأمني‭ ‬العمومي‭. ‬بل‭ ‬دعمت،‭ ‬تعزيزا‭ ‬لهذا‭ ‬المنحى،‭ ‬الخلية‭ ‬المركزية‭ ‬للتواصل‭ ‬بإحداث‭ ‬خلايا‭ ‬ولائية‭ ‬وجهوية‭ ‬وإقليمية‭ ‬تابعة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬اللاممركز،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تيسير‭ ‬التنسيق‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬والمواقع‭ ‬المحلية‭ ‬والاستجابة‭ ‬لطلباتها‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالإعلام‭ ‬الأمني‭. ‬كما‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬حسابات‭ ‬رسمية‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬"تويتر"‭ ‬و"فايسبوك"‭ ‬و"انستغرام"‭.‬
وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬حصيلة‭ ‬العمل‭ ‬السنوية‭ ‬للمديرية،‭ ‬فإنها‭ ‬قامت،‭ ‬منذ‭ ‬2016،‭ ‬بما‭ ‬مجموعه‭ ‬21.940‭ ‬نشاطا‭ ‬تواصليا،‭ ‬تنوعت‭ ‬بين‭ ‬البلاغات‭ ‬الصحفية‭ ‬والتغطيات‭ ‬وبيانات‭ ‬الحقيقة‭ ‬والتغريدات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‭(‬فيسبوك،‭ ‬تويتر،‭ ‬أنستغرام)‭.‬
 
ثانيا:‭ ‬تأهيل‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إقرار‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬للامتحانات‭ ‬الوظيفية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاستحقاق‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬تسبقه‭ ‬إعلانات‭ ‬تلفزية‭ ‬وإعلامية‭ ‬للتعريف‭ ‬بموعد‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات‭ ‬وإعداد‭ ‬دليل‭ ‬مرجعي‭ ‬للمهام‭ ‬والكفاءات‭ ‬لتأهيل‭ ‬الموظفين‭ ‬مركزيا‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬اللاممركز،‭ ‬وكذا‭ ‬اعتماد‭ ‬مساطر‭ ‬جديدة‭ ‬للتعيين‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الترشيح‭ ‬والاختبار‭ ‬والكفاءة،‭ ‬مع‭ ‬إحداث‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬للتظلمات،‭ ‬كآلية‭ ‬جديدة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الطلبات‭ ‬والشكايات‭ ‬والتظلمات‭ ‬الداخلية‭ ‬لموظفي‭ ‬الأمن‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تعزيز‭ ‬مصالح‭ ‬الشرطة‭ ‬المركزية‭ ‬بأطباء‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي،‭ ‬وأطباء‭ ‬بيطريين‭ ‬وكفاءات‭ ‬من‭ ‬أطر‭ ‬علمية‭ ‬متخصصة‭ ‬ذات‭ ‬تكوين‭ ‬عالي،‭ ‬من‭ ‬مهندسي‭ ‬الدولة‭ ‬والدكاترة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬الفيزياء‭ ‬والكيمياء‭ ‬والبيولوجيا‭ ‬وعلم‭ ‬البصمات‭ ‬الجينية‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إلحاقهم‭ ‬بالشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لهيكلة‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشرطة‭ ‬بمدينة‭ ‬القنيطرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬جوهرية‭ ‬على‭ ‬بنيات‭ ‬التنظيمية‭ ‬المكلفة‭ ‬بالتكوين‭ ‬الشرطي،‭ ‬والمزاوجة‭ ‬بين‭ ‬التكوين‭ ‬النظري‭ ‬والتدريب‭ ‬الميداني،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬رفع‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬ندوات‭ ‬تدريبية‭ ‬بمشاركة‭ ‬خبراء‭ ‬دوليين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬محاربة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭.‬

ثالثا:‭  ‬تطوير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الأمنية‭ ‬المهيكلة،‭ ‬همت‭ ‬افتتاح‭ ‬المقرات‭ ‬الجديدة‭ ‬للمختبر‭ ‬الوطني‭ ‬للشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية،‭ ‬ومقر‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬نادي‭ ‬الفروسية‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمدينة‭ ‬القنيطرة‭. ‬

فبخصوص‭ ‬المقر‭ ‬الجديد‭ ‬للفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تصميمه‭ ‬وتجهيزه‭ ‬ليحتضن‭ ‬المكاتب‭ ‬المتخصصة‭ ‬للفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬وصور‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬خصوصا‭ ‬المخدرات‭ ‬والمؤثرات‭ ‬العقلية،‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬والجريمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال،‭ ‬والجرائم‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭.‬

أما‭ ‬المقر‭ ‬الجديد‭ ‬للمختبر‭ ‬الوطني‭ ‬للشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تشييده،‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬إجمالية‭ ‬قدرها‭ ‬8600‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬طوابق‭ ‬علوية‭ ‬وطابق‭ ‬تحت‭ ‬أرضي،‭ ‬وخمس‭ ‬منصات‭ ‬تقنية،‭ ‬تم‭ ‬تجهيزها‭ ‬لتحتضن‭ ‬مصلحة‭ ‬البيولوجيا‭ ‬الشرعية،‭ ‬ومصلحة‭ ‬الكيمياء،‭ ‬ومصلحة‭ ‬المخدرات‭ ‬والسموم‭ ‬الشرعية،‭ ‬ومصلحة‭ ‬الأدلة‭ ‬الجنائية،‭ ‬ومصلحة‭ ‬التشخيص‭ ‬بالبصمات‭ ‬الوراثية،‭ ‬والمصلحة‭ ‬الإدارية‭ ‬وتدبير‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين‭ ‬وشعب‭ ‬اللوجستيك،‭ ‬وحفظ‭ ‬المحجوزات‭ ‬والأدلة،‭ ‬وقياس‭ ‬الجودة‭ ‬والأمن،‭ ‬وأمن‭ ‬نظم‭ ‬المعلوميات‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭  ‬تم‭ ‬تجهيز‭ ‬المصلحة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالحمض‭ ‬النووي‭ ‬أو‭ ‬البصمة‭ ‬الوراثية‭ ‬بآليات‭ ‬جد‭ ‬متقدمة‭ ‬ودقيقة،‭ ‬تعد‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمليات‭ ‬استخلاص‭ ‬الحمض‭ ‬النووي،‭ ‬وهي‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬ستتيح‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬المردودية‭ ‬وتدعيم‭ ‬الجودة‭ ‬عبر‭ ‬المعالجة‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬وجيز‭ ‬لأكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬العينات‭ ‬المخبرية‭ ‬المستقاة‭ ‬من‭ ‬مسارح‭ ‬الجرائم،‭ ‬وذلك‭ ‬بمعدل‭ ‬300‭ ‬عينة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭.‬
وتصديا‭ ‬لمختلف‭ ‬الجرائم‭ ‬المستجدة،‭ ‬تم‭ ‬تجهيز‭ ‬المختبر‭ ‬بآليات‭ ‬تقنية‭ ‬جديدة‭ ‬لتحديد‭ ‬طبيعة‭ ‬الحبر‭ ‬المستعمل‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬المزورة،‭ ‬وأخرى‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تضخيم‭ ‬حجم‭ ‬المواد‭ ‬الخاضعة‭ ‬للمعالجة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬حجمها‭ ‬الحقيقي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنادي‭ ‬الفروسية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تدشينه‭ ‬بمحاذاة‭ ‬غابة‭ ‬المعمورة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشرطة‭ ‬بالقنيطرة،‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬شاملة‭ ‬تقدر‭ ‬بعشرة‭ ‬هكتارات‭ ‬تقريبا،‭ ‬تغطيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬المندمجة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬"وحدة‭ ‬للتكوين"‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬التكوين‭ ‬التخصصي‭ ‬والمستمر‭ ‬لفائدة‭ ‬موظفي‭ ‬الشرطة‭ ‬العاملين‭ ‬بفرق‭ ‬الخيالة‭ ‬بمختلف‭ ‬تخصصاتها‭.  ‬كما‭ ‬تضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬والمرافق‭ ‬المصممة‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬البرامج‭ ‬والتقنيات‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬النظري‭ ‬والتطبيقي‭ ‬لفائدة‭ ‬فرسان‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتربية‭ ‬الخيول‭ ‬وترويضها‭.‬

رابعا:‭ ‬دعم‭ ‬البنية‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬استكمال‭ ‬تعميم‭ ‬النظام‭ ‬المعلوماتي‭ ‬لتدبير‭ ‬دوائر‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬ورش‭ ‬الاندماج‭ ‬بين‭ ‬قواعد‭ ‬المعطيات‭ ‬التابعة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعميم‭ ‬التطبيقات‭ ‬المعلوماتية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتدبير‭ ‬الرقمي‭ ‬لإدارة‭ ‬وتخزين‭ ‬وثائق‭ ‬المراقبة‭ ‬الطرقية‭. ‬هذا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬مديرية‭ ‬الأمن‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬واسع‭ ‬"الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬البطاقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعريف‭ ‬الإلكترونية"‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬المؤمنة‭ ‬والخدماتية،‭ ‬حيث‭ ‬أشرفت‭ ‬الفرق‭ ‬الهندسية‭ ‬والتقنية‭ ‬التابعة‭ ‬للمديرية‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬عدة‭ ‬تطبيقات‭ ‬وحلول‭ ‬معلوماتية‭ ‬لتمكين‭ ‬موظفي‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬النهوض‭ ‬الأمثل‭ ‬بمهامهم‭ ‬خلال‭ ‬مراقبة‭ ‬التنقلات‭ ‬الاسثتنائية‭ ‬يتم‭ ‬تحميلها‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة،‭ ‬وكذا‭ ‬تعزيز‭ ‬الحضور‭ ‬الميداني‭ ‬بالشارع‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغطية‭ ‬أمنية‭ ‬شاملة‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الفرق‭ ‬المتنقلة‭ ‬بواسطة‭ ‬الدراجات‭ ‬والسيارات‭ ‬الخفيفة‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير،‭ ‬وفرق‭ ‬الخيالة‭ ‬مع‭ ‬الدوريات‭ ‬المشتركة‭ ‬للهيئة‭ ‬الحضرية‭ ‬والاستعانة‭ ‬بتقنيات‭ ‬المراقبة‭ ‬الحديثة‭.‬

خامسا:‭ ‬تخليق‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تنشيط‭ ‬عمل‭ ‬"المفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن"‭ ‬التي‭ ‬يهدف‭ ‬عملها‭ ‬إلى‭ ‬محاربة‭ ‬الرشوة‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الأمن‭. ‬حيث‭ ‬ترتكز‭ ‬عملياتها‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مراقبة‭ ‬سرية‭ ‬لرجال‭ ‬الأمن‭ ‬بالشارع‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬المكاتب‭ ‬الإدارية،‭ ‬ومقرات‭ ‬الديمومة‭ ‬ليلا،‭ ‬وخلال‭ ‬أيام‭ ‬العطل‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬مدونة‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬ونشر‭ ‬مضامينها‭ ‬وسط‭ ‬العاملين‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التوعية‭ ‬والتحسيس‭ ‬والتكوين‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬الشرطة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استفادتهم‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬تكوينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬"التدخل‭ ‬الأمني‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان"‭.