الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

المؤرخ الأديب الحسن السايح .. بين حفرياته في الحضارة المغربية وتحقيقاته الاندلسية

المؤرخ الأديب الحسن السايح .. بين حفرياته في الحضارة المغربية وتحقيقاته الاندلسية المؤرخ الأديب الحسن السايح

 المؤرخ الأديب الحسن السايح .. بين حفرياته في الحضارة المغربية وتحقيقاته الاندلسية

خصص البرنامج الاذاعي الثقافي "مدارات "، حلقة هذا الاسبوع للعالم والمؤرخ والاديب المغربي الاستاذ الحسن السايح .

" أنفاس بريس" تعيد هنا تقديم أهم مضامين هذه الحلقة.

 

موسوعية عالم مغربي :

استهلها معد ومقدم البرنامج عبدالاله التهاني، بالقول بأنه " لو لم يكن في رصيد هذا العالم الاديبة، إلا مؤلفه عن الحضارة المغربية عبر التاريخ، لكان ذلك وحده، مفخرة ومصدر اعتزاز له.

أما وقد زاد عليه، بإصداره عددا وافرا من الكتب، وأنتج رصيدا ضخما كن الدراسا ت والمقالات والابحاث في مختلف أصناف المعرفة، فإنه يكون قد استحق عن جدارة، صفة العالم الموسوعي."

وأضاف معد ومقدم البرنامج بأن" أفضال هذا الرجل على الثقافة المغربية، بادية وثابتة، وأن أثره على الاجيال التي تتلمذت عليه، مباشرة أو بكيفية غير مباشرة ، هو أثر طيب يذكر به، ويحسب له في مساره الحافل وفي سيرته الانسانية، كواحد من أعلام الثقافة المغربية الحديثة ، ومن روادها البارزين الذين أمدوها بنفس من التجديد والتحديث، وفي ذات ثمنوا رصيدها الاصيل ، وأبرزوه وعرفوا به .

 

وأوضح عبدالاله التهاني أن "اهتمام السايح، تركز حول البحث والتأليف في التاريخ الحضاري للمغرب والتراث المغربي الاندلسي . كما أنه اعتنى بإبراز خصوصيات الشخصية الحضارية والانسية المغربية .

وهكذا أشار معد ومقدم البرنامج، إلى أن السايح كتب في التاريخ والحضارة، وفي الفقه والفكر الاسلامي ، وفي الادب واللغة والتربية والفنون، فضلا عن رصيد صخم من المقالات الصحفية ذات البعد الفكري ، ساهم من خلالها بالرأي والتحليل ، حول قضايا حيوية تهم المجتمع المغربي، وأخرى انشغل فيها بأوضاع العالم العربي والاسلامي التحديات التي تواجهه.

 

رحلته الطويلة بين التدريس ودواوين الوزارات ومنظمة الايسيسكو :

وتوقف عبدالاله التهاني عند العطاء الكبير للحسن السايح، في حقل التدريس الثانوي الذي التحق به عام 1948، ثم التعليم العالي، وما قام به من تكوين وتربية أجيال من تلاميذته، وتأطيرهم وتوجيههم، وفق

القيم والمبادىء الوطنية، قبل أن ينتقل للعمل مستشارا مقتدرا، في عدد من الدواوين الوزارية إلى جانب شخصيات وزارية ووطنية بارزة، كالأستاذ عبدالهادي بوطالب والاستاذ محمد المكي الناصري، ثم لاحقا حين عمل خببرا لدى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، سواء مع أمينها العام الاستاذ عبدالهادي بوطالب ، أو مع خلفه الاستاذ عبدالعزيز بن عثمان التويجري.

وشدد عبدالاله التهاني أن السايح وهو يشغل هذه المهام الرفيعة ، ظل يجسد ضمير المفكر ، ساهرا على تعزيز مكانة الثقافة في الحياة العامة للمجتمع ، مساهما في تنمية الاعلام الثقافي ، سواء بكتباته المستمرة في مجلة "دعوة الحق" ، التي تصدرها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ، أو حين تولى مسؤولية الاشراف على بعض المجلات الثقافية، مثل مجلة "الايمان" التي كان الاستاذ أبوبكر القادري قد أصدرها عام 1964 ، وشغل فيها السايح مهام رئيس التحرير ،حيث ساهم في بلورة خطها التحريري وإغناء محتواها الصحفي ، أو إدارته لمجلة "الرسالة التربوية"، التي كانت أصدرتها وزارة التربية الوطنية عام 1976 ، بغاية تنمية البحث حول قضايا الفكر التربوي في المدرسة المغربية، وقبل ذلك إشرافه على إدارة وتحرير مجلة " اللقاء" .

 

طابع التنوع الذي ميز مؤلفاته"

واستعرض عبدالاله التهاني مؤلفات الاستاذ الحسن السايح، مرجحا أن ما طبع منها، لايمثل كل ما كتبه خلال مسيرته الطويلة في البحث والكتابة والتنقيب.

ويتعلق الامر بالكتب المطبوعة التي أصدرها ومنها :

التربية الدينية - 1963 / دفاعا عن الثقافة المغربية - 1968/ الحضارة المغربية عبر التاريخ - 1975 / نظرات في القصة والمسرحية في الادب المغربي - 1968/ الشباب المسلم والتحديات المعاصرة / على هامش تاريخ القرويين/.

وأشار التهاني أيضا إلى إصدارين مهمين للحسن السايح ، وهما : "منوعات ابن الخطيب " ، وهو كتاب حققه ونشره عام 1978، حيث عرف فيه بابن الخطيب وعصره ، ونماذج من تراجمه وأشعاره وموشحاته البديعة ، ثم تحقيقه لمخطوط رحلة البلوي الاندلسي المسماة : " تاج المفرق في تحلية علماء المشرق"، والذي نشره في جزأين سنة 1970 ، حيث جاء تحقيقه لهذه الرحلة ، مقترنا بالتعريف الوافي بصاحبها وبدراسته وبشيوخه ، وبما ألفه نثرا وشعرا ، مقارنا بينها وبين باقي كتب الرحلات، التي كتبها الرحالة المغاربة والاندلسيون.

 

صورة الحسن السايح لدى النخبة الفكرية المغربية :

وللوقوف على مكانة الحسن السايح في الثقافة المغربية، أو إبراز معالم من شخصيته الفكرية والانسانية، استعرض عبدالاله التهاني بعضا مما كتب عنه، بأقلام النخبة العلمية المغربية، وذلك عبر قراءة مقتطفات من شهادات عنه، سبق وأن أدلى أصحابها قبل وفاتهم رحمهم الله، وهم الاساتذة: عبدالهادي بوطالب، وعبدالوهاب بنمنصور، وعبدالكبير الخطيبي، الذي كان من تلاميذة الحسن السايح في ثانوية سيدي محمد بمراكش، نهاية الخمسينات من القرن العشرين، وتأثر كثيرا بثقافته الادبية وأسلوبه التربوي.

كما أورد معد ومقدم برنامج "مدارات"، مقاطع من شهادة للباحث الدكتور محمد قرقزان، حول منهجية الحسن السايح في تحقيق مخطوط رحلة البلوي الاندلسي، إضافة إلى ما كتبه الكاتب والاعلامي الاستاذ عبد القادر الادريسي، عن عطاءات الاستاذ السايح في مجال الصحافة الثقافية، وما كتبه عنه أيضا الاديب والمترجم الاستاذ مصطفى القصري، الذي كان قد تولى في مرحلة سابقة، مهام الكاتب العام لوزارة الاعلام المغربية.