الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: جامع المعتصم بصاحب السيارة المصفحة.. ضربة معلم يا أخنوش..!

خالد أخازي: جامع المعتصم بصاحب السيارة المصفحة.. ضربة معلم يا أخنوش..! خالد أخازي
غريب أمركم...
يا من جادلتم في بقاء جامع المعتصم في ديوان رئيس الحكومة...
مكلفا بمهمة دسمة أو مستشارا
فجامع... جامع للمناصب...
جامع للمفارقات...
جامع للغرائب...
رجل أهل الله... ابتلاه الله بالكراسي وولد عاق...
اللهم لا شماته...
هل تشككون في كفاءة الرجل... قد عصمه من عصم معاشه... بفتوى البلوى والعوز والحاجة...؟
فجامع المعتصم ببن كيران صاحب الكاغيط المشهور... هو رجل ليس كباقي الرجال...
كفاءته وخصوصيه.. جعلاته يفرض نفسه كرقم مهم في معادلة سياسية غريبة أحد طرفيها" دبر معركة بجنرال من العدو"
وهذا العبقري ... فريد زمانه ..الجامع السامع الخانع الرائع...الماتع... خبر الجن والإنس والعفاريت والتماسيح في كراس بنكيران" التبرير بالخفاء في الرد على الأعداء"...
وجامع يجيد علم الخفاء في مواجهة البلاء..
وله سجل لامع في سابقات لم يقم بها غيره..
أنسيتم أن الرجل أطلق سراحه عشية أحداث عشرين فبراير...
والرجل لم يفعل شيء...
كان فقط رئيسا بالنيابة لجماعة سلا... مكلفا بالتعمير...
فكاد له رفاق اليوم... خصوم اليوم...
لأنه طيب جدا...
فاتهم بتبديد أموال عامة...
والرجل مظلوم...
مظلوم جدا..
حتى من ابنه الذي هدده بالقتل...
فاشتكاه لأمن منطقة مولاي رشيد...
ماذا يفعل المسكين...؟
فهو عالم معتصم بصاحب كاغيط الزبدة.. جامع لأسرار الفقيه والطبيب في زمن التخبيب والتحنيط والتبوحيط...
لم يفعل شيئا...
حتى لما عربد ابنه " المبلي"... وأطلقوا سراحه لأنه ابن مدير ديوان رئيس الحكومة...
لم يتدخل... فقط تدخل اسمه... ورهطه... وقبيلته...
فهل هو مسؤول عن كونه جامعا معتصما بفقيه لا يشق له غبار... يحلل معاشا سمينا أعطي له شفقة لا استحقاقا... وتحصينا من الجوع والعطالة....
أيها المسلمون... لقد حجوا واعتمروا من أموالكم... دون طابور ولا قرعة...
فتعلموا من فقهاء السياسية... أن الدين كالعجين يعجن حسب ذوق الزعيم... وحسب أهواء الغوغاء..
ما لنا وبنكيران... وقد تدلت بطنه... وأبيض وجهه... وثقلت خطاه... من دهن زائد... ولحم طافح... وقعود جامح..
سلام عليك يا بنكيران... وأنت وبرلمانيوك تحج بمالنا... وتسكن بمالنا... وتطعم بمالنا... سلام عليك من السفليين... الذين ينتظرون القرعة للحج... وقد جاعوا من أجل أن يحجوا... الزعماء والبرلمانيون... يحجون بفرعة من ذهب وأنتم يا سكان المغرب الغابر حجوا بحظ يحدده الشيطان... لا الرحمان.... أليس الأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان...؟!
هذا المعتصم الذي ليس مثله أحدا...
حتى طلبه أخنوش...
أخنوش يا داهية...
تحسب لك هذه الضربة وليس عليك...
فأنت تعلم أن هؤلاء سكنتهم الدنيا غرورا ومتاعا.. فرميت الطعم... فابتلعه المعتصم.. قرش المناصب...
فعريتهم بضربة معلم... في صمت... بحركة منك .. لكنها ضربة هزت عرشهم...
فالأصل أخلاقيا وسياسيا أن يعتذر بأدب مدير ديوان رئيسي الحكومتين الإسلاموتين ونائب أمين الحزب الإسلاموي عن العرض... لأن قبوله فصام وسريالية سياسية...
قبول العرض... عبث... فضيحة... عري...
لمن نوازع الدنيا تعمي بصيرته... فبريق الدنيا غلب حتى الأولياء... والشيطان يكمن في سهوة الزعامة والرئاسة... ولذة السلطة...
أما أخنوش... فيا لك من ماكر داهية...
لا عليك يا أخنوش...
هذا ضربة ذكية في أس المعبد المقدس المزيف...
سقط المعبد... وسقط كهان بابل الجديدة...
ضربة معلم يا أخنوش.. بلا ضوضاء... في عقر دار فقيه الخفاء..
أما جامع العبقري الذي زكاه صاحب كاغيط الزبدة...
فهو مظلوم ... مظلوم ..لم يطلب المنصب... يا سادة.. ويا سيدات... سلوا مفتي الديار الخالية...
فالعيب كل العيب في كونه فذا.. فريدا... متميزا...عبقريا... لا غنى عنه...
لهذا لم يكن بالإمكان الاستعانة به ولو هو من فريق الخصم...
في الحقيقة.... الخصومة السياسية مزيفة...
اسمعوا كلام بنكيران صاحب البيان فيما بين الإخوان والكراسي من تآسي...
الكلام ما قاله بنكيران... فهو الذي يركب سيارة مصفحة... ولا عدو له غير لسانه وبيانه...
جماع المعتصم بالديوان مظلوم...
هم من أرادوه أن يبقى...
وهو عبقري...
والدولة في حاجة إليه...
لأنه فريد من نوعه...
ولو أتى من معسكر المعارضة...
فالمعارضة لعبة... مجرد إلهاء وطلاء...
المعارضة ... عارضة أزياء جميلة...
لابد منها لترويج قفطان الديمقراطية...
دعوا جامع يجمع...
دعوا المعتصم بالكرسي يرتع...
فأنتم لا تفهمون أكثر من صاحب السيارة المصفحة...
لا تفهمون في السياسة كما يفهمها بنكيران المدافع عن اللغة العربية في خطب يعجبنها بتعابير بالفرنسية...
نعم الفرنسية... تسكنه رغما عن أنفه..
لا. ليس فصاما..
فحين يستعمل الفرنسية... مدافعا عن العربية... فهو يعبر عن تعدده ... فهو متعدد المصالح والمآرب لكن بجبة المآذن...
وجود جامع المعتصم في ديوان أخنوش.. ليس فضيحة...
بل عريا آخر...
علكم تذكرون يا مغاربة...
فليس كل خطيب باسم الله صالح أو ولي...
فقد يخطب فيكم باسم الله أكبر عدو لله وللعباد...
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل