الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الطيب أمكرود: التعريب جريمة مكتملة الأركان

الطيب أمكرود: التعريب جريمة مكتملة الأركان الطيب أمكرود
... ولأن طغمة مستلبة حلمت بوطن عربي موهوم ممتد من الخليج إلى المحيط، ولأن ذات الطغمة لا تؤمن بالأرض التي تطعم وتسقي أفرادها، ووطن يؤمن لهم الدفء والأحضان،... تمت التضحية بالوطن، وبمصالح الوطن، قدم المواطن المغربي المغلوب على أمره قربانا لقومية مفترضة، وهدرت من زمنه التنموي، وتهدر، عقود وعقود.
وعوض أن ننطلق من ذاتنا الغنية وننطلق، أضعنا موعدنا مع التاريخ والتنمية عقودا تحت يافطة القومية، وما كدنا نفلت من براثن القومية حتى تلقفنا التوهيب والأخونة فتواصل التيه.
تلج مدارس الوطن إلى غاية نهاية الثمانينيات فلا تشم عبق الوطن، بل روائح اصطناعية يمتزج فيها القومي العروبي باليساري الحالم بالثورة، ولاجتثاث اليسار استدعي الإسلام السياسي وفتحت له بوابات المدارس والجامعات على مصراعيها، فأمعنا في الاندحار نحو الحضيض.
بعد عقود من محاولة مسخنا وإقناعنا بكوننا عرب بائدة، قدمنا من اليمن والشام عبر الحبشة ومصر، سيكتشف أولو الأمر منا أن الوصفة والمساحيق لم تنفع في مسح الوجه البراق لعملة ثليذة اسمها الأمازيغية، هي العمق والوجه الحقيقي للوطن، وسيفطنون لكون من يبشرون بوطن عربي واحد عيونهم على أولي الأمر أنفسهم، فاستدعي المتأسلمون.
من تحت جبة السلطة سيخرج المردة، سيحتلون سريعا الجامعات، سيعتلون المنابر ويتقدمون الجموع، سنزداد مسخا، وتتكالب على الإنسية المغربية ألوان طيف الإسلام السياسي، ستسمن الجراء وتبحث بدورها عن موقع القدم في دائرة صناعة القرار بكل السبل والوسائل، فكان ما كان.
انتهت صلاحية وصفات القومية وبعدها الإسلام السياسي، وبقي الوطن يئن من الجراح، فمن ذا يئن لأنينه، ويتماهى وآهاته؟