الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

حميد لبيلتة: رهانات  حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي

حميد لبيلتة: رهانات  حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي حميد لبيلتة
انتهت بمدينة بوزنيقة في 18 دجنبر 2022 حدث و لحظة المؤتمر الاندماجي المطبوعاتان بالروح  الوحدوية بين مكونات أربع قوى يسارية مغربية وفعاليات سياسية وفكرية  وثقافية وجمعوية.
و الأسئلة التي  تشكل مفصلا  ومدخلا  لما بعد المؤتمر الاندماجي هي:  كيف نعيد ثقة  الجماهير الكادحة في العمل السياسي الحزبي المنظم؟  ماهي أدوار  الحزب السياسي اليساري في الألفية الثالثة؟  وكيف يمكن تذويب الذوات وتعظيم الأنا والانتصار للعمل الجماعي الديمقراطي التتشاوري والتشاركي؟ و بأية منهجية  ورؤية سياسية وتنظيمية متجددتين لننصهر في عمق الانتظارات والطموحات الشعبية لمجتمعنا؟ كيف نؤسس لتعاقدات مجتمعية جديدة بعيدا عن الديماغوجية  والشخصنة؟ بأية منهجية وآليات ومضمون سياسي تقدمي نكون قادرين على التحليل والمواكبة وبناء البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمغرب اليوم؟ وماهي رؤيتنا وأهدافنا  لنقوي علاقتنا الإقليمية والدولية؟ هذه بعض الأسئلة  وغيرها كثير ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمة ما شاهدته أثناء المؤتمر الاندماجي من حماس و تعبئة متفردتين في وجوه  المؤتمرين والمؤتمرات من مختلف الأجيال الجديدة والقديمة.
ولترسيم قناعة تامة وجديدة لابد من  الانخراط بمسؤولية نضالية في التعاطي مع هذه الأسئلة السالفة الطرح. 
لا أحد  اليوم ينكر ما وصل إليه المشهد السياسي المغربي اليوم  من حالة الاحتقان في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة بفعل نتائج  السياسات المملاة من طرف  الصناديق المالية الدولية المدعومة من النيوليبرالية العالمية المتوحشة. وكذلك من عمل كمنهج  لتوطين سياسة تهجين النخب السياسية والاجهاز على المكتسبات.
فاللحظة التاريخية الراهنة تتطلب منا ومن كل الديمقراطين في وطننا العزيز  تدشين حوار وطني شامل ومواطناتي لتجديد الثقة في السياسة وفي المستقبل، وتحديد  وتدقيق الرهانات الحقيقية ذات الأولوية لخروج  شعبنا من هذا  الاحتباس الاجتماعي وفك العزلة عن الإرادات الوطنية الديمقراطية من أجل  إنجاز مقدمات و شروط التغيير. 
فبدون  تحقيق مجتمع المواطنة  والحرية والعدالة والمساواة  لا يستقيم الإبداع في السياسية وفي المشاركة الديمقراطية. والتجارب التاريخية الثورية  في العالم  التي  وصلت إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي  والثقافي  تؤكد ذلك.
لقد ضيع المغرب منذ الاستقلال  فرصا تاريخية في التغيير  والانتقال إلى الديمقراطية الحداثية بالمعايير  الكونية .  
إذن نحن اليوم في منعطف تاريخي  يستدعي منا جميعا كديمقراطين  صنع الحلم الواقعي لمغرب يليق بنا جميعا من أجل تحقيق تنمية شاملة مندمجة  غير  مغلفة بقيود استبدادية ومرجعيات ايديولوجية عقيمة  وبالية. فالفكر التقدمي رافعة صلبة للتجديد وضخ نفس جديد في حياة الشعوب  ومستقبلها. 
إنها البداية نتمنى لها النجاح والتوفيق بالإبداع والحضور اليومي مع الجماهير الشعبية الكادحة.