الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

ندوة المهرجان الوطني للوتار: الوتار كإنتاج مغربي أصيل ودوره في إغناء المنجز الموسيقي الرعوي

ندوة المهرجان الوطني للوتار: الوتار كإنتاج مغربي أصيل ودوره في إغناء المنجز الموسيقي الرعوي جانب من اشغال ندوة المهرجان
في إطار فعاليات النسخة العاشرة من المهرجان الوطني للوتار: "إيقاعات المغرب" في دورته: «إيقاعات الشاوية" بمدينة سطات، نظمت جمعية المغرب العميق لحماية التراث، يوم الخميس 15 دجنبر 2022،  ندوة فكرية حول آلة لوتار كإنتاج مغربي أصيل  ودورها في إغناء المنجز الموسيقي الرعوي، إلى جانب "ورشة تطبيقية حول هذه الآلة في الموسيقى المغربية"، والتي أطرها الأساتذة الباحثين (الهاشمي الحبشي والمصطفى السعداني وتوفيق حماني) ومشاركة مجموعة من الممارسين وأشياخ آلة لوتار، بالمركز الثقافي بسطات، وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة.
ويندرج تنظيم هذه الندوة الفكرية ضمن أنشطة جمعية المغرب العميق التي انصب اهتمامها منذ نشأتها على رد الإعتبار للتراث الثقافي اللامادي من خلال تنظيم مهرجانا سنويا لآلة لوتار، وندوات وورشات حول هذه الآلة المغربية الأصيلة صنعا وإيقاعا والتي أبانت الدورات السابقة لهذا المهرجان على تأصلها في الموروث الثقافي والفني المغربي الذي جعل منها أرضية تأسست عليها فكرة تنظيم هذا المهرجان السنوي للاحتفاء بآلة لوتار وبممارسيها الذين ساهموا على مدى عقود في تطويرها كما حرصوا على المحافظة على تراثنا المغربي المتميز بتنوع أشكاله. والذين تم تكريم بعضهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم: (كالشيخ أحمد ولد قدور، والمرحوم محمد رويشة، والثنائي قشبال وزروال، والشيخ محمد عويسة، والنظّام أوهاشم بوعزمة، والشيخ العربي الكزار، ومولود أوحموش ، والشيخ ميلود الداهمو، والعربي الغازي الملقب بباعروب، والفنانة شريفة رفيقة درب المرحوم محمد رويشة، والفنان الكبير محمد مغني، والشيخين ابن غانم مصطفى ولد البصير، والفنان المير المعزوزي، هذا بالإضافة إلى الباحث في التراث ألأستاذ إدريس الكيسي، والصانع التقليدي والمختص في صناعة لوتار أحمد بوجمل...).
في سياق متصل أجمع الأساتذة المحاضرون خلال الندوة الفكرية والورشة التطبيقية المنظمة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للوتار: "إيقاعات المغرب"، الذي يحتفي في دورته العاشرة بإيقاعات الشاوية، على قدم تاريخ آلة الوتار وبأصالتها كإنتاج مغربي  أصيل صنعا وابتكارا، ينسجم وطبيعة الوجدان الفني والانطولوجي للعشائر، سواء بمادته التكوينية (الجلد والخشب، والاوتار من أمعاء بعض الحيوانات)، حيث أبرز الباحث التهامي الحبشي، أن آلة لوتار صناعة مغربية صرفة، مذكرا بأن الوتار كان تجسيدا للانتقال ممّا هو طبيعي إلى ما هو ثقافي، وله علاقة مع التركيبة النفسية للقبائل المغربية في العهود الساحقة.
واعتبر المحاضر أن دخول الآلات الموسيقية الأخرى مثل الكمان جاءت بعد احتكاك المغاربة بشعوب أخرى، والتي كانت سببا في تراجع "شعبية" آلة لوتار، حيث يقول الباحث أن "لأسلوب العزف على آلة لوتار خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور والأجيال أسهمت في إغناء المنجز الموسيقي الرعوي لآلة لوتار".
الباحثان توفيق حماني والمصطفى السعداني أبرزا بروهما خلال تدخلهما على  دور هذا المهرجان في ربط قنوات التواصل بين الممارسين من محترفين وهواة من الشباب وملتقى لفعاليات فنية وثقافية وأكاديمية من كل الجهات ومن كل المشارب تلتقي من أجل هدف واحد هو بعث هذا التراث الفني الوطني الأصيل.