الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

وحيد مبارك: علم المغرب .. هنا الوطن

وحيد مبارك: علم المغرب .. هنا الوطن وحيد مبارك
قبل سنوات، وتحديدا بتاريخ الخميس 17 نونبر من سنة 1915، قرر السلطان مولاي يوسف إصدار ظهير ملكي يتعلق بالعلم الوطني، وتخصيص بلادنا براية تميزها عن غيرها من بقية الممالك، وخصّصها بجعل الخاتم السليماني المخمس في وسطها باللون الأخضر. ومند ذلك الحين وعلم المغرب يرفرف عاليا خفّاقا، شاهدا على التحولات التاريخية المختلفة وعلى مسار المملكة الذي كان يتطور يوما عن يوم.
 
علم وطني، يوضح دستور 2011 في فصله الرابع، أنه عبارة عن لواء أحمر، تتوسطه نجمة خضراء خماسية الفروع، بخصوصيات حدّدها الملك محمد السادس من خلال ظهير ملكي أصدره جلالته في 23 نونبر من سنة 2005، فكان بذلك هذا الشهر شاهدا على كل التحولات المرتبطة بالعلم، الذي هو رمز الأمة. ومن بين ما حدده هذا الظهير، أن اللواء يكون من ثوب أحمر قان، غير شفاف، ومستطيل الشكل، في حين يكون النجم مفتوحا، لونه أخضر كسعف النخيل ويتألف من خمسة فروع مرسومة بشكل متواصل ومنسوجا في نفس الثوب، بحيث يرى من جهتي اللواء. ويتجه رأس أحد الفروع إلى الأعلى، موضحا كيف أن علو اللواء يجب أن يبلغ ثلثي طول مخفقه ويرقم النجم داخل دائرة غير ظاهرة يعادل شعاعها سدس طول مخفق اللواء ويقع مركزها في نقطة تقاطع الخطوط القطرية غير الظاهرة لمستطيل اللواء، في حين يمثل عرض كل فرع من فروع النجم 20/1 من طوله.
 
علم هو عنوان على الهوية والانتماء، باعث على الفخر والاعتزاز، حضوره تعبير عن الشموخ والسيادة، والتوشح به تأكيد على الرفعة والعزة، وهو ما يدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقة به، حتى لا يظل حضوره مقترنا بمناسبات رسمية بعينها، ولا تكون إطلالته مقتصرة على البنايات العمومية، وبعض المؤسسات الخصوصية المعدودة، وأن يظل مرفرفا بكل أنفة وأناقة في مختلف الواجهات. لقد كان العلم الوطني إلى سنوات قريبة، يزيّن المنازل الخاصة والمؤسسات العامة، بل أن تشييد العديد من البنايات كان يعرف استعمال قطع مزخرفة تدل عليه من خلال النجمة الخماسية، الأمر الذي غاب اليوم، في حين أنه كلما تقدمت بنا السنوات كلما يجب أن تتوطد كل الوشائج مع كل ما له صلة بالوطن، وعلى رأسها العلم، الذي يجب أن يكون حاضرا في الشوارع والفضاءات العمومية ومختلف المرافق، وهو في أبهى حلّة وبمنتهى الزينة، يتطلّع إليه الصغير والكبير، المواطن والمقيم والزائر، بمنتهى الفخر والإعجاب، ويحس بأن هذا العلم الذي يحمل ورائه أمجادا وبطولات وتضحيات من أجل التحرير والديمقراطية والتنمية، لا تقف تفاصيلها عند المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال لوحدهما فحسب، يخاطب الجميع ويقول لهم: هنا الوطن.