الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لبكر: الخطاب الملكي ترجمة عملية لعبارة المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها

رشيد لبكر: الخطاب الملكي ترجمة عملية لعبارة المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها رشيد لبكر
كان الخطاب الملكي بمناسبة ذكري المسيرة الخضراء، رسالة واضحة لتأكيد مغربية الصحراء على ارض الواقع الفعلي، بما أنجز وينجز في الجهات الصحراوية من مشاريع وما تستثمر علي أراضيها من ميزانية لتحقيق الإقلاعين الإقتصادي والإجتماعي، جاء هذا الخطاب في ظرفية خاصة تتميز اولا بتفاعلات ما بعد قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2654، ثم اختتام قمة جامعة الدول العربية، لذا فقد حرص جلالته على أن تكون كلماته منتقاة بعناية، ومضامينه مختصرة وشديدة التركيز، ينهل من قاموس التنمية والإقتصاد وينأى عن سجال السياسة الذي لا ينتهي عند حد ، غايته القول،إن مغربية الصحراء، "إلتزام وطن ومشروع أمة ، توافق الملك والشعب"، على ان  يكون الدفاع عليه بالمنجزات المحققة في الميدان والمدعمة بالإحصاءات والأرقام، وليس بالإدعاءات والبروبغاندا،  أعتقد إذن،أن الخطاب الملكي هو رد واقعي يدحض كل المناوشات المغرضة ويقدم ترجمة عملية لعبارة المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها، تكفي الاشارة في هذا الباب، إلي أن المشاريع الضخمة التي التزم المغرب بتحقيقها لفائدة تراب وساكنة الجهات الصحراوية منذ 2016، قد رأت النور بنسبة تفوق 80 في المائة وأوشكت الأشغال فيها على الإنتهاء، بمعني ان "قول وفعل" هو شعار الدولة في سياستها اتجاه هذا الجزء الهام من تراب المملكة، ولعل مشروع  الطريق السريع الذي يربط الداخلة بتزنيت، الذي أكد صاحب الجلالة انه سيري النور قريبا، وحده يقف شاهدا   - وبغض النظر عن المشاريع المهيكلة الأخرى- عن جدية الفعل المغربي وعن التضحيات والجهود التي يبذلها لفائدة مواطنيه من أبناء الصحراء، هذا دون الحديث عن ميناء الداخلة وغيرها من مشاريع عددها الخطاب الملكي، ونرى أنها ستجعل من منطقة الصحراء قطبا اقتصاديا وطنيا مهما ووجهة استثمارية كبيرة. تعد بآفاق واعدة للرأسمال المحلي والخارجي، مع ما ستحدثه من فرص للشغل ورفع لمستوى عيش أبناء المنطقة، من هنا أقول إن رسالة خطاب صاحب الجلالة واضحة ،عملية، واقعية و استشرافية.
من جهة اخري، حرص الخطاب علي ترسيخ العمق الأفريقي للمغرب، وعلي نظرته الشمولية والبعيدة المدى اتجاه هذا الإنتماء، من خلال تأكيده على إن مشروع أنبوب الغاز القاري الذي سيربط بين نيجيريا وأوروبا عبر التراب المغربي، هو ليس مشروعا يهم هذين البلدين فقط، بل هو مشروع كل بلدان إفريقيا الغربية، من خلاله سيتم تأمين السيادة الطاقية لكل هذه البلدان تطبيقا لمعاهدات التعاون والشراكة والأخوة التي سعى المغرب منذ سنوات إلى ربطها وترسيخها مع هذه الدول، وأعتقد أن هذه الإشارة لا تخلو هي الأخري من رسائل على غاية من الأهمية، أولها أن مشروع الأنبوب حقيقة واقغية سترى النور قريبا ضد من يشككون في إمكانية تحققها بنشر الإشاعات والمغالطات، وثانيها، أن قرار المغرب التوجه نحو أفريقيا وملء الكرسي الفارغ بها، كان قرارا استراتجيا، سياديا، يعبرعن توجه إرادي مدروس، يقرن هو الآخر القول بالعمل، وها هي نتائجه علي وشك الخروج إلي مسرح الواقع، بالحقيقة والبيان.