الخميس 28 مارس 2024
رياضة

النصيري.. حاربوه قبل المونديال.. وصنع تاريخ "أسود الأطلس"

النصيري.. حاربوه قبل المونديال.. وصنع تاريخ "أسود الأطلس" يوسف النصيري
يوسف النصيري.. هو الإسم الذي صنع التاريخ للمغرب ولقارة بأكملها.. عندما سجل، السبت 10 دجنبر 2022 هدف الانتصار المدوي على البرتغال في مونديال قطر 2022، ليصبح «أسود الأطلس» أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، مؤكدًا أنه "القطعة الاستراتيجية" في "رقعة" مدربه وليد الركراكي.
كما أصبح مهاجم إشبيلية الاسباني، أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً في تاريخ كأس العالم، بالتساوي مع السعوديين سامي الجابر وسالم الدوسري والتونسي وهبي الخزري رافعًا رصيده إلى ثلاثة أهداف.

"كل لاعب له دور محدد في الفريق، هناك لاعبون يضحّون وكنت أود أن تتحدث عن المهاجم يوسف النصيري الذي يقوم بمجهود رائع ولا يعرف قيمته سوى المدربون من المستوى العالي في كرة القدم".. كان هذا رد الركراكي على سؤال لأحد الصحافيين حول الدور الكبير للاعبي الوسط سفيان أمرابط وسليم أملاح عشية المباراة ضد إسبانيا في ثمن النهائي.
عانى النصيري من انتقادات لاذعة هذا الموسم، في ظل تراجع مستواه بعد تعافيه من إصابة، فشل في فرض نفسه مرّة أخرى في تشكيلة الفريق الأندلسي، حيث يفضل عليه "رافا مير"، كما أن النتائج المخيبة للأخير الذي يحتل المركز الثامن عشر في الليغا ألقت بظلالها على "الأسد المغربي".
سجل هدفين فقط في مختلف المسابقات هذا الموسم وكانا في مسابقة دوري أبطال أوروبا، هدف الشرف في مرمى الصيف بوروسيا دورتموند الألماني «1-4» في الجولة الثالثة، ثم افتتح التسجيل في مرمى كوبنهاجن «3-0» في الجولة الخامسة قبل الأخيرة.

لم يهز الشباك في 10 مباريات في الليجا وواحدة في مسابقة الكأس المحلية.
دافع الركراكي عن النصيري قبل المونديال، بعدما ارتفعت الأصوات مطالبة باستبعاده، أقله من التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لعبد الرزاق حمدالله مهاجم الاتحاد السعودي.

أكد المدرب حتى قبل إعلان التشكيلة الأولية من 55 لاعباً أن النصيري سيكون في المونديال. كان الركراكي يدرك جيداً ما يقوله، فالمهاجم المولود في الأول من يونيو 1997 في مدينة فاس، أبلى بلاء أكثر من المتوقع في قطر.
في المباراة الاخيرة من دور المجموعات ضد كندا «2-1»، كان له الفضل في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، فأرغمه على مراوغته حيث طالت عنه الكرة ليلعبها حكيم زياش ساقطة داخل المرمى الخالي «4».
سجّل الهدف الثاني عندما انسل خلف الدفاع الكندي إثر تمريرة رائعة من حكيمي أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة الى يسار الحارس «23»، ثم سجل هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل «45+3».
وفي ربع النهائي ضد البرتغال، ارتقى لكرة عالية جداً أسكنها برأسه جميلة في شباك الحارس ديوجو كوستا «42» مسجلا هدف العبور التاريخي.
وقال الركراكي: «لا يقدّر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي ينفذ ما أطلبه منه، لذلك حافظ على مركزه الأساسي ليس معي فحسب بل مع من سبقني من مدربين، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة».
خرِّيج أكاديمية محمد السادس في مدينة سلا المغربية التي تعني بالمواهب الصغيرة، ضرب بقوة في المباريات الخمس لأسود الأطلس في مونديال قطر توجّها في المباراة الأخيرة ضد البرتغال بهدف هو السابع عشر له في 55 مباراة دولية، وبات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين بعدما كان هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.
وتجاوز النصيري كل من عبد الرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبد الجليل هدا كاماتشو الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي بثنائية الأول في نسخة 1986، والثاني والثالث في نسخة 1998.
منذ وطأت قدماه إسبانيا و«أسد الأطلس» النصيري يتسلق المراتب بتأن متسلحًا بالتركيز والعمل الجاد حتى بات، بفضل أهدافه وجهده في الملاعب، عنصرًا أساسيًا في تشكيلة فريقه اشبيلية ومحط اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز.
أكد النصيري إنه فخور بتسجيله في نسختين مختلفتين بكأس العالم، بعدما سجل في مرمى إسبانيا بمونديال 2018، ثم كندا في النسخة الحالية.
وأضاف: «أهدي هذا الإنجاز لعائلتي وكل من ساندني، كنت أول من تعرض للانتقادات والتشكيك في قدراتي، لكن الحمد لله النتيجة ظهرت وأثبتت للجميع أنني أستحق اللعب للمنتخب».
وتابع: «بعض من انتقد انضمامي للأسود، يشيد الآن بقدراتي وفاعليتي مع المنتخب المغربي. أنا لا أكثرت بالانتقادات باستثناء البناء، لأنني أرغب في التطور والتحسن، لكنني أعمل بجد واحترافية من أجل إثبات قدراتي والرد على الانتقادات في أرضية الملعب من خلال الجهد الذي أبذله والأهداف الحاسمة التي أسجلها».

وأردف قائلا: «ثقة المدرب الركراكي أعطتني زخماً كبيراً والحمد لله لم أخذله حتى الآن. سنواصل العمل بهذه الطريقة والأهم هو مواصلة تخطي الأدوار حتى نبلغ أبعدها ونكتب تاريخاً جديدًا للمنتخب الوطني»، وهو بالفعل ما فعله، مساء الإطاحة برونالدو..